المئات يحتجون ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في "متحف الفن الحديث"

11 فبراير 2024
أمناء متحف الفن الحديث يمولون الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاستيطان (إكس)
+ الخط -

احتلّ المتظاهرون في مدينة نيويورك، بمن فيهم الفنانون والعاملون في مجال الثقافة، على متحف الفن الحديث (MoMA) مطالبين المتحف باتخاذ موقف ضد جرائم الإبادة الجماعية والفصل العنصري التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، بدءًا من الإزالة الفورية لأعضاء مجلس الإدارة والمانحين الذين لديهم علاقات بالاحتلال.

وأغلق متحف الفن الحديث (MoMA) في مانهاتن بشكل غير متوقع صالات العرض الخاصة به أمام الجمهور في حوالي الساعة 3:45 مساء يوم السبت 10 فبراير/شباط، بعد أن استولى أكثر من 500 متظاهر مؤيد للفلسطينيين على ردهة الطابق الثاني من المبنى للقيام بتظاهرة حاشدة. وبحسب تقديرات بعض المنظمين، ملأ المتحف أكثر من 800 ناشط.

وشارك في تنظيم التظاهرة العديد من الجماعات المناصرة للقضية الفلسطينية والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وتضمنت التظاهرة مجموعة متنوعة من التكتيكات. 

بدءًا من الساعة 3:30 مساءً، انقسم المنظمون لتوزيع أكثر من 1000 كتيب مقلد مطبوع خصيصًا لمتحف الفن الحديث، اتهموا فيه خمسة من أمناء المتحف، هم: ليون بلاك، ولاري فينك، وباولا كراون، وماري خوسيه كرافيس، ورونالد إس لاودر، بقيامهم باستثمارات في شركات الأسلحة العسكرية الإسرائيلية وتكنولوجيا المراقبة والعقارات ومجموعات الدعم الأجنبية. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ مئات المتظاهرين اعتصاماً في الردهة.

علقت مجموعة من المتظاهرين لافتة في الطابق الثاني تطل على ردهة المتحف والمخرج الخلفي كتب عليها "أمناء متحف الفن الحديث يمولون الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني"، ليشاهدها الأشخاص الموجودون في الطابق الأول.

ومن الطابقين الثالث والخامس، رُفعت لافتات إضافية تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفلسطين حرة، وإفراغ جميع السجون. 

هتف المتظاهرون بعد الكشف عن اللافتات "فلسطين حرة"، تلت ذلك قراءة جماعية لمقطع من الكتيب المقلد الموجه للزوار، والذي يوضح أسباب الاحتجاج، ووجهوا من خلاله انتقادات للمتحف على وجه التحديد.

قال متظاهر يبلغ من العمر 27 عامًا من كوينز، شارك في الاعتصام وطلب عدم الكشف عن هويته، لموقع Hyperallergic: "إن ضرائبنا تساهم في الإبادة الجماعية. أفضل شيء يمكن أن يقوم به هؤلاء الأشخاص هو إلغاء عضويتهم في متحف الفن الحديث والمقاطعة حتى يجرد المتحف من أعضاء مجلس الإدارة الذين يمولون الإبادة الجماعية".

وتابع: "يجب أن يكون المتحف مكانًا لنا نحن سكان نيويورك، وأغلبيتنا لا تشارك في تمويل الإبادة الجماعية. ألغِ عضويتك في المتحف، ولا تدفع ثمن التذكرة البالغة 30 دولارًا."

في أقل من 15 دقيقة، أغلق أمن متحف الفن الحديث صالات العرض، وبدأ في إبعاد الأشخاص الذين أرادوا الدخول، وسمحوا للزوار بالخروج. وفي حوالي الساعة 5:15 مساءً، بدأ المنظمون بالخروج من المتحف وواصلوا الاحتجاج في الخارج، وساروا في وسط مانهاتن.

تزامنت التظاهرات في متحف الفن الحديث مع تظاهرة أخرى اجتذبت أكثر من 300 شخص خارج متحف بروكلين، نظمتها منظمة WOL "في حياتنا – متحدون من أجل فلسطين"

وهتف المتظاهرون عندما بدأوا مسيرتهم في شوارع بارك سلوب: "كلما حاولت إسكاتنا، ارتفع صوتنا". ويبدو أن الهتافات كانت تشير إلى الحظر الدائم لمجموعة With Our Lifetime، التي كانت المنظم الرئيسي للعديد من التظاهرات التي اجتاحت المدينة، من "إنستغرام".

وأشارت المجموعة على منصة إكس إلى أنها لم تُمنح "أي خيار للاستئناف أو طلب مراجعة لاستعادة حسابها"، إذ حُظرت ثلاثة حسابات مرتبطة بـWOL بما في ذلك حساب مؤسسة ورئيسة المنظمة نردين كسواني، التي لم تعد نشطة على المنصة.
وتزامنت التظاهرتان مع نشر رسالة مفتوحة موقعة من قبل أكثر من 100 شخصية ناشطة في المجال الثقافي في مدينة نيويورك، منها أسماء تعمل في متحف متروبوليتان للفنون ومتحف بروكلين ومتحف الاستوديو، احتجاجًا على "الصمت المشين لمؤسساتنا إزاء ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة".

المساهمون