الكركمين لإطالة عمر الزبادي

نجح باحثون، لأوّل مرة، في إضافة شكل عالي النقاوة من الكركمين (Curcumin) إلى الزبادي، بطريقة تضمن بقاءه ذائباً في منتجات الألبان، ويحفظه مع مذاق جيد.

ووفقاً للدراسة التي نشرت يوم الثالث من أبريل/ نيسان في مجلة Frontiers in Nutrition، يجعل هذا الاكتشاف من الممكن صنع لبن زبادي "معزز بالفيتامينات"، لا يحتوي على مواد حافظة اصطناعية، ولكن لا يزال يتمتع بعمر افتراضي طويل وخصائص قد تعزز الصحة الجيدة.

الكركمين مادة كيميائية طبيعية توفر اللون الأصفر في الكركم. أظهرت الدراسات أن لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، ويمكنها أن تمنع نمو البكتيريا والفطريات، وقد تكون قادرة على تعزيز جهاز المناعة. يحتوي الكركمين على تأثير جيد، كمضاد للالتهابات ومضاد للفيروسات ومُعزز للمناعة، وله تاريخ طويل من الاستخدام في الطب التقليدي، وفقاً للباحثين.

إطالة العمر الافتراضي

"تظهر دراستنا أنه مع إضافة الكركمين عالي النقاء والتشتت في الماء، لا يمكننا فقط إطالة العمر الافتراضي للزبادي التقليدي الذي يحتوي على مزارع حية من بكتيريا معززة بالفيتامينات، ولكن أيضاً تزويد منتجات الألبان بقيمة غذائية إضافية. يمكن للزبادي المعزز بالفيتامينات أن يحسن صحتنا ويزيد مناعتنا. سيساعد على إطالة العمر الافتراضي مع الحفاظ على هذه الوظيفة في تقليل الخسائر في الخدمات اللوجستية ونفايات الطعام. وبالطبع، لا يزال بإمكاننا الاستمتاع بالزبادي المفضل لدينا، إذ يبقى المذاق من دون تغيير"، يقول الباحث المشارك في الدراسة، جيكوب أوربانسكي، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة أوترخت الهولندية.

ويقول أوربانسكي إن الفريق عمل على تكوين الزبادي المعزز بالفيتامينات من خلال تحقيق الاستخدام الأمثل للكركمين. كان اكتشاف أن تركيبة الكركمين عالية النقاء والقابلة للتشتت تطيل العمر الافتراضي للزبادي إلى 28 يوماً، بمثابة مفاجأة للفريق، خصوصاً أن هذا الاكتشاف له بعد اقتصادي.

وتمكن المؤلفون من تأكيد نتائجهم من خلال بحث مستقل أجراه شريك من القطاع الخاص متخصص في صناعة الألبان. ويوضح المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد طور الفريق زبادي معززاً بالمقويات الطبيعية يحتوي على شكل من أشكال الكركمين يسمى NOMICU L-100، الذي يمكن أن يذوب في الماء ويمتصه جسمنا بسهولة. جرت مقارنته بمستخلص الكركم القياسي لمعرفة مدى فعاليته في تثبيط نمو الخميرة والفطريات والبكتيريا على مدار 28 يوماً. كذلك قيّمنا لون الزبادي والطعم من قبل لجنة من خبراء التذوق".

علوم وآثار

التحديثات الحية

اكتشاف مقبرة في باريس تعود إلى العصور القديمة

لا توجد مخاطر

أظهرت النتائج أن الزبادي الذي يحتوي على خلاصة الكركم القياسي كان أفضل قليلاً في البقاء في شكل متجانس من دون وجود طبقة من الماء تطفو على السطح. ومع ذلك، كان طعمها مرّاً وتدهور طعمها بعد الأسبوع الأول من التخزين في الثلاجة. بالإضافة إلى ذلك، كان لون الزبادي يأخذ اتجاه النهاية الخضراء للطيف الأصفر.

أمّا عند إضافة المركب المقترح في الدراسة، فتحول اللون نحو النهاية الحمراء، "ما يجعله يبدو أكثر جاذبية، إلى جانب إضافة نكهة حلوة وغنية وقشدية إلى الزبادي، الذي ظلّ صالحاً حتى نهاية 28 يوماً من التخزين في الثلاجة"، وفقاً لأوربانسكي.

أمّا عن رصد أي آثار جانبية أو مخاطر من أي نوع من استخدام الكركمين، فيشير الباحث إلى أنّ جرعات الكركمين التي استخدمت في الدراسة ثبت من التجارب أنها آمنة تماماً من قبل الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، والكركمين نفسه هو أحد أفضل المغذيات، لذلك لا يرى الفريق أي مخاطر مرتبطة باستخدامه في المنتجات المستهلكة على أساس يومي.

"من وجهة نظر قبول المستهلك لهذا التغيير في لون ونكهة المنتجات المتعارف عليها، سيتعيّن على الناس تعود اللون الأصفر "غير العادي" كلون للزبادي ومنتجات الألبان. نحن مقتنعون بأن الفوائد الصحية ستقنع المستهلكين بسرعة بقبول هذا المنتجات الجديدة"، يقول أوربانسكي.