هاجمت منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين اجتماع العقبة المنوي عقده اليوم بحضور وفود فلسطينية إسرائيلية وأميركية وأردنية ومصرية. وانتقدت منشورات وتغريدات السياسيين والنشطاء محاولة "وأد وإجهاض المقاومة" في الضفة الغربية المحتلة.
واسترجع معلقون قمماً ولقاءات سابقة عقدت سواء في شرم الشيخ المصرية أو طابا في تسعينيات القرن الماضي هدفت للغاية ذاتها، لكنها فشلت في ذلك، ولم تلتزم إسرائيل بما ورد فيها من التزامات، وواصلت عمليات الاغتيال والقتل والاقتحامات لمناطق السلطة الفلسطينية، كما يقولون.
في حين رأى آخرون أن مشاركة السلطة رغم المعارضة الشعبية لا تحمل جديداً، فهي تؤمن بنهج المفاوضات وترفض العمل المسلح، بل وتحاربه منذ نشأتها عام 1994 إلى اليوم.
ونشر المحاضر الجامعي، سعيد دويكات، مقارنة بين بيعة العقبة التي تمت في عهد النبي محمد وقمة العقبة، قائلاً: "العقبة بين الماضي والحاضر، تشابه أسماء وتناقض أفعال في الماضي حصلت في العقبة بيعة للحق وفي الحاضر يحصل في العقبة بيعٌ للحق...وشتان شتان ما بين البيعة والبيع!!".
بدوره، نشر الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي ما وصفها بشروطه التي في حال تحققت سيدعم قمة العقبة.
وقال: "أوافق على لقاء العقبة، إذا استطعتم إخراج مستوطن واحد من الضفة إذا أخليتم مستوطنة واحدة إذا ألغيتم تسمية الضفة محافظة "يهودا والسامرة" تتبع لسمورتيتش والقانون الإسرائيلي، إذا أخليتم الطرق من المستوطنين واعتداءاتهم إذا جعلتمونا نصلي في أقصانا وكنيسة القيامة ونسبح في بحر فلسطين بلا تصاريح ولا حواجز إذا جعلتمونا نلتقي بأهلنا في غزة ويلتقون بنا بلا حواجز إذا أفرجتم عن سجناء الحرية إذا حاكمتم كل من قتل فلسطينياً بدون أي ذنب وآخرهم شهداء مجزرة نابلس".
وتابع الشروط: "إذا أعدتم للفلاحين أراضيهم المصادرة والمنهوبة لصالح المستوطنات إذا أوقفتم هدم البيوت وأعدتم لمن هدم بيته له إذا حميتم شعبنا وأعدتم له كرامته المهدورة، إذا أوقفتم دموع الثكالى وأبناء الشهداء والأرامل إذا تعهدتم أن لا يسقط لنا شهيد ولا يعتقل أسير بعد اليوم، إذا أعدتم لاجئاً واحداً لحيفا أو عكا أو يافا أو صفد أو غيرها إذا عدتم بالتاريخ للوراء".
كما رهن موافقته بشروط أخرى هي "إذا ألغيتم الظلم التاريخي الأسود على شعبنا إذا جعلتم أطفالنا يعيشون كأطفال العالم ونساءنا كنساء العالم وشبابنا كشباب العالم، أي إذا جعلتم شعبنا يعيش كشعوب العالم إذا رضي من دعاكم واجتمعوا بكم أن يعيشوا مثل ظلمنا وتفاصيل حياتنا وإذا رضي هؤلاء لأطفالهم ونسائهم وأهلهم ما يحصل لأطفالنا ونسائنا وأهلنا وإذا وإذا وإذا... وإلا فالعقبة لقاء وبكل المقاييس هو لهم وليس لنا".
بدوره، نشر الناشط عامر المصري رسالة قال فيها إنه كمواطن فلسطيني لا يمثله إلا عرين الأسود وكتيبة جنين وبلاطة، ولا يعترف بغيرهم.
وقال: "ما يمثلني أحذية عرين الأسود وكتيبة بلاطة وكتيبة جنين ولواء الشهداء والقسام وكتائب جبع وقباطية والرد السريع بطولكرم وأسود بيت أمر وشهداء عقبة جبر... ومن هم في لقاء العقبة لا أعرفهم".
أما المحامي وائل الحزام، فاستعار ما ورد على لسان الشهيد صلاح خلف، أحد قادة حركة فتح التاريخيين، حينما قال "أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر".
وكتب: "لم تعد الخيانة وجهة نظر، بل صارت نهج حياة، بل تعدت ذلك بأن أصبحت جزءاً من المعركة الوطنية ومن يخالف هذا النهج (الوطني) فهو الخائن وصاحب الأجندات".
وكانت فصائل المقاومة في مدينة جنين قد أعلنت مساء أمس السبت، أن "مشاركة السلطة في لقاء العقبة تأتي في الاتجاه المعاكس للإجماع الوطني لشعبنا، ولا تصب في مصلحته، بل تمثل خدمة مجانية للاحتلال المجرم".
وأكدت فصائل المقاومة، في مؤتمر صحافي، على إدانتها لما وصفته بـ"اللقاء السياسي والأمني"، الذي تعتقد أنه يشجع الاحتلال على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأسراه.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى إدانة لقاء العقبة والتعبير عن رفضهم لمشاركة السلطة فيه.