العراق يعيد افتتاح موقع مدينة الحضر الأثرية بعد ترميمه

27 فبراير 2022
تطلب الترميم والتنظيف أموالاً (زياد العبيدي/Getty)
+ الخط -

أعادت سلطات الآثار في العراق فتح الموقع الأثري بمدينة الحضر يوم الخميس (24 فبراير/شباط)، في أعقاب الانتهاء جزئياً من مشروع ترميمه بعد أن دمره مقاتلو "داعش" قبل سنوات.

ويقول مسؤولون عراقيون إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا دمروا ما يقرب من 15 في المئة من الموقع في أعقاب سيطرتهم على مساحات شاسعة من البلاد.

وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت عام 2015 من وصفوا بأنهم من مسلحي "داعش" وهم يدمرون تماثيل وتحفاً في الموقع بمطارق ثقيلة ومعاول.

ويُنفذ مشروع الترميم بالتعاون مع الرابطة الإيطالية الدولية للدراسات المتوسطية والشرقية. وأوضح المسؤولون أنه تم ترميم خمسة بالمئة فقط من الموقع، وما زال باقي المشروع قيد التنفيذ.

وقال مسؤول موقع آثار الحضر محمود عبد الله "نحن كمفتشية آثار نينوى مع البعثة الإيطالية المدعومة من الرابطة الدولية للدراسات المتوسطية والشرقية، بداية قمنا بأعمال جمع الملتقطات الأثرية التي تعتبر من المنحوتات التي حطمها تنظيم داعش الإرهابي. فجمعنا هذه القطع وحددنا أماكن سقوطها، ومن ثم تم نقلها إلى مختبرات الصيانة داخل الموقع الأثري. بعد هذا العمل، قمنا بإعادة تجميع هذه القطع وإعادة ما يمكن إعادته منها، والحمد الله تمكنا من إعادة عدد من القطع إلى مواقعها الأصلية بعد عمليات الترميم والصيانة لها".

وقال مدير مفتشية آثار نينوى خير الدين أحمد: "نسبة الدمار لا تتجاوز 15 في المئة؜، تفوق 10 في المئة؜ ولا تتجاوز نسبة الدمار 15 في المئة،؜ كون الموقع لم يتم تجريفه من قبل عصابات داعش الإرهابية. اقتصر التخريب فقط على تحطيم بعض الجدران والتماثيل والوجوه الآدمية في الموقع".

وموقع الحضر، وهو أحد مواقع التراث العالمي لـ"يونسكو"، كان من بين العديد من المواقع التي دمرها مسلحو تنظيم "داعش" في العراق وسورية، بما في ذلك مدينة خرساباد التي يعود تاريخها إلى 2700 عام وتشتهر بتماثيلها الضخمة لثيران مجنحة برؤوس بشر.

وقال عضو المعهد الإيطالي للشرق الأوسط والشرق الأقصى ومدير مشروع ترميم آثار الحضر ماسيمو فيديل: "حين وصلنا إلى هنا للمرة الأولى، كانت مدينة الحضر في حالة مزرية، لم تكن هناك بنية تحتية، المباني بها أضرار. أطلال الحرب منتشرة في كل مكان، حتى إنه كانت هناك قنابل غير منفجرة. لذلك كانت هناك ظروف صعبة. تطلب الأمر الكثير من المال لتنظيف كل شيء، ووضع كل هذه القمامة وكل هذه الأشياء الخطرة في شاحنات، وتنظيف الموقع. لذلك أعتقد أن هذا كان الجزء المطلوب أكثر في مشروعنا. ثم بدأنا ببطء العمل في المباني والمنحوتات، وبدأنا نقوم بعملنا الحقيقي المتمثل في ترميم التراث الثقافي للحضر".

وأعلن تنظيم "داعش" الخلافة من جانب واحد في أجزاء من العراق وسورية اللذين يضمان بعضاً من أغنى الكنوز الأثرية على وجه الأرض، حيث بَنَت الإمبراطوريات الآشورية القديمة عواصمها، وازدهرت الحضارة اليونانية الرومانية وتعايشت الطوائف الإسلامية والمسيحية على مدى قرون.

(رويترز)

المساهمون