العدوان على غزة... حرب الذكاء الاصطناعي

26 أكتوبر 2023
من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة (علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -

غيّر تراجع "إكس" وصعود الذكاء الاصطناعي كثيراً خلال عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، بحسب ما نقله موقع سي تك التقني عن المحاضر في أساليب البحث الرقمي في جامعة أمستردام، أليكس جيكر. 
وبحسب جيكر، فإن جيوش الروبوتات التي يمكن لأي شخص تفعيلها على "واتساب"، وأدوات فبركة الصور بسهولة، وروبوتات الدردشة التي تولّد أخباراً لم تحدث، كلها تغّير قواعد اللعبة. 
ويشير إلى أنه أُطلق على الحرب في أوكرانيا اسم "حرب تيك توك الأولى"، ويعتقد أن العدوان الإسرائيلي على غزة سيكون "أول حرب للذكاء الاصطناعي".
يوضح جيكر: "فجأة، أصبحت هناك قدرة سهلة للغاية ويمكن الوصول إليها لإنتاج وتوزيع المحتوى المرئي والنصي من خلال مجموعات واتساب مخصصة تعمل بالروبوتات". 
ويكفي إرسال منشورات من "فيسبوك" و"إكس" إلى مجموعات في "واتساب"، وتحديد ما إذا كانت مع إسرائيل أم ضدها. إذا كانت لصالح إسرائيل، فإن جيشاً من الروبوتات سيولّد لها ردود فعل إيجابية وإعجابات ومشاركات، وإذا كانت ضدها فستبلغ الروبوتات عنها.
لكن مجال الذكاء الاصطناعي لا ينتهي عند هذا الحد. شاركت حسابات الإنترنت صورةً لجندي في جيش الاحتلال يُفترض أنه ينقذ طفلين اختطفتهما حماس وأخفتهما في خزانة في غزة، لكن الصورة مجرّد توليد بالذكاء الاصطناعي. 
وزعمت روبوتات المحادثة "بارد" التابع لـ"غوغل" و"بينغ" التابع لـ"مايكروسوفت" أن إسرائيل وحماس توصلتا إلى وقف لإطلاق النار. ورغم أن شركتين تحذّران من أن أدواتهما تجريبية وليست دقيقة بعد، إلا أنهما تدمجان بالفعل محتوى الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث الخاصة بهما، ما يضاعف جهود معرفة ما هو حقيقي.
كبدائل عن مصنوعات الروبوتات، يجب على المستخدم اللجوء إلى الصحافة المهنية الرصينة، لكن كثيرين يلجؤون إلى بدائل غير مضمونة المصداقية، سواء تعلّق الأمر بنجوم البودكاست، أو التأثير، أو صنّاع المحتوى الذين لا يستخدمون أدوات الصحافة الدقيقية.
ويقول المحاضر: "ما ينجح في مجال المناصرة، كما رأيناه في حالات سابقة، هو أن الأشخاص الشهيرين، الذين لديهم بالفعل متابعون راسخون، يبدؤون في تحميل محتوى أكثر ارتباطاً بالحرب". 
وكمثال على ذلك، يقول "لقد رأينا ذلك عندما غزا الروس أوكرانيا، وبدأت المؤثرات الأوكرانيات في مجال التجميل أو اللياقة البدنية فجأة يتحدثن عن الحرب".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويضيف: "لأن المتابعين يعرفونهن بالفعل، ويعرفون محتواهن، فقد ساعد ذلك في اختراق الحاجز الساخر المتمثل في أن كل شيء مزيف على أية حال".
ويوضح أن "هذه ظاهرة معروفة جداً في علم النفس، أن الألفة تشبه إلى حد كبير المصداقية في أذهاننا، وعندما يكون هناك شيء مألوف نشعر وكأنه حقيقي، حتى لو لم يكن له ما يبرره". 
وبسبب هذا الصعود القوي في الأكاذيب التي تدعمها الروبوتات، سيرفض الناس جميع المعلومات التي تطفو على الشبكة حولها باعتبارها دعاية، "فمن سيكون لديه الوقت للتعمق ومحاولة فهم ما يحدث بالفعل في العالم؟" يتساءل المحاضر. 

المساهمون