العدوان الإسرائيلي على غزّة بعيون مصوّريه وضحاياه

17 نوفمبر 2014
فتاة مبتسمة برغم الجروح العميقة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
نقل وقائع العدوان الإسرائيلي على غزّة بشكل متواصل إعلاميّاً، يختلف كليّاً عن رؤية هذا الواقع الأليم بشكل مباشر. إذ تلتصق العين بالصورة الموجعة فيتعب القلب... في هذا السياق، جَسّدت عشرات الصور الفوتوغرافية حال قطاع غزّة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على سكّانه الذين يقارب عددهم 1.8 مليون نسمة. عدوان بدأ في السابع من يوليو/تموز 2014 واستمرّ 51 يوماً. ومعرض "صورة وحكاية" حاول نقله بعين جديدة، وبالمأساة نفسها. 

بيّنت الصور التي شارك فيها عدد من المصوّرين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية والثقافية أشكال البؤس والألم والحرمان والظلم التي عانى منها أهالي القطاع المحاصر خلال فترة العدوان. ذاك الذي خلّف 2137 شهيداً، و11100 جريح، وخسائر ماديّة بتدمير آلاف المنشآت السكنية والتجارية.

فقد نظّم المعرض طلاب في الجامعة الإسلامية وقسم الصحافة والإعلام فيها، بالتعاون مع وكالة "صفا" المحلية، وفريق "سمو" الشبابي ومؤسسة "أفكار" الثقافية وعدد من المصوّرين الفلسطينيين، من بينهم مصوّر "العربي الجديد" عبد الحكيم أبو رياش.

تنفصل الأجواء داخل المعرض عن خارجه، وتستحضر في أجوائه مشاهد الدمار والقتل الممنهج الذي اتّبعته قوات الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الإنسان والشجر والحجر. وتكشف أشكال الدمار الهائل الذي حلّ بالمباني السكنية والشوارع والمساجد والبنى التحتية.

حتّى يبدو أنّ الصور كانت تنتظر زوّارها. فمجرّد التحديق في أيّ صورة يجعلها تبدأ بسرد حكايتها عليك، وتنقلك إلى تلك الأيام المشؤومة ليعيش الزائر الألم معها.
في مدخل المعرض صورة طفل يركض فوق الركام، وقد بدا الخوف واضحاً على ملامحه الصغيرة، جاورتها صورة مجموعة نسوة يتجوّلن داخل فناء مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين التي آوى إليها الآلاف من المواطنين، ممن هُدِمَت بيوتهم خلال العدوان.


ونجد صورة كبيرة لشاب يبكي شقيقه المضرّج بدمه، وصورة أخرى لمجموعة عربات نقلت أطفالاً تركوا منزلهم إلى أماكن الإيواء التي تعرّض عدد كبير منها لقذائف إسرائيلية مباشرة، وتجاورها صورة ضخمة لمجموعة مواطنين يؤدّون الصلاة على عدد من الشهداء.

في واجهة المعرض المكتظ بصور الدمار والمعاناة، وُضِعت صورة ضخمة لفتاة مبتسمة رغم جروح عميقة كست وجهها الطفولي الصغير. إلى جانبها عمود من الدخان بسبب قصف أحد المنازل، وعدد من صور استهداف السيارات والمنازل والمواطنين، وصور دمار هائل.

مصوّر "العربي الجديد"، عبد الحكيم أبو رياش، شارك في المعرض بعدد من الصور التي أظهرت المعاناة التي لحقت بالأطفال والنساء خلال العدوان، كان أبرزها صورة أم تبكي طفلها، وأب يحمل ابنته إلى مثواها الأخير. إلى جانبها، صورة طفل أنهكته أنابيب الأجهزة الطبيّة في جسده الصغير.

وأشار أبو ريّاش إلى أنّه حاول إظهار واقع المرأة والطفل والمواطن الفلسطيني الذي ذاق ويلات الحرب والألم، آملاً إيصال صور معاناتهم والظلم الإسرائيلي في حقّهم، إلى العالم بأسره.

أمّا المصور، أحمد سلامة، الذي شارك، أيضاً، بمجموعة صور أظهرت معاناة النازحين في المدارس، ولحظات مواراة جثامين الشهداء الثرى، وعدداً من البيوت المنكوبة والمهدّمة، فأكد لـ"العربي الجديد" ضرورة "أن ينتبه العالم إلى هذه الصور التي تعكس الحقيقة، وما حَلّ بأهالي قطاع غزّة خلال العدوان".

ويقول يوسف الوادية، أحد منسقي المعرض، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "صورة وحكاية" يعكس واقع الغزاويّين خلال 51 يوماً من العدوان المتواصل، الذي استهدف أشكال الحياة كافة، والدمار الواضح في الصور يؤكّد أهمية الإسراع في إيجاد حلّ وإعادة إعمار غزّة وإيواء النازحين".
المساهمون