الصودا الدايت: آثار صحية خفية ومثيرة للجدل

11 اغسطس 2024
لا تحتوي على أي قيمة غذائية (إدوارد بيرثلوت/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تاريخ وتكوين الصودا الدايت**: ظهرت في الخمسينيات كحل لمرضى السكري وتوسعت لتشمل من يرغبون في تقليل السكر والسعرات. تتكون من مياه غازية، محليات، أحماض، ألوان، نكهات، ومواد حافظة، وتفتقر للقيمة الغذائية.

- **التأثيرات على فقدان الوزن**: الأبحاث متضاربة؛ بعضها يشير إلى أن المحليات الصناعية تزيد الشهية، بينما يرى آخرون أن استبدال المشروبات المحلاة بالصودا الدايت يساعد في فقدان الوزن.

- **الصحة العامة والمخاطر المحتملة**: قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الكلى المزمنة، والولادة المبكرة، والسمنة لدى الأطفال.

قُدّمت المشروبات الغازية الدايت لأول مرة في الخمسينيات للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، ثم جرى تسويقها لاحقًا للأشخاص الذين يرغبون في تقليل تناول السكر والسعرات الحرارية. وتحتوي كل مشروبات الصودا الدايت المشهورة في السوق على المحليات الصناعية. وعلى الرغم من كونها خالية من السكر فإن الآثار الصحية لاستهلاكها مثيرة للجدل.

الصودا الدايت لا تحتوي على مغذيات

تحتوي مشروبات الصودا الدايت على عدد قليل جداً من السعرات الحرارية أو قد لا تحتوي على أي سعرات، ولكنها لا تحتوي على أي قيمة غذائية، فهي خليط من المياه الغازية، المحليات الصناعية أو الطبيعية (الأسبارتام، السكرين، ستيفيا) والأحماض (حمض الفوسفوريك، الستريك، الماليك) والألوان والنكهات والمواد الحافظة. فالعلبة الواحدة من الكولا الدايت (354 مل) تحتوي على 40 ملغ من الصوديوم، و35-45 ملغ من الكافيين، ولا تحتوي على سعرات حرارية، أو سكر، أو دهون، أو بروتين.

التأثيرات على فقدان الوزن

نظرًا إلى أن الصودا الدايت عادةً ما تكون خالية من السعرات الحرارية، يفترض أنها تساعد في إنقاص الوزن، ولكن تشير الأبحاث إلى أن الارتباط ليس بهذه البساطة، والنتائج متضاربة.

إذ وجدت العديد من الدراسات أن استخدام المحليات الصناعية وشرب كميات كبيرة من الصودا الدايت يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي. حيث فسر الباحثون أن الصودا الدايت قد تزيد الشهية عن طريق تحفيز هرمونات الجوع، وتغيير مستقبلات الطعم الحلو، وتحفيز استجابات الدوبامين في الدماغ التي تسبب تناول كميات أكبر من الأطعمة الحلوة أو الغنية بالسعرات الحرارية، ما يؤدي إلى زيادة الوزن. بينما وجدت دراسات تجريبية أخرى أن استبدال المشروبات المحلاة بالسكر بالصودا الدايت يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن.

الصودا الدايت ومرض السكري وأمراض القلب

على الرغم من أن الصودا الدايت لا تحتوي على سعرات حرارية أو سكر، فقد ربطت بعض الدراسات بين تناولها وتطور مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ووجدت الأبحاث أن تناول وجبة واحدة فقط من المشروبات المحلاة صناعياً يومياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 8-13 في المائة.

وعلى العكس من ذلك، وجدت مراجعة حديثة أن الصودا الدايت لا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري. لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث التجريبية المباشرة لتحديد ما إذا كانت هناك أي علاقة سببية حقيقية بين الصودا الدايت وزيادة نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم.

الصودا الدايت وصحة الكلى

رُبط شرب الصودا الدايت بزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، حيث وجدت دراسة أن خطر الإصابة بأمراض الكلى في المرحلة النهائية يزداد مع عدد أكواب الصودا الدايت المستهلكة أسبوعياً. وأحد الأسباب المقترحة لتلف الكلى هو ارتفاع نسبة الفوسفور في الصودا، ما قد يزيد من الحمل الحمضي على الكلى.

ولكن أظهرت دراسة أخرى أن المحتوى العالي من الأحماض في بعض المشروبات الغازية الخاصة بالحمية قد يساعد في علاج حصوات الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض درجة الحموضة في البول وحصوات حمض البوليك. لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات البشرية.

الولادة المبكرة والسمنة لدى الأطفال

ارتبط شرب الصودا الدايت أثناء الحمل ببعض النتائج السلبية، بما في ذلك الولادة المبكرة والسمنة لدى الأطفال. إذ وجدت دراسة نرويجية أجريت على 60761 امرأة حاملاً أن تناول المشروبات المحلاة صناعياً والتي تحتوي على السكر ارتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة بنسبة 11 في المائة. ولكن لم تجد الأبحاث الحديثة التي أجريت على 8914 امرأة في إنكلترا أي علاقة بين الكولا الدايت والولادة المبكرة.

كما قد يرتبط تناول المشروبات المحلاة صناعياً أثناء الحمل بشكل كبير بزيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة، إذ وجدت إحدى الدراسات أن الاستهلاك اليومي لمشروبات الحمية أثناء الحمل يضاعف من خطر زيادة وزن الطفل عند عمر سنة واحدة. وبالتالي هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحليل الأسباب البيولوجية المحتملة والمخاطر الصحية طويلة المدى للأطفال الذين يتعرضون للمشروبات الغازية المحلاة صناعياً في الرحم.

المساهمون