تلك الأصداف المتعددة الأشكال، والأحجام، والألوان وحدها تروي سيرة حرفة مختلفة عن الحرف الأخرى. حرفة يدوية تعتبر من الفن التشكيلي "الصدفي" الذي يرتقي إلى درجة الإبداع. وحرفة "الصدفيات"، الذي يمسك محمد خليل نصر الله بزمامها تشكل ضوءاً آخر يخترق عتمة "الحِرف" التي تسير في خط الاندثار.
قد يرى البعض هذه الحرفة أقل من عادية ولا تحتكم للإبداع الفني، ولكن الصدف في حضرة نصرالله يختلف كلياً، يخرج عن إطاره التقليدي، ليتحول إلى منحوتات تشكيلية خارقة الجمال والتصميم والابتكار، حيث تكمن أبعاد حرفة "الصدفيات"، التي تتخذ من إحدى زوايا سوق صيدا العتيق مركزها، في تحويل الصدف الصغير إلى تحفة ناطقة ذات لمسة يدوية، يضفيها نصر الله على منحوتات تخرج حاملة لواء البحر بكل أبعاده، وتتجلى عظمة الإبداع عنده في تصميمه لسفينة عملاقة من الصدف التي حرص فيها على إبراز أدق وأصغر التفاصيل التي تشتمل عليها السفن.
يمضي "نصرالله" ساعات طويلة في محترفه بمدينة صيدا بين أصداف يجمعها عن شط بحر صور وصيدا، يحاكيها بأسلوب مغاير عن أسلوب الحياة، فيقول: "لقد علمتني الأصداف ليس فقط الصبر بل برودة الأعصاب، فهي تنسيني كل صعاب الحياة، فحين أبدأ العمل، أركز كل تفكيري على تلك الأصداف التي تبدو صامتة لغيري، ولكنني أحاكيها بلغتها الخاصة التي تعلمتها أثناء الغطس".
في مملكته الصدفية يوجد بيض سمك متحجر، غليون صخري قديم، أسماك متحجرة، محار، بقايا صخور قديمة، مرجان، وفي زاوية أخرى أصداف صغيرة الحجم، التحمت مع بعضها البعض، فخرجت على شاكلة "سمكة بحرية". كما توجد لوحة مُرجانية ناطقة تحكي جمال البحر، جمعها نصر الله بطريقة فنية بالغة الروعة. وفي زاوية أخرى "خارطة فلسطين" التي وٌلدت من الصدف، أحصنة البحر ورود، كلها حضرت بقالب "صدفي"، تَشعُر كأنك في البحر، ولكن هذه المرة في بحر نصر الله الافتراضي الذي خلقه ليمزج تراث عالمين، فيقول: "مجسماتي بوابة عبور بين الماضي والحاضر لأنها تُراث"، و"أفكاري مختلفة عن غيري، أملك خيالاً إبداعياً، مكنني من أن أتألق في عمل أشعر فيه بتجانس فكري، تراثي، فني، حيث لا تدخل الآلة إلى حرفتي وقد وضعني هذا الأمر أمام تحد للواقع المغزول بكثير من هواجس الخوف التي قد يأتي فيها يوم ولا نجد حِرفاً".
ولا يتوقف عمل نصرلله عند تحويل الصدف إلى تحف، بل زاد عليها الحَفر على الصدف، فيقول: "الحفر على الصدف ليس أمراً يسيراً، بل هو أمر صعب ويتطلب مجهوداً مضاعفاً ولكن العزيمة تكسر الصعوبات، فهذا العمل يحتاج لدقة متناهية ولصبرٍ وعزيمة، ثم يتكلم على صدفة بين يديه يحفر عليها اسماً من بين الأسماء، قائلاً: "أنا أرقى بنفسي إلى عالم فني آخر".
قد يرى البعض هذه الحرفة أقل من عادية ولا تحتكم للإبداع الفني، ولكن الصدف في حضرة نصرالله يختلف كلياً، يخرج عن إطاره التقليدي، ليتحول إلى منحوتات تشكيلية خارقة الجمال والتصميم والابتكار، حيث تكمن أبعاد حرفة "الصدفيات"، التي تتخذ من إحدى زوايا سوق صيدا العتيق مركزها، في تحويل الصدف الصغير إلى تحفة ناطقة ذات لمسة يدوية، يضفيها نصر الله على منحوتات تخرج حاملة لواء البحر بكل أبعاده، وتتجلى عظمة الإبداع عنده في تصميمه لسفينة عملاقة من الصدف التي حرص فيها على إبراز أدق وأصغر التفاصيل التي تشتمل عليها السفن.
يمضي "نصرالله" ساعات طويلة في محترفه بمدينة صيدا بين أصداف يجمعها عن شط بحر صور وصيدا، يحاكيها بأسلوب مغاير عن أسلوب الحياة، فيقول: "لقد علمتني الأصداف ليس فقط الصبر بل برودة الأعصاب، فهي تنسيني كل صعاب الحياة، فحين أبدأ العمل، أركز كل تفكيري على تلك الأصداف التي تبدو صامتة لغيري، ولكنني أحاكيها بلغتها الخاصة التي تعلمتها أثناء الغطس".
في مملكته الصدفية يوجد بيض سمك متحجر، غليون صخري قديم، أسماك متحجرة، محار، بقايا صخور قديمة، مرجان، وفي زاوية أخرى أصداف صغيرة الحجم، التحمت مع بعضها البعض، فخرجت على شاكلة "سمكة بحرية". كما توجد لوحة مُرجانية ناطقة تحكي جمال البحر، جمعها نصر الله بطريقة فنية بالغة الروعة. وفي زاوية أخرى "خارطة فلسطين" التي وٌلدت من الصدف، أحصنة البحر ورود، كلها حضرت بقالب "صدفي"، تَشعُر كأنك في البحر، ولكن هذه المرة في بحر نصر الله الافتراضي الذي خلقه ليمزج تراث عالمين، فيقول: "مجسماتي بوابة عبور بين الماضي والحاضر لأنها تُراث"، و"أفكاري مختلفة عن غيري، أملك خيالاً إبداعياً، مكنني من أن أتألق في عمل أشعر فيه بتجانس فكري، تراثي، فني، حيث لا تدخل الآلة إلى حرفتي وقد وضعني هذا الأمر أمام تحد للواقع المغزول بكثير من هواجس الخوف التي قد يأتي فيها يوم ولا نجد حِرفاً".
ولا يتوقف عمل نصرلله عند تحويل الصدف إلى تحف، بل زاد عليها الحَفر على الصدف، فيقول: "الحفر على الصدف ليس أمراً يسيراً، بل هو أمر صعب ويتطلب مجهوداً مضاعفاً ولكن العزيمة تكسر الصعوبات، فهذا العمل يحتاج لدقة متناهية ولصبرٍ وعزيمة، ثم يتكلم على صدفة بين يديه يحفر عليها اسماً من بين الأسماء، قائلاً: "أنا أرقى بنفسي إلى عالم فني آخر".
لا يكف نصرالله عن التفتيش عن آلية لتطوير مهنة "نحت الصدف"، ويعمل على نحت الأرزة اللبنانية على أصداف ثمينة تكون من الأرجوان، أو المحار، إضافة إلى التعبير عن موقف سياسي، فني فلسطيني لبناني من خلال صناعة نموذج مصغر عن قلعة صيدا و بعلبك أو القدس والأقصى".