الشرطة الألمانية تحذّر من فيديو يزعم مقتل مراهق روسي على يد أوكرانيين: "مزيف"

23 مارس 2022
حذّرت الشرطة الألمانية من المساهمة في نشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -

منذ أيام، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدّث عن هجوم "وحشي" على مراهق روسي يبلغ من العمر 16 عامًا في مدينة ويسكيرشن في ولاية شمالي الراين في ألمانيا. الفيديو يزعم بشكل أساسي أنّ المراهق يتحدرُ من أصول روسية، وتعرَّض للضرب حتّى الموت من قبل لاجئين أوكرانيين في ألمانيا.

حملة تضليل: الحرب على الحقيقة

ويظهرُ الفيديو، الذي تبلغ مدّته دقيقة ونصف، امرأة روسية تشرح الحادثة، وتقول إنّ الذنب الوحيد للمراهق هو أنّه كان "يتكلّم الروسية"، ولهذا السبب، أي بسبب أصوله الروسية، فقد تعرّض للضرب حتّى الموت على يد "حشدٍ" من اللاجئين الأوكرانيين في محطة القطار الرئيسية في مدينة ويسكيرشن الألمانية.

وأكّد مراسل قناة SWR3 الألمانية أنّ الفيديو انتشر على نطاق واسعٍ على مواقع التواصل، كما أنّ مؤثّراً روسياً على مواقع التواصل، لديه حوالي 100 ألف متابع، قام أيضًا بمشاركة ودعم الفيديو.  

ولكن للشرطة الألمانية رأياً آخر، إذْ أكّد قسم الجرائم التابع لشرطة بون في ولاية شمالي الراين على "تويتر"، أنّ الفيديو مزيف تماماً، وحذّر المحققون من المحتوى الوارد فيه.

 

وقالت الشرطة: "قسم شرطة بون المسؤول عن الجرائم الكبرى في مدينة ويسكيرشن ليست لديه أيّ معلومات عن مثل هذا الهجوم العنيف، ولا تقارير عن أي حالات وفاة مثلما ذُكِر في الفيديو". وأضافت الشرطة: "القصة الواردة في الفيديو مزيّفة مئة بالمئة".

وقال متحدّث باسم الشرطة لقناة SWR3 إنّ الكذب الوارد في الفيديو هو متعمّد، ويهدف إلى التضليل والتشويش على الحقيقة وإثارة الكراهيّة.

حذف واعتذار

وطلبت الشرطة عدم المساهمة في نشر الفيديو على مواقع التواصل، وأكّدت أنّ المعلومات الواردة حول وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص الغزو الروسي لأوكرانيا عمومًا تحتاج إلى فحص بعناية شديدة للتأكّد من صحة أي ادعاءات.

وذكر مراسل القناة الألمانية، نقلا عن مصادر خاصة داخل الشرطة، أنّ هنالك تقارير إعلامية تفيد بوجود رجل معروف للشرطة هو المسؤول عن فبركة هذه القصّة. وقد لاحظت الشرطة وجود تصريحات لهذا الرجل مهينة للاجئين الأوكرانيين.

خوفًا من تحقيق الشرطة، قامت المرأة التي تظهر في مقطع الفيديو بحذف المقطع فورًا من قناتها الخاصة على تطبيق "تيليغرام"، بل ونشرت اعتذارًا، وعندما سُئلَت عن موعد جنازة المراهق الروسي الذي وقع ضحية الجريمة المزعومة، أجابت بأنّها وقعت ضحية "جريمة مزيّفة".

المساهمون