أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن موقعها يتعرض منذ بداية الشهر الحالي لهجمات إلكترونية عنيفة جداً تهدف إلى عرقلة تصفحه، تمهيداً لإيقافه نهائياً. وبلغ عدد المحاولات 273 تهديداً في غضون ستِّ ساعات، 243 منها كانت في غضون عشر دقائق.
وأوضحت الشبكة المختصة برصد انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، في بيان، أن مصدر الغالبية العظمى من الهجمات هو روسيا، وذلك لأنها وثقت انتهاكات القوات الروسية منذ بداية تدخلها العسكري في سورية في سبتمبر/أيلول 2015، وأصدرت قرابة 92 تقريراً تثبت تورط القوات الروسية في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.
وأضاف البيان أن الشبكة تعرَضت طوال تلك السنوات لحملات تشويه "بربرية" تضمنت كتابة مقالات من كتَّاب "مرتزقة" بهدف تشويه السمعة، وتصريحات معادية من وزارة الخارجية الروسية، ومندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، وتشكيكاً في مصداقية البيانات التي وثقها فريقها.
كما أشار إلى أنها تتعرض أيضاً لحملات تشويه ونقد من قبل جميع مرتكبي الانتهاكات في سورية، وقد صدرت بيانات رسمية من قبل البعض منهم، تهدف إلى تلفيق تهم سخيفة لا تستحق عناء الرد عليها، وأكّد أن الحملات والهجمات الروسية كانت الأكثر شدة وخطورة.
وبحسب البيان فقد عجزت المحاولات الروسية الماضية عن عرقلة أو اختراق موقع الشبكة، وتمكَّن فريقها الإلكتروني من صدِّ الهجمات، لافتاً إلى أن الموقع يعمل بشكل طبيعي، وأن الفريق ماضٍ في عمله في توثيق وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في سورية من قبل جميع الأطراف، تمهيداً لمحاسبتها وسعياً للدفاع عن حقوق الضحايا والانتقال من حكم الدكتاتورية نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وقال مدير الشبكة، فضل عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، إن "لروسيا تاريخاً طويلاً من الهجوم على الشبكة، وقد اعتدنا على محاولاتهم تكذيبنا على مستوى وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن الدولي، كما جنّدت ضدنا العديد من وسائل الإعلام منها وكالة "سبوتنك"، وكل ذلك لأننا نثبت بالأدلة القاطعة تورّطهم بجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى جرائم حرب ضد المدنيين في المنشآت والمراكز الطبية في سورية".
وأشار إلى أن الموقع يعمل الآن بشكل اعتيادي والفريق الإلكتروني في الشبكة تصدّى لكل هذه الهجمات، مؤكداً على أن عمل الشبكة وأرشيفها بمأمن من هذه الهجمات، التي تهدف إلى تدمير هذا الأرشيف الذي يفضح الجرائم، ويمهّد لمحاسبة مرتكبيها.