السجن يغيب صحافيين مصريين: ضريبة الانحياز للثورة

25 يناير 2021
صحافيون مصريون في السجون بسبب ممارسة عملهم (Getty)
+ الخط -

لا يزال 32 صحافياً على الأقل يقبعون في السجون المصرية، استناداً إلى قرارات قضائية جائرة بحبسهم على ذمة قضايا ملفقة، ليدفعوا بذلك ضريبة انحياز كتاباتهم إلى الثورة وأهدافها، والتي حاول نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي طمسها، من خلال إصدار ثلاثة تشريعات متصلة تهدف إلى "تغييب مهنة الصحافة"، وتحويل وسائل الإعلام كافة إلى مجرد أبواق تردد أكاذيب النظام.

غير أن ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 لا تزال حاضرة في نفوس السواد الأعظم من الصحافيين، حتى وإن صمتوا عن إعلان مواقفهم منها في ذكراها العاشرة جراء بطش النظام، إذ إن حنيناً دفع بعضهم إلى نشر ملفات ذكرى الثورة في سنواتها الأولى على صفحاتهم بمواقع التواصل، بهدف التفاخر بمشاركتهم في صناعة مواد هذه الملفات، وقت أن شهدت الصحافة المصرية حرية غير مسبوقة في التعبير عن الرأي.

وقوننت التشريعات المعروفة إعلامياً بـ"إعدام الصحافة"، الحبس الاحتياطي للصحافيين في جرائم النشر من خلال مصطلحات فضفاضة، مثل "التحريض على العنف"، أو "الطعن في أعراض الأفراد"، أو "التمييز بين المواطنين"، أو "في الجرائم التي تمسّ الأمن القومي"، فضلاً عن اشتراطها حصول الصحافي أو الإعلامي على تصاريح أمنية لحضور أحد الاجتماعات العامة، أو إجراء لقاءات مع المواطنين في الشارع.

وضمت قائمة السجناء والمحبوسين احتياطياً على خلفية قضايا تتعلق بعملهم الصحافي في مصر، العديد من الصحافيين الواعدين مثل هشام فؤاد عبد الحليم، وحسن القباني، وإسلام الكلحي، ومعتز ودنان، بخلاف العشرات الذين أخلي سبيلهم بعد قضائهم عقوبات جائرة شملت الحبس لسنوات، لا لشيء إلا لأداء عملهم الصحافي في أعقاب انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013.

ولعل أبرز هؤلاء الصحافيين إبراهيم الدراوي الذي أفرج عنه بعد ست سنوات قضاها في غياهب السجون، رغم تبرئته من التهمة الموجهة إليه في القضية المعروفة باسم "التخابر مع حركة حماس"، والمصور الصحافي محمود أبو زيد الشهير بـ"شوكان"، الذي اعتقل تعسفياً خلال أحداث فض اعتصام "رابعة العدوية" في 14 أغسطس/ آب 2013، وأفرج عنه في 4 مارس/ آذار 2019. هناك أيضاً الكاتب الصحافي عادل أحمد صبري، رئيس تحرير موقع "مصر العربية" الإخباري، الذي قضى أكثر من عامين رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018، فضلاً عن الصحافي بجريدة "الشروق" حسن البنا مبارك، والصحافي الحر مصطفى الأعصر، اللذين احتجزا لفترة جاوزت العامين في القضية نفسها. 

وهنا قائمة بأسماء الصحافيين المصريين المعتقلين:

(1) أحمد خليفة: صحافي متخصص في تغطية ملف العمال بموقع "مصر 360" الإخباري، اعتقل في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري، وأخفي قسرياً بواسطة الأمن لمدة 14 يوماً، قبل أن تصدر نيابة أمن الدولة قراراً بحبسه على ذمة القضية رقم 65 لسنة 2021، بدعوى اتهامه بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها"، و"نشر أخبار كاذبة".

(2) حمدي مختار علي (شهرته حمدي الزعيم): مصور صحافي أعيد اعتقاله تعسفياً في 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، ومتهم في القضية رقم 955 لسنة 2020 بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، و"استخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية لنشر أخبار كاذبة".

(3) عامر عبد المنعم: رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لجريدة "الشعب" المصرية، الناطقة بلسان حزب الاستقلال (العمل سابقاً)، ومحبوس منذ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2020، على خلفية اتهامه بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(4) السيد شحتة: صحافي بجريدة "اليوم السابع"، ومحبوس احتياطياً منذ 2 سبتمبر/ أيلول 2020، على ذمة القضية رقم 864 لسنة 2020، باتهامات مزعومة تشمل "مشاركته جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"إساءة استخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(5) محمد هاني علي محمد جريشة: صحافي بجريدة "اليوم السابع"، ومحبوس احتياطياً منذ 2 سبتمبر/ أيلول 2020، على ذمة القضية رقم 864 لسنة 2020، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(6) إسلام الكلحي: صحافي بموقع "درب" الإخباري، التابع لحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، ومحبوس منذ 9 سبتمبر/ أيلول 2020، على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020، على خلفية اعتقاله في أثناء تغطيته حادث وفاة أحد الأشخاص تعذيباً داخل قسم شرطة المنيب بمحافظة الجيزة.

(7) أحمد محمد أبو خليل السيد: مدير مكتب موقع "إضاءات" الإخباري في القاهرة، ومحبوس منذ 3 يونيو/ حزيران 2020، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، و"نشر أخبار كاذبة".

(8) مصطفى صقر: مالك صحيفتي "البورصة" و"ديلي نيوز إيجيبت"، ومحبوس منذ 12 إبريل/ نيسان 2020، باتهامات تتعلق بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، و"إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي".

(9) خالد حلمي غنيم: صحافي حر، ومقدم برامج بقناة "مصر الحياة"، ومحبوس منذ 13 إبريل/ نيسان 2020، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، و"إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي".

(10) أحمد علام: صحافي بجريدة "الكرامة" الحزبية، ومحبوس منذ 25 إبريل/ نيسان 2020، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، و"إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي".

(11) عاطف حسب الله السيد: رئيس تحرير جريدة "القرار الدولي"، ومحبوس منذ 15 مارس/ آذار 2020، عقب إلقاء القبض عليه من منزله في مدينة أسوان، جنوبي مصر، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة"، و"إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي".

(12) أحمد محمد علي سبيع: صحافي بجريدة "آفاق عربية" سابقاً، واعتقل في 2 مارس/ آذار 2020، على ذمة القضية رقم 1360 لسنة 2019، ومتهم بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"إساءة استخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(13) أحمد شاكر: صحافي بجريدة "روز اليوسف" الحكومية، واعتقل من منزله في محافظة القليوبية في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(14) محمد صلاح: صحافي حر معتقل منذ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(15) حسام الصياد: مصور صحافي اعتقل برفقة زوجته وآخرين من أحد مقاهي منطقة الدقي بمحافظة الجيزة في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(16) سولافة مجدي: صحافية حرة معتقلة منذ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(17) محمد إبراهيم محمد رضوان (شهرته محمد أكسجين): مدون وصحافي حر معتقل منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2019، في أثناء تنفيذه التدبير الاحترازي في قسم شرطة البساتين بمحافظة القاهرة، في القضية رقم 621 لسنة 2018، وأعيد تدويره في قضية أخرى برقم 1356 لسنة 2019، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة".

(18) مصطفى الخطيب: مراسل وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية في القاهرة، ومحتجز منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(19) سيد عبد اللاه: صحافي حر اعتقل في 22 سبتمبر/ أيلول 2019، بسبب تصويره تظاهرات تطالب برحيل السيسي من الحكم في مدينة السويس، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة" في القضية رقم 1338 لسنة 2019.

(20) خالد داوود: صحافي بجريدة "الأهرام" الحكومية، واعتقل في 25 سبتمبر/ أيلول 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(21) حسن القباني: صحافي بجريدة "المال" ووكالة "الأناضول" التركية، ومعتقل منذ 18 سبتمبر/ أيلول 2019 على ذمة القضية رقم 1480 لسنة 2019، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي"، و"ارتكاب جريمة من جرائم التمويل".

(22) إسراء عبد الفتاح: صحافية بموقع وجريدة "التحرير" اعتقلت في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019، ومتهم بـ"مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(23) حسام مؤنس محمد سعد: بجريدة "الكرامة" الحزبية، ومحبوس منذ 25 يونيو/ حزيران 2019، على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(24) هشام فؤاد محمد عبد الحليم: صحافي في وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، ومحبوس منذ 25 يونيو/ حزيران 2019، على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019، بتهم "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها"، و"نشر أخبار وبيانات كاذبة".

(25) محمد مصباح جبريل: صحافي حر اعتقل في 2 يناير/ كانون الثاني 2019، عقب تسجيله لقاء مع البرلماني السابق محمد أنور السادات، واقتيد إلى مقر جهاز الأمن الوطني، وظل رهن الاختفاء إلى أن ظهر بنيابة أمن الدولة بعد 9 أيام، ووجهت إليه تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية"، و"نشر أخبار كاذبة" في القضية 1365 لسنة 2018 حصر أمن دولة.

(26) إسماعيل الإسكندراني: باحث وصحافي حر، ألقي القبض عليه في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وحكم عليه عسكرياً بالسجن لمدة 10 سنوات، عقب إحالة القضية رقم 569 لسنة 2015 حصر أمن الدولة العليا إلى القضاء العسكري.

(27) معتز ودنان: صحافي بموقع "هاف بوست عربي"، ألقي القبض عليه في 16 فبراير/ شباط 2018، ومحتجز حالياً في سجن شديد الحراسة 2 "العقرب"، على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة، لاتهامه بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، ونشر أخبار كاذبة.

(28) علياء نصر الدين عواد: صحافية حرة اعتقلت في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، ومحبوسة على ذمة القضية رقم 4459 لسنة 2015 جنايات حلوان، والمعروفة إعلامياً بقضية "كتائب حلوان"، على خلفية اتهامها بـ"الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون"، و"نشر أخبار كاذبة".

(29) محسن راضي: مدير تحرير مجلة "التجاريين"، اعتقل في 6 سبتمبر/ أيلول 2013، ويقبع داخل سجن طرة منذ صدور حكم قضائي ضده بالسجن لمدة 20 عاماً، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث عنف بنها"، وصادر ضده حكم بالسجن المؤبد في القضية المعروفة باسم "قطع طريق قليوب".

(30) مجدي أحمد حسين: رئيس تحرير جريدة "الشعب الجديد"، يقبع خلف القضبان منذ 1 يوليو/ تموز 2014، وقضت محكمة جنح مستأنف العجوزة بحبسه 5 سنوات، على خلفية اتهامه بـ"الترويج لأفكار متطرفة تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للبلاد، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم العام".

(31) محمود حسين جمعة: إعلامي اعتقل داخل مطار القاهرة أثناء عودته من العاصمة القطرية الدوحة في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2016، وأحيل إلى نيابة أمن الدولة التي قررت حبسه احتياطياً على ذمة القضية رقم 1152 لسنة 2016 حصر أمن دولة، على خلفية اتهامه بـ"نشر أخبار وبيانات كاذبة حول الأوضاع الداخلية لمصر".

(32) شادي حسين أبو زيد: مراسل تلفزيوني اعتقل في 6 مايو/ أيار 2018، وأخلي سبيله لفترة قصيرة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ويقضي حالياً عقوبة الحبس لمدة 6 أشهر، إثر صدور حكم من محكمة جنح قصر النيل بالقاهرة في القضية 1880 لسنة 2016، في الواقعة المعروفة إعلامياً بـ"فيديو الواقي الذكري المسيء لوزارة الداخلية".

المساهمون