الرقابة الصينية تضيق على "تشات جي بي تي"

24 مارس 2023
طوّرت "بايدو" روبوت "أفلاطون" (Getty)
+ الخط -

 

فرض المنظمون الصينيون قيوداً على الوصول إلى روبوت المحادثة الآلي تشات جي بي تي ChatGPT، بينما تمضي شركات التكنولوجيا والجامعات الصينية قُدُماً في تطوير نسخها المحلية من هذه البرامج التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي.

"تشات جي بي تي" الذي طورته شركة أوبن إيه آي الأميركية غير متاح رسمياً في الصين، حيث تفرض الحكومة رقابة صارمة على شبكة الإنترنت. لكن تمكن كثيرون من استخدامه، عبر الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، كما طرح بعض المطورين برامج مَنَحت وصولاً جزئياً إليه.

لكن هذه البرامج اختفت من حسابات تطبيق الدردشة الفورية الصيني وي تشات. وذكرت تقارير إخبارية عدة أن شركات التكنولوجيا الكبرى، وبينها "تينسنت" الشركة الأمّ لـ"وي تشات" و"أنت غروب"، قد تلقّت أوامر بحظر الوصول إلى البرامج.

وقبل أيام روّجت وسائل الإعلام الحكومية الصينية لأخطار "تشات جي بي تي" كأداة يحتمل أن تستخدمها الولايات المتحدة "في نشر معلومات كاذبة". وأشارت صحيفة تشاينا ديلي إلى أن الروبوت الآلي، حين سئل عن إقليم شينجيانغ، ردّد إجابات "تتفق مع الدعاية السياسية للحكومة الأميركية بحصول إبادة جماعية" التي تصرّ بكين على نفيها.

وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أن عمليات البحث عن "تشات جي بي تي" على المنصات الصينية لم تعد تعطي نتائج، فيما تعطّلت برامج الحل البديل، أو استُبدلت بإشعار يقول إنها تعرّضت للتعليق بسبب "انتهاك القوانين واللوائح ذات الصلة".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

"تشات جي بي تي" دُرّب على المعلومات المفتوحة الموجودة في الدول الغربية، ما قد يطرح مشكلة للحكومة الصينية، لأن المواطنين داخل البلاد قد يستخدمونه لإثارة أسئلة حول مواضيع حساسة مثل انتهاكات حقوق الإنسان.

ووقع "أفلاطون"، وهو روبوت محادثة أصدرته شركة بايدو الصينية عام 2021، ضحية المقارنة على وسائل التواصل الاجتماعي بالوافد الجديد الأميركي. ومع قطع الوصول إلى "تشات جي بي تي" وعدم وجود بديل محلي مكافئ، تعيش الصين فراغاً في هذا المجال. ويزيد الطين بلة معاناة شركات التكنولوجيا منذ عامين من قيود تنظيمية مشددة.

ومع ذلك، فقد أعلنت "بايدو" و"علي بابا" و"وتينسنت"، إضافة إلى عشرات الشركات والجامعات الصينية، عن خططها لتطوير برامج دردشة آلية تستند إلى الذكاء الاصطناعي. ويعتبر البرنامج الذي طورته شركة "بايدو"، واسمه "إرني بوت"، الأكثر تقدماً بين المشاريع المعلن عنها، ومن المتوقع إطلاقه خلال الشهر الحالي. وقال الرئيس التنفيذي لـ"بايدو"، روبن لي، في تصريحات صحافية، إن الشركة أمضت سنوات في تطوير نماذج لغوية كبيرة تدرّبت على مليارات الطلبات اليومية من محركات البحث. ووصف روبن لي "إرني بوت" بأنه "حالة من الفن" بين نماذج اللغة الكبيرة التي يحركها الذكاء الاصطناعي، من حيث فهم لغة الصين وثقافتها.

المساهمون