الذكاء الاصطناعي يعد بتغيير جذري في حياة المعوقين

17 يونيو 2023
تعاونت "آبل" مع ستيف غليسون المصاب بمرض شاركو (جوناثان باتشمان/Getty)
+ الخط -

 

ليس الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة يتسلى الناس بأخبارها وابتكاراتها، بل تحمل كذلك أملاً بتغيير جذري في حياة ذوي الإعاقة، إذ تتيح لهم استقلالية أكبر من خلال التطور في مجال التعرف على الصور، وتُمكّنهم أيضاً من الاستعادة الجزئية لوظائف فقدوها كالكلام أو المشي.

في نهاية مايو/أيار، تمكّن شخص مُصاب بشلل نصفي في فقرات من رقبته، للمرة الأولى، من استعادة السيطرة طبيعياً على المشي من خلال التفكير، وذلك بفضل دمج تقنيتين تعيدان الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي.

وتأمل شركة نورالينك التي أطلقها الملياردير إيلون ماسك عام 2016 إعادة الاستقلالية للأشخاص المصابين بالشلل عن طريق غرسات دماغية، قبل توصيل الدماغ البشري على آلات. ووافقت السلطات الصحية الأميركية، في نهاية مايو، على إجراء اختبارات أولى على البشر. وقال ماسك إنه يتوقع البدء بزرع رقائق إلكترونية في الدماغ البشري هذا العام.

وفي تقدّم أقل إبهاراً لكنه بالأهمية نفسها، باتت منتجات استهلاكية كالهواتف الذكية تتحوّل إلى عكازات يومية بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي. وبفضل كاميراتها، تملك أجهزة "آيفون" و"أندرويد" تطبيقات لتحديد الأشخاص ووصف الأغراض الموجودة في محيطهم، وتحمل إفادةً في عثور حامل الهاتف مثلاً على أقرب باب منه أو على زر المايكروويف. وكانت شركة آبل أعلنت، في مايو، عن ميزة "لايف سبيتش" التي تتيح للشخص التعبير عن نفسه كتابياً خلال المحادثات الهاتفية أو عبر الفيديو، مع تفريغ نصي لما يقوله بالصوت، يظهر لدى الطرف الآخر من المكالمة. أما بالنسبة إلى الأشخاص المعرضين لخطر فقدان القدرة على التحدث بسبب مرض التنكس العصبي، فتَعِد "آبل" بإنتاج نبرة مماثلة لأصواتهم بعد تدريب لـ15 دقيقة (باللغة الإنكليزية فقط).

وقالت المسؤولة في الشركة، سارة هيرلينغر، على هامش معرض "فيفا تك"، إن "آبل" عملت مع المنظمة التي أسسها لاعب كرة القدم الأميركي ستيف غليسون المصاب بمرض شاركو. وأشارت إلى أنّ شخصاً من كل ثلاثة مصابين بهذا المرض معرّض لخطر فقدان الكلام. وأكدت أنّ "آبل" تعلّق أهمية كبيرة منذ البداية على مسألة إتاحة منتجاتها لمختلف الناس، وأضافت: "كنّا أوّل مَن أطلق قارئ الشاشة التي تعمل باللمس عام 2009".

وصرحت مديرة إتاحة المنتجات لدى "غوغل"، إيف أندرسون: "في غوغل، نحاول حالياً الترويج للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يحمل وعوداً كثيرة متعلقة بمسألة الإتاحة"، وتحديداً في ما يخص الاضطرابات المعرفية.

ويتمثل أحد الأهداف في الوصول إلى حلول تساعد الأشخاص الذين يعانون عسراً في القراءة على القراءة، كملخصات نصية آلية أو اقتراحات لردود على رسائل بريدية. وبفضل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي ابتكرته "غوغل ديبمايند"، يتيح تطبيق "لوك آوت"، الداعم للرؤية، للمستخدم الاستعلام عن محتوى أي صورة من جهازه.

وقالت أندرسون: "إذا ابتكرت أداة تساعد الأشخاص الذين يعانون إعاقة، فستكون جيدة لمختلف المستخدمين"، مشيرة إلى ميزة تمييز الكلام والترجمات التلقائية التي تظهر في أسفل مقاطع الفيديو عبر "يوتيوب".

ويتيح تطبيق "سيينغ إيه آي" من "مايكروسوفت" للمستخدم مثلاً "اكتشاف محتوى صورة بأصابعه، وهي مسألة مثيرة للاهتمام عند مشاركة صورة ما عبر مجموعة في واتساب، إلا أنّ الناس لا يدركون دائماً أن ذلك بفضل الذكاء الاصطناعي".

وتتزايد المبادرات في ظل معاناة أكثر من 15% من سكان العالم شكلاً من أشكال الإعاقة. وتبتكر شركة سونار فيجن الفرنسية الناشئة تقنية لتوجيه الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر في مدن معينة.

(فرانس برس)

المساهمون