الدفع عبر الوجه في موسكو: تطوّر ورقابة

25 أكتوبر 2021
يشمل البرنامج 240 محطة مترو في موسكو (غافريل كريغوروف/Getty)
+ الخط -

في تجربة قالت إنها "الأولى في العالم"، أطلقت مدينة موسكو نظامًا جديدًا للدفع في محطات المترو في العاصمة الروسية، عبر استخدام تطبيق Face Pay باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعرف على المسافرين. ورغم تأكيد وزارة النقل في العاصمة أن التطبيق سهل وآمن، وتوقعاتها بأن يصل مستخدمو هذه التقنية الحديثة إلى نحو 15 في المائة من المستخدمين، إلا أن خبراء طرحوا مخاوف تتعلق بأمن البيانات من جهة، وإمكانية استخدامها لتشديد المراقبة على المواطنين، وزيادة حملات التنكيل بالمعارضين للسلطات. بدأ تشغيل النظام الجديد بالكامل الأسبوع الماضي، بعد أكثر من شهرين من تجريبه من قبل 65 ألف موظف ومتطوع، أجروا أكثر من 1.5 مليون عملية دخول في شهر أغسطس/آب الماضي، في عدد من المحطات التي زودت بكاميرات عند بوابات الدفع في المترو، وتوسيعه تدريجياً ليشمل 240 محطة من محطات المترو في موسكو. وذكرت وزارة النقل التابعة لموسكو أن أكثر من 9 آلاف شخص استخدموا الخدمة الجديدة خلال 20 دقيقة فقط. 

ومن أجل تفعيل Face Pay يحتاج المستخدم إلى إدراج صورته الشخصية وبيانات بطاقته المصرفية وبطاقة "ترويكا" (وهي بطاقة دفع تستخدم لسداد أجرة التنقل عبر المترو والترام والحافلات في موسكو) في تطبيق مترو موسكو. وخصصت إدارة المترو عددًا من بوابات الدفع المجهزة بكاميرات لقراءة "المفتاح البيومتري" (المقاييس الحيوية) للمستخدم، وقالت إنها ستنظر في زيادة هذا النوع من البوابات في حال زيادة الإقبال على هذا النوع من الخدمة.

ووفقًا لنائب عمدة موسكو لشؤون النقل، مكسيم ليكسوتوف، فإن "موسكو هي المدينة الأولى في العالم التي يعمل فيها مثل هذا النظام على هذا النطاق، في أكثر من 240 محطة مترو". ومع تأكيده أن نظام الدفع الجديد سيكون طوعيًا من دون إلغاء الخيارات السابقة، أشاد ليكسوتوف بميزات Face Pay، وقال إن النظارات والأقنعة لن تعيق عملية التعرف على وجه الراكب إذا ظل 40 في المائة على الأقل من وجهه مفتوحًا، موضحاً أنه إذا كان معظم الوجه مغطى، فسوف يستغرق الأمر وقتًا أطول للتعرف على الراكب، ونصح المستخدمين الذين يرتدون أقنعة بتحريكها قليلًا إلى أسفل لكي يتعرف عليهم النظام بشكل أسرع. ولم يفت المسؤول الروسي الإشارة إلى أن استخدام النظام الجديد يحظى بأهمية خاصة في ظل الوضع الوبائي وانتشار فيروس كورونا، لأنه لا يتطلب لمس أي شيء والاحتكاك بالأسطح الملوثة، وتكفي نظرة واحدة للكاميرا حتى تفتح البوابة. 

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وتفاوتت آراء الخبراء بشأن الإقبال الشعبي على نظام الدفع الجديد. وذكر ماكسيم لاغوتين، المدير العام لشركة "بي 152" التي تعمل في مجال حماية البيانات، أنه أثناء الاختبار في محطة بيلاروسكايا للمترو، "لم يعمل النظام بسرعة، واستغرقت عملية التعرف على الراكب وفتح البوابة خمس ثوانٍ". وإضافة إلى الأعطال الفنية المحتملة والتأخير، استبعد الخبير، في تصريحات لصحيفة "كوميرسانت"، استخدام Face Pay على نطاق واسع، لأن عددا كبيرًا من المستخدمين لن يكون جاهزًا لتنزيل التطبيقات وربط البطاقات المصرفية بها. في المقابل، توقع المدير التنفيذي لشركة Faceter Russia المتخصصة في أنظمة الأمن والمراقبة، إدوارد كوستيريف، أن النظام الجديد سيكتسب شعبية بالتدريج، موضحاً أن الإقبال سيكون ضعيفاً في البداية كما كان الحال حين بدأ الدفع بالطاقات المصرفية، نظرا للقلق على مصير الأموال والمدخرات في حال سرقة البطاقة.  

ويخشى معارضو نظام الدفع الجديد من أن يزيد من خطر مراقبتهم وتقييد حركتهم، لتضاف كاميرات التطبيق إلى نحو 200 ألف كاميرا مراقبة زرعتها سلطات المدينة في السنوات الأخيرة، واستخدمت لتعقّب حركة المتظاهرين والتعرف عليهم لمحاكمتهم لاحقاً.

وفي الشهر الماضي، أثارت مخططات حكومة موسكو لحفظ صور المستخدمين لموقع خدمات المدينة، وإرسالها إلى الشرطة، ضجة كبيرة، ووقّعت حكومة المدينة عقدا مع شركة بقيمة 236 مليون روبل من أجل جمع بيانات وصور ومقاطع فيديو إن أمكن من الهواتف النقالة لجميع المستخدمين، من أجل تسهيل التعرف على المجرمين وفرض غرامات على منتهكي نظام العزل الذاتي الذي يمكن أن تفرضه السلطات.  

وفي سبتمبر، أعلنت سلطات موسكو أنها ستنفق 130 مليون روبل، لتحسين نظام التعرف على الوجوه الذي تستخدمه الشرطة، والذي ساعد السلطات في إلقاء القبض على المتظاهرين المحتجين على اعتقال المعارض نافالني بداية العام الحالي.

المساهمون