الدراما المشتركة في مصيدة العصابات والتكرار

28 مارس 2023
يستعيد مسلسل "وأخيراً" قضية "الاتجار بالبشر" (MBC)
+ الخط -

لم تحمل بعض مسلسلات الدراما المشتركة جديداً هذا الموسم، ثمة طروحات ومواضيع و"تابوهات" طرحت في وقت سابق في مجموعة من الأعمال الدرامية، أو تلك القصيرة الخاصة بالمنصّات.

قبل عامين، قدم المخرج فيليب أسمر والكاتب بلال شحادات مسلسلاً يحمل عنوان "لا حكم عليه"، من بطولة قصي خولي وفاليري أبو شقرا. يطرح العمل قضية الاتجار بالأعضاء. وكذلك تناول مسلسل "العميد"، من بطولة تيم حسن وكاريس بشار، قضية الاتجار بالأطفال في مخيمات اللجوء السوري في لبنان.
من الواضح أن أزمة الكتّاب والنصوص الخاصة بالدراما الرمضانية، تخضع لمحسوبيات شركات الإنتاج، وتنحصر في الكتّاب الموالين للشركة فقط، مهما كان حجم "استنزاف" هؤلاء. الأهم رضا البطل الممثل والممثلة، والباقي كله تفاصيل يجب أن تنهي المسلسل بأسرع وقت، ليعرض بمعزل عن أي نقد يجري توجيهه إليه.
اليوم، يتكرر المشهد نفسه والروح ذاتها في مسلسل "وأخيراً"، من قصة بلال شحادات وإخراج أسامة عبيد الناصر. محاولة بدت بعيدة عن أي جديد، لقصة حب بين شابة (نادين نسيب نجيم) تلعب دور امرأة تُدعى خيال، لا تملك أوراقاً ثبوتية رسمية، نشأت عند امرأة وجدتها في مكب النفايات وتبنتها.
لا يمضي وقت طويل حتى تقع خيال وعائلة زوجها في مصيدة عصابة تعمل في بيع الأعضاء. الواضح أن المخرج أسامة عبيد الناصر يتخبط، خصوصاً أن الوقت الذي استغرقه تصوير المسلسل كان سريعاً، ولم يسعفه الاعتماد على الحارات الشعبية والعشوائيات. في الحلقات الأولى، نرى نادين نجيم كما رأيناها في مسلسل "صالون زهرة" (إخراج جو بوعيد)، ليصبح المخرج في "وأخيراً" مقلداً لمشاهد كثيرة ألفها المتابع.
بدوره، حاول المخرج فيليب أسمر إحياء مسلسل "للموت" بجزء ثالث، لكنه وقع للمرة الثالثة ضحية ضعف الأحداث والتكرار. لعل ذلك يعود إلى فقدان الكاتبة ندين جابر القدرة على الإتيان بأفكار وسيناريو جديدين. وحتى مافيات المخدرات، أو الاتجار بالممنوعات كالسلاح، بدت سخيفة جداً في الحلقة الأولى. ليس هذا فحسب، بل نرى اعتماداً على المعلومات السرية عن طريق فلاش ميموري يمنحها شاب لريم (دانييلا رحمه)، لتجد نفسها مسجونة من جديد في مطاردة عصابة أو مافيا، بعدما أعلنت توبتها هي وزميلتها سحر (ماغي بو غصن)، وسفرهما إلى تونس، لبداية ظن بعضهم أنها جديدة، أو يمكن أن تثري الجزء المستجد من مسلسل ظهر ضعيفاً من البداية ولا يزال.

سينما ودراما
التحديثات الحية

أسئلة كثيرة تُطرح اليوم على محتوى الدراما، وأسباب غياب شركات الإنتاج عن التنويع في اختيارات الأعمال المدرجة على قائمة موسم الدراما، وتبنيها بأهداف غير تجارية، كما هو استغلال أسماء بعض الممثلين والممثلات لحصاد ما يمكن أن تحققه هذه الأسماء على مواقع التواصل الاجتماعي من "ترند"، وترويج لمسلسل يفتقد إلى الحد الأدنى للمحتوى.
لعلّ الإجابة عن هذه الأسئلة أسهل مما قد نظن؛ ربما هذه هي حدود الدراما العربية في وقتنا الحالي، مجرّد قصص معادة ومكررة، لمواضيع موضوعة على الرف، مثل الاتجار بالأطفال والأعضاء... إلخ. كل هذه المواضيع تجذب المشاهد، لأنها تُعالج قضايا إنسانية، لكن المشاهد سرعان ما ينفر من سطحية الطرح وابتذاله.

المساهمون