الدراما المشتركة أمام الامتحان الاخير

04 سبتمبر 2024
الممثل السوري تيم حسن (لؤي بشارة / فرانس برس)
+ الخط -

بقرار من الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن، بدأ فريق عمل شركة إيغل فيلمز بالإعداد لتصوير مسلسل خاص بموسم رمضان، سيكون من بطولة ماغي بو غصن وممثلين لبنانيين فقط.
للمرة الأولى، تقف شركة إيغل فيلمز أمام تحدٍّ كبير سيشكل مفصلاً في إنتاج الدراما المشتركة ويضع حدّاً لكل الجدل الذي أثارته هذه الدراما منذ انطلاقتها قبل 13 عاماً. تحدّ قد يثبت أنه بإمكان الدراما اللبنانية العبور إلى العالم العربي، بعكس ما يُصوّر بعضهم: الجمع بين الممثلة اللبنانية والممثل السوري هو جواز عبور وحيد لعرض هذه الأعمال أو وفرة الطلب عليها.
في عام 2010، عندما قرر المنتج الراحل أديب خير إنتاج مسلسل "روبي" المعرَّب عن مسلسل فنزويلي، كان يهدف إلى تحقيق انتشار أوسع للدراما اللبنانية، وتوظيف شهرة ونجاح الممثل اللبناني وزميله السوري لصالح هذا العمل. لكن وبعد رحيل خير، اتجه المنتجون إلى توظيف هذه الدراما متخذين البعد التجاري والتسويق لها هدفاً، وابتعدوا عن قيمة القصة والمعايير المفترض أن تُراعى في مثل هذا النوع من الإنتاجات. هكذا، اتسعت الدائرة، وتحوّل الأمر إلى سوق وحروب دفعت بالمنتجين إلى استعمال كافة أنواع السلاح والمنافسة فيما بينهم، ما انعكس سلباً على بعض الممثلين، الذين لم توفرهم هذه الحروب وأصبحوا أداة، فيما وضع المنتج "فيتو" على من يغرد خارج سرب شركته. وتبنت مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من الحروب ليس أقلها بين الممثلات سيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم وماغي بو غصن، وكذلك الحرب التي لا يمكن التكهن بنهايتها والتي تقوم على سؤال: لمن الفضل في نجاح المسلسل؟ لبطولة النجم السوري أم لمشاركة البطولة من ممثلة لبنانية؟
لموسمين سابقين، عدلت شركة الصبّاح في مسلسلات يشارك فيها تيم حسن وتصوَّر في لبنان. وقرّرت الاتجاه نحو دمشق، فقدمت عملين لتيم حسن والمخرج سامر البرقاوي لم يحقّقا النجاح الذي حقّقه مسلسل "الهيبة" في أجزائه كاملة. الواضح أن التعويل على مسلسل سوري محلي كامل يستحق التفكير مليّاً، ولو أن نسبة المشاهدة جيدة بالنسبة لمسلسلي تيم حسن خلال العامين الماضيين، وهذا ما دفع "الصباح" هذه السنة إلى الإعلان عن مسلسل يجمع تيم حسن وكاريس بشار ومجموعة من الوجوه السورية بعنوان "تحت سابع أرض" من كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاي .
ضمن هذا الخط الجديد، تتجه الدراما المشتركة إلى الامتحان الأخير، وربما تكاد تنهي فصولها، ليعتمد المنتج على الدراما ذات الجنسية الواحدة، بعيداً عن نجومية هذا وتلك، بل عبر الاعتماد على القصة والإخراج لصالح العمل الذي لا بد أن يجد طريقه إلى الجمهور من دون استغلال ولا محسوبيات، كما هو سائد اليوم.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لأكثر من عقد، سيطرت الدراما المشتركة على الإنتاجات العربية، واقتحمت المنازل وتحولت إلى موضة كسب عند الممثلين، وتحولت إلى النصوص التركية ضمن ما بات يعرف بالدراما المعرّبة. وباتت هذه الأخيرة تنال شهرة موازية لتلك المشتركة، لكنها تظل الى اليوم تائهة عن لائحة التصنيف والتقييم لمشروع درامي كامل يستوفي كافة الشروط.

المساهمون