الدراما الرمضانية حاضرة والمشاهد غائب
ربيع فران
أيام قليلة وينطوي موسم درامي لم يكن على قدر التوقعات، إذ إن قلة قليلة تابعت الأعمال المعروضة وتفاعلت معها من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
الاستثناءات قليلة جداً، وبينها مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، من كتابة سامر رضوان وإخراج عروة محمد. حقق العمل المراتب الأولى في ما يتعلق بالأرقام، خصوصاً لجهة التفاعل على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، ومنها "تيك توك"، حتى وصل إلى ما يقارب مليار متابع بحسب الفيديوهات المنشورة على الموقع نفسه. طرح "ابتسم أيها الجنرال" حكاية دكتاتور عربي يحاول السيطرة ومسك زمام الحكم بشتى الوسائل، ومجابهة الشعب، وحتى شقيقه الفاسد الساعي هو الآخر إلى الانقلاب والإمساك بالحكم.
اللافت في "ابتسم أيها الجنرال"، مقدرة الكاتب على الدخول في تفاصيل دقيقة، منها تفاصيل سياسية وأمنية، تحولت إلى وسيلة إقناع موثقة بيد المشاهد العادي الذي كشف عنها لجهة تقارب القصة في الأحداث مع النظام السوري، والمعاناة التي عاشها الشعب في سورية منذ خمسين عاماً حتى اليوم. نرى على مواقع التواصل تعليقات كثيرة تشير إلى أسماء الشخصيات الحقيقية، وتُسقط المواقف الدرامية على وقائع حصلت في الماضي.
في المقابل، كان لمسلسل "الزند ذئب العاصي"، من كتابة عمر أبو سعدة، وإخراج سامر البرقاوي، حيز لافت في الأيام العشرة الأولى من بداية العرض، لكن تراجعت نسبة المشاهدة بعدما خاض العمل في معالجة أحداث تضمنت كثيراً من الأخطاء المعرفية والتاريخية. فسر المتابعون ذلك بأنه رسائل سياسية، تسعى إلى خدمة مصالح النظام السوري، منها يتعلق بالعلاقة بين الطوائف في تلك الحقبة في سورية، وتحديداً بين السُنة والعلويين.
لكن، بعيداً عن المآخذ حول المسلسل والخط والرسائل، قدم العمل لوحة جيدة على صعيد التقنيات، والتجدد في رسم هوية تصويرية تكرّس عمل المخرج سامر البرقاوي بعد خمسة أجزاء شارك فيها بطل المسلسل، تيم حسن، في "الهيبة"، واختتمها بفيلم عن السلسلة نفسها.
من جهة أخرى، تظهر الإحصاءات تقدم الدراما المصرية لهذا الموسم على منافسيها. الممثلة منى زكي حافظت على حضورها في "تحت الوصاية"، من تأليف خالد دياب، وإخراج محمد شاكر خضير الذي عزز حضوره بعد غياب، في عمل يطرح قضية حضانة الأطفال بأسلوب اجتماعي فني ممتع. وحلّ أيضًا محمد رمضان في "جعفر العُمدة"، كتابة وإخراج محمد سامي، في المرتبة الأولى لجهة الإحصاءات، وتصدر رمضان، إلى جانب مواقف الممثلة هالة صدقي، مواقع التواصل الاجتماعي.
باختصار، يمكن القول إن موسم الدراما العربية لهذا العام استطاع أن يقف عند حدود مفصلية، وممكن أن تظهر الأشهر القليلة المقبلة مفاجآت حول هذا التحول الملموس.