الحوثيون يواصلون ترهيب صحافيي اليمن

19 ديسمبر 2021
سجل قاتم للحوثيين في قمع الحريات الصحافية (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

لأعوام طاردت المخاوف الصحافي ماجد ياسين، كما كثير من الصحافيين في الداخل اليمني. لكنّ ليلة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كانت الأكثر رعباً، وهو يشهد اقتياده إلى السجن بتهمة انتقاد سلوك "السلطات" على موقع "فيسبوك". بيد أنّ الأمر لا يحتاج لتفسير أكثر عندما تكون الجهة مليشيا الحوثيين، بسجلها القاتم في قمع الحريات الصحافية في البلاد.

أيام فقط بين تدوينات وتعليقات انتقد فيها الصحافي الرياضي الفساد المستشري في محافظة إب (وسط البلاد)، وبين قرار اعتقاله من أمام منزله، ليتضح لاحقاً أنّه يقبع في أحد أقبية الاستخبارات في المحافظة.

يقول ناشطون محليون في المحافظة إنّ ياسين وجه انتقادات لقيادات حوثية تحمل صفات أمنية وحكومية، ليكون الرد بالاعتقال والسجن. من بين ما كتبه ياسين آية قرآنية رد فيها على مدير قسم شرطة تابع للحوثيين اسمه أسامة الشريف، تحضه على "الاستباق بالعمل الصالح بدلاً من دعوة الناس إليه". كما كتب متعاطفاً مع القيادي في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" محمد قحطان، المغيّب قسراً في سجون الحوثيين، والذي توفيت والدته وهي في انتظاره من دون جدوى.

ومنذ اعتقال ياسين، تواصلت المناشدات عبر مواقع التواصل، وكذلك عبر وسطاء محليين، لكنها لم تجد أي آذان صاغية.

وقال أسامة ياسين، وهو أحد أقارب الصحافي المعتقل، إن الحزن يخيّم على منزل الأخير وأطفاله، علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها، إذ اقتيد إلى إدارة البحث الجنائي في يوليو/ تموز عام 2018 على خلفية "قضايا نشر"، بحسب اتهامات جهة أمنية.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وفقاً لبيانات نقابة الصحافيين اليمنيين، فإنّ عشرة صحافيين ما زالوا مختطفين لدى الحوثيين، أربعة منهم صدرت بحقهم أحكام جائرة بالإعدام. ومنذ بداية العام حتى سبتمبر/أيلول الماضي، سجلت النقابة نحو 63 انتهاكاً بحق الصحافيين والإعلاميين، وأكثر من 1300 انتهاك منذ 2015، تنوعت بين القتل والاعتداء والتهديد ومنع من التغطية، إضافة إلى اعتداءات على مؤسسات إعلامية تسببت بتوقفها عن العمل.

وفي السياق، يلف الغموض مصير الصحافي كامل المعمري الذي عمل مراسلاً في صنعاء لصالح قناة "الكوثر" الإيرانية، منذ اعتقاله من قبل الحوثيين في العاصمة اليمنية. ووسط معلومات شحيحة عنه، ترد أنباء عن اتهامات وجهها الحوثيون له بـ"التخابر والتعاون مع قنوات معادية"، في إشارة إلى محطات تلفزيونية قد تكون مناوئة للجماعة في تغطياتها.

وقال محامي الصحافيين عبد المجيد صبرة، في إفادة مقتضبة لـ"العربي الجديد"، إنّ المعمري معتقل لدى الاستخبارات بتهمة "التخابر وإعانة العدوان"، وهي التهمة التي دائماً ما توجهها الجماعة المسلحة لأيّ صحافي تعتقله. وأضاف صبرة: "ليس لدينا أيّ تواصل مع أقاربه، ولا نعرفهم، لذلك معلوماتنا قليلة بشأنه".

وسبق أن تعرض صحافيون موالون للحوثيين لإجراءات عقابية ضد تصرفات تراها الجماعة "تمرداً"، مثل ما حدث مع مراسل قناة "المنار" (تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية) في اليمن خليل العمري الذي اتهِم بـ"التخابر مع دولة أجنبية"، بعدما أثار قضايا فساد في قطاع الاتصالات في صنعاء وعمليات "تهريب كبرى" للمكالمات الدولية.

وإلى جانب المعمري، ما زال الصحافي يونس عبد السلام مخفياً في السجن منذ اختطافه من قبل الحوثيين في 3 أغسطس/آب الماضي. وبحسب مقربين من عبد السلام، فإنّ حالته النفسية تزداد سوءاً، خصوصاً أنّه تعرض أيضاً، العام الماضي، للاعتقال والتعذيب في محافظة أبين على يد مسلحي "المجلس الانتقالي الجنوبي".

المساهمون