الحوارات الفنية: هل بدأ كسر دائرة الملل؟

07 فبراير 2022
يسعى أنس بوخش إلى تغيير نمطية الحوار الفنّي (توم دولا/Getty)
+ الخط -

هل ينتهي عصر البرامج والحوارات الفنية على الشاشة الصغيرة؟ سؤال يطرح نفسه مع تنامي الصفحات والمنصات الإلكترونيَّة. 

قبل أيام، نشر المذيع ورائد الأعمال  الإماراتي، أنس بوخش، مقابلة مع الممثل السوري، باسل خياط، ضمن برنامج ABtalks على موقع "يوتيوب". حققت المقابلة خلال 4 أيام أكثر من نصف مليون مشاهدة. وجاءت ردود الفعل مشجّعة جدًا ومؤيدة للحوار الذي وُصِف بالراقي والحضاري، سواء من أداء الضيف أو أسئلة المحاور. وأثبتت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بأنّ نوعية الأسئلة تبتعد عن الإثارة والتشويق. وثمّنت الآراء جهود بوخش في إدارة حوار تجاوزت مدته الساعة ببساطة وبدقة وهدوء. 

أنس بوخش يفتح حدودًا جديدة في كيفية صنع أو محاورة شخصيّة فنية، بعيدًا عن المحسوبيات التي تغزو الشاشات العربية، والتكلّف في طريقة إعداد وتنفيذ البرامج الحوارية الفنيَّة. إذْ يعمل بعض المحاورين في اتباع أسلوب ابتزاز غير معلن من أجل جرّ الفنان إلى الإثارة والخروج عن آداب اللياقة والهجوم على زميل أو زميلة له، وذلك بغية كسب مشاهدات وتعليقات ورفع نسب الدخول التي ترتفع عادة عندما تحصل معارك بين الفنانين. وأحيانًا يتم دفع الفنان إلى الدخول إلى مواضيع تعتبر "محرمة" في النقاش السائد، خصوصًا بعض المواضع السياسية والدينية والاجتماعيَّة. 

برامج الحوارات الفنية هي منذ سنوات حبيسة "كليشيهات" مثل برامج الإعلامية المصرية، وفاء الكيلاني. إذ تقوم الكيلاني بمحاورة ضيوفها بنفس الأسلوب منذ عشرين عامًا، من دون تغيير لون أو طبيعة الأسئلة. تعتمد الكيلاني على نفس الاستراتيجية وتقوم بتحضير ماكينة إعلامية بما يتناسب مع مصلحة الضيف وليس مع مصلحة الكيلاني، لأنّ المشاهد اعتاد على نمط الكيلاني في طرح الأسئلة. وفعليًا برامجها تكرر نفس الفكرة، ولا تختلف سوى بالاسم. أما عملية طرح الأسئلة وسرد المعلومات فهي نفسها. هذا الأمر وضع وفاء الكيلاني وبعض زميلاتها في خانة "مكانك راوح" من دون تقدم يذكّر. 

سينما ودراما
التحديثات الحية

ولا يختلف الخط المصري في الحوار كثيراً عما هو سائد. لكن يحسب له قدرة أصحاب البرامج على حسن الاستماع للضيوف ومحاورتهم وإشعال الذاكرة بمعلومة جديدة. إسعاد يونس في "صاحبة السعادة" تحاور برقي وحرفية عالية، وتستند بطلة "بكيزة وزغلول" إلى تاريخها الفني وإلمامها بتفاصيل دقيقة عن ضيوفها الذين عايشتهم أو عملت معهم لسنوات. لكن ذلك لا يلغي أبداً حرفيتها في ضبط الحوار أو عدم حصره في خانة الذكريات فقط، بل محاولة التبسيط بشكل يحمل الضيف إلى "مطبخ" إسعاد يونس وقيامه بتحضير الطعام وحوار خفيف ينقذ المشاهد من جفاف بعض الأسئلة. لكن الأهمّ هو عدم تقصد يونس كسب "سكوب" أو سبق طمعًا في كسب "الوسم" أثناء وما بعد عرض الحلقة، وهذا أيضاً يحسب لـ"صاحبة السعادة".

أسئلة كثيرة، تحملها الأيام المقبلة حول هذا النوع من البرامج الحوارية والفنية، وربما ستقلب لمصلحة المشاهد بعيداً هذه المرة على الشاشة الصغيرة والصورة النمطية، وربما تفتح أمام المشاهد معلومات أبعد من هاجس تصدّر وسائل التواصل الاجتماعي.
 

المساهمون