الحزن على أشرف طلفاح يخيم على فعاليات ختام مهرجان الأردن المسرحي

15 نوفمبر 2022
توفي أشرف طلفاح في العاصمة المصرية الإثنين (فيسبوك)
+ الخط -

خيمت وفاة الفنان الأردني أشرف طلفاح بظروف غامضة صباح الإثنين، في العاصمة المصرية القاهرة، على ختام الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان الأردن المسرحي، إذ ألغت وزيرة الثقافة هيفاء النجار الحفل الرسمي لتوزيع الجوائز، وتم الاكتفاء مساءً بعقد لقاء تكريمي للوفود المشاركة في القاعة الملكية في المركز الثقافي الملكي لتلاوة بيان الجوائز، وتسليمها لمستحقيها برعايتها.

وقالت النجار إن "توقيت المهرجان ووجود ثلة مهمة من المسرحيين العرب معنا، يخففان عبء الفقد. أشرف طلفاح فنان أردني رحل مبكراً وكانت أمامه سنوات من الإبداع"، منوهةً بما قدمه من حضور فني في مجالات الدراما المسرحية والتلفزيونية والسينمائية.

الفائزون بالجوائز

نال العرض المغربي "بيراندا" من إخراج أحمد أمين ساهل، جائزة "أفضل عرض مسرحي متكامل". وفازت المسرحيتان الكويتية "الطابور السادس" من إخراج علي البلوشي، والأردنية "الطوافة" من إخراج شفاء الجراح، مناصفة بجائزة "أفضل إخراج مسرحي". وفاز مناصفة بجائزة "أفضل ممثل" الأردني محمود الزغول عن دوره في مسرحية "فاصل زمني"، والمصري ياسر مجاهد عن دوره في مسرحية "ليلة القتلة" التي حصلت كذلك على جائزة "أفضل سينوغرافيا"،وهي من إخراج صبحي يوسف. فيما فازت بجائزة "أفضل ممثلة" العراقية سهى سالم عن دورها في مسرحية "خلاف" التي حصلت كذلك على جائزة "أفضل نص مسرحي"، وهي نص وإخراج مهند هادي.

ونوهت لجنة التحكيم المكونة من مخلد الزيودي من الأردن، وجان قسيس من لبنان، ويوسف البحري من تونس، والناقدة كلثوم أمين من البحرين، وسعيد كريمي من المغرب، بنص مسرحية "الطوافة" للمؤلفة الأردنية رشا المليفي، ومنحتها "جائزة التحكيم الخاصة"، وذلك دفعاً لحركة الكتابة النسائية محلياً وعربياً، وفق ما جاء في تقرير اللجنة.

ودعت اللجنة الفرق المسرحية إلى إشراك "دراماتورغ" يساعد في تجويد العمل المسرحي، والوقوف عند مختلف تفاصيله الدقيقة من كتابة النص والسينوغرافيا إلى الإخراج المسرحي والتمثيل وحتى التلقي المفترض للجمهور، كما أوصت بضرورة صون اللغة العربية والاستعانة بمدققين لغويين، حتى يكون الإلقاء سليماً، وأن يكون التأليف الموسيقي الخاص بكل عمل مسرحي على حدة، ليتماشى ويتناغم مع طبيعة العمل.

لا شبهة جنائية

في ظل تواتر العديد من الأخبار حول حقيقة وفاة أشرف طلفاح، أفادت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان صحافي أصدرته في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، بأن لا شبهة جنائية وراءها، بحسب المعلومات الأولية التي تلقتها السفارة من الجهات الأمنية المصرية، رغم أن مصادر أمنية ودبلوماسية أردنية كانت قد رجحت وجود اعتداء جسدي على طلفاح، وبالتالي وجود شبهة جنائية، لكن جاءت التحقيقات المصرية لتنفي هذه الفرضية.

وقال البيان إن "الجهات المصرية المعنية أبلغت السفارة، أنه بعد مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة في مكان إقامة المرحوم لم يتبين دخول أحد إلى شقته"، وإن السفارة تتابع مجريات التحقيق مع السلطات المصرية، وبالتنسيق مع شقيق الفنان، وستعلن نتائج التحقيقات فور انتهاء التحقيقات وبالتنسيق مع عائلته.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سنان المجالي، أن التقرير الطبي من المستشفى التي نقل إليها الفنان الراحل قبل وفاته أشار إلى أن الوفاة كانت نتيجة نزيف في المخ وارتشاح رئوي واضطراب درجة الوعي وهبوط حاد بالدورة الدموية.

الرواية المصرية للحادثة

تناقلت وسائل الإعلام المصرية، أخبار وفاة طلفاح، مشيرة إلى أن النيابة العامة المصرية أمرت بإجراء الصفة التشريحية على جثمان الفنان الأردني الراحل عقب تلقيها إخطاراً بوفاته، بعد العثور عليه مغشياً عليه في مسكنه في محافظة الجيزة، ووجود آثار إصابات عليه، ونقله للمستشفى لمحاولة إسعافه.

وقالت النيابة العامة إن مشرف العقار الذي يسكن فيه المتوفى قد رآه من شرفة مسكنه مُلقى على وجهه، فأبلغ الشرطة التي بحضورها وأحد أقاربه تبينت إصابته بغيبوبة، وأنه ما زال على قيد الحياة، إذ أفاد قريبه بإصابته بمرض السكري، وبأن أشقاءه حاولوا الاتصال به منذ فترة من دون أن يُجيبهم.

ولم يتبين للشرطة بعد معاينة مسكنه وجود أي آثار للعنف على مقبض باب الشقة أو داخلها، كما كانت جميع متعلقاته كاملة.

وقالت الطبيبة المسؤولة عن حالة طلفاح إنه وصل للمستشفى فاقداً الوعي في حالة غيبوبة تامة وفيه آثار إصابات متعددة، وآثار جروحٍ وحروق بأنحاء متفرقة من جسده، وتبينت إصابته بنزيف في المخ، وتجمع دموي وارتشاح على الرئة.

وسألت النيابة العامة عدداً من الشهود، هم مؤجر العقار محل سكن المتوفى وشقيقه وصديقه المقرب، ولم تقف من خلال شهادتهم على وجود دلائل لأي شبهة جنائية في وفاته، وأنهم حاولوا الاتصال به قبل اكتشاف إصابته بالغيبوبة ولم يكن يجيبهم، وخلال ذلك تلقت النيابة العامة إخطاراً بوفاته صباح أمس، لتطلب من الطبيب الشرعي إجراء الصفة التشريحية على جثمانه لبيان سبب وكيفية إصابته، وأخذ عينات بيولوجية منه، لبيان مدى وجود ما يُشير لوجود شبهة جنائية في وفاته، وجارٍ استكمال التحقيقات لبيان حقيقة الواقعة التي سيتم إعلانها فور جهوزيتها.

بيت عزاء في نقابة الفنانين

جدد نقيب الفنانين الأردنيين، المخرج محمد يوسف العبادي، وقوف الساحة الفنية الأردنية مع عائلة الفنان أشرف طلفاح. وقال لـ"العربي الجديد" إن النقابة تتواصل بشكل مستمر مع السفارة المصرية في القاهرة لمتابعة حيثيات رحيل طلفاح ومعرفة أسباب الوفاة الحقيقية، وأنه ستتم إقامة بيت عزاء للفنان الراحل بعد وصول الجثمان واستكمال إجراءات الدفن.

ويُعد الفنان الراحل من أبرز الفنانين الشباب في الدراما الأردنية، وهو حاصل على بكالوريوس في التمثيل والإخراج في جامعة اليرموك عام 1997، وبدأ مسيرته الفنية عام 2006 من خلال الدراما التلفزيونية، وشارك في العديد من المسلسلات مثل: "رأس غليص"، و"الأمين والمأمون"، و"دعاة على أبواب جهنم"، فضلاً عن مسلسلات "الوعد (ملحمة الحب والرحيل)"، و"بوابة القدس"، و"الحسن والحسين"، و"عطر النار"، و"حنايا الغيث"، و"مالك بن الريب". كما شارك في العديد من الأفلام الدرامية المهمة مثل: "المنعطف" و"معطف كبير الحجم". 

المساهمون