الجمعة الدامية: عندما تحول إضراب هوليوود إلى مأساة

في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، لعام 1945، كان الإضراب أمام استوديوهات وورنر براذرز الهوليويودية، لينتهي بسلام كما انتهى إضراب نقابة كتّاب السيناريو للعام الحالي. لكن، في ذلك اليوم، الذي أُطلق عليه اسم الجمعة الدامية، اشتبك المضربون وغير المضربين، وآل الأمر إلى نهاية حزينة.

في مارس/ آذار 1945، أضرب مؤتمر نقابات الاستوديو، الذي يضم عشرة آلاف و500 عضو. لكن التحالف الدولي لموظفي الخشبة المسرحية، الذي يضم 12 ألف عضو، لم يضرب، ما أدى إلى مواجهات بين أعضاء الطرفين، خصوصاً أن الطرف الثاني كان منتفعاً، وليس معنياً بخوض أي معركة نقابية. 
تحكي صحيفة لوس أنجليس تايمز أنه بعد ستة أشهر من الإضراب، نفد مال المضربين، كما نفد صبرهم أيضاً، فقّرروا العودة إلى العمل.
في يوم الجمعة الموافق الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 1945، خرجت نقابات الاستوديو بأعداد كبيرة لمنع دخول موظفي شركة وورنر براذرز. حينها، تواجهت أعداد كبيرة من المضربين وغير المضربين خارج بوابة الموظفين.
خلال المواجهات، أصيب ما لا يقل عن 25 شخصاً في أعمال الشغب الناجمة عن المواجهة. تتذكر هوليوود هذا اليوم باسم "الجمعة الدامية". في ذلك اليوم، عند الخامسة صباحاً، بدأ أربعون شخصاً بالسير عبر مدخل الموظفين على الجانب الغربي من الاستوديو. في الساعة السادسة صباحاً، ارتفع عددهم إلى 300، وبعدها بساعة قُدّروا بـ 750 شخصاً
وقع الحادث الأول عندما حاول شرطي في الاستوديو دخول المبنى بالسيارة. قُلبَت سيارته أمام البوابة. وبعد دقائق قليلة، حدث الشيء نفسه مع سيارات اثنين من الموظفين الآخرين.
أعلنت الشرطة الشارع على الفور "منطقة محظورة"، وفصلت بين الاعتصامات على الجانب الشرقي وموظفي التحالف الدولي للخشبة المسرحية غير المضربين على الجانب الآخر. مع تزايد التوتر، طلبت الشرطة الدعم، وفي غضون دقائق قليلة، كان رجال الإطفاء في الاستوديو يسلّطون خراطيم المياه على المعتصمين. 
وعندما حاول المعتصمون الاندفاع نحو رجال الإطفاء، ألقت شرطة الاستوديو قنابل الغاز المسيل للدموع، وتبعتها بالخراطيم، بينما ردّ المعتصمون بوابل من الزجاجات والطوب والحجارة.

سينما ودراما

التحديثات الحية

إضراب كتّاب هوليوود... بعد أن عادت الأقلام وابتلّت الصحف

وبَنَت قوات الاستوديو حواجز من الطاولات ضد الوابل، وجمع المعتصمون السيارات الثلاث المقلوبة معاً لتشكيل دفاع عن أنفسهم، وواصلوا إلقاء الزجاجات والحجارة. ثم تشكلت شرطة مكافحة الشغب، المسلحة ببنادق مكافحة الشغب، والغاز المسيل للدموع، والهراوات، في كتيبتين كبيرتين وشرعت في تطهير الشارع أمام البوابات.
وفي ساعة متأخرة، أُحصي علاج 25 مصاباً من المعتصمين وموظفي الاستوديو والشرطة.
وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1945، تم التوصل إلى تسوية لإنهاء الإضراب. في ذلك اليوم الأخير، ألقت الشرطة القبض على 400 من المعتصمين والمتعاطفين خارج استوديوهات باراماونت وR.K.O.
وحتى بعد نهاية الإضراب، استمرت الصراعات بين مؤتمر نقابات الاستوديو والتحالف الدولي لموظفي الخشبة المسرحية. بحلول 1950 اضطر مؤتمر نقابات الاستوديو إلى الخروج من استوديوهات هوليوود.