استمع إلى الملخص
- في العالم العربي، شهدت الثنائيات الفنية نجاحات وإخفاقات، مثل التعاون بين محمد سامي وغادة عبد الرازق الذي انتهى بمشاكل أثرت سلباً على مسيرتها.
- في سوريا، تميزت الثنائيات الفنية مثل سامر البرقاوي وتيم حسن، ورشا شربتجي مع ممثلين مختلفين، مما أثرى الدراما المحلية والمشتركة.
لعلّ عامل النجاح الأوّل لأي مسلسل أو فيلم، هو التناغم والتفاهم المهني بين المخرج وفريق عمله، سواء كان كاتب السيناريو أو الممثلين أو التقنيين والفنيين. وقد عرف العالم تناغماً فنياً خلق ثنائيات حققت نجاحات كبيرة. لنأخذ على سبيل المثال المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي والممثل ليوناردو ديكابريو اللذين تعاونا في ستة أفلام، وفيلم قصير، حققت جميعها نجاحاً كبيراً.
في العالم العربي، ظهرت الثنائيات الفنية في العقدين الأخيرين، لكن أغلبها عرف مشاكل أدت إلى الانفصال الفني. قبل سنوات أعاد المخرج المصري محمد سامي الممثلة غادة عبد الرازق إلى تألقها بعد تراجع لمسلسلاتها الرمضانية، من خلال أعمال درامية مثل "حكاية حياة" (2013 ــ كتابة أيمن سلامة)، وقبله مسلسل "مع سبق الإصرار" (2012 ــ كتابة أيمن سلامة). لكن التعاون بين عبد الرازق وسامي لم يتواصل بسبب بعض المشاكل التي شهدت تدخّل الشرطة أثناء وبعد تصوير مسلسل "حكاية حياة"، ما استدعى دخول محمد سامي إلى المستشفى بعد اتّهام غادة عبد الرازق بالاعتداء عليه.
انعكس هذا الطلاق الفني سلباً على غادة عبد الرازق التي لم تعرف مسلسلاتها اللاحقة أي نجاح يذكر، بينما عرف محمد سامي كيف يحوّل مسلسلاته إلى "ترند" في كل موسم رمضاني، خصوصاً مسلسلَي "جعفر العمدة" (2023) ثمّ "نعمة الأفوكاتو" (2024).
في سورية كانت الثنائيات الفنية حاضرة أيضاً. هكذا لم يكن مفاجئًا الإعلان عن أن التعاون المقبل بين المخرج سامر البرقاوي ومواطنه الممثل تيم حسن، في مسلسل "تحت سابع أرض" سيكون الأخير، ذلك بعد عشر سنوات من المسلسلات المشتركة بينهما. فمع انتهاء موسم العرض الرمضاني الماضي قيّمت شركات الإنتاج المسلسلات التي عُرضت، وارتفعت بعض الأصوات ضمن شركة سيدرز آرت برودكشن (الصبّاح إخوان) المعترضة على هذه الثنائية بأن نجاح مسلسلي تيم حسن "الزند: ذئب العاصي" (رمضان 2023) و"تاج" (رمضان 2024) كان محدوداً وانحصر ضمن الشارع السوري وبعض الدول الخليجية، بخلاف ما حققته مسلسلات الدراما المشتركة، التي لعب فيها تيم حسن وسامر البرقاوي ضمن الملعب اللبناني وكسبا نجاحاً واضحاً، نذكر طبعاً أبرزها أي مسلسل "الهيبة" في أجزائه المختلفة التي حوّلت تيم حسن إلى نجم سوري شبه مطلق على ساحة الدراما العربية.
سورياً أيضاً شكلت المخرجة رشا شربتجي عدداً من الثنائيات الفنية مع مجموعة من الممثلين بعيداً عن الحصرية والاحتكار مثل تفضيلها لسلافة معمار وعباس النوري، وغيرهما من النجوم السوريين. لكن بقي لهؤلاء الممثلين هامش واسع من التحرّك والتنقّل بين الدراما المحلية والدراما المشتركة.