التلسكوب جيمس ويب يفسر لغز سديم يحيط بنجم آيل إلى الأفول

09 ديسمبر 2022
التلسكوب على بعد 1.5 مليون كيلومتر من كوكب الأرض (ريكي فيدجيل/Getty)
+ الخط -

تمكّن التلسكوب الفضائي جيمس ويب، في أحد اكتشافاته الأولى التي أتاحتها قدرات المراقبة بالغة الدقة التي يتمتع بها، من رصد نجمين لم يكونا ظاهرين سابقاً، في سديم الحلقة الجنوبي الذي يحيط بنجم آيل إلى الأفول.

يقع هذا السديم الغريب في مجرة درب التبانة، على بعد نحو ألفي سنة ضوئية من النظام الشمسي، وهو سحابة عملاقة من الغاز والغبار ينتجها نجم يلفظ بعض مادته عندما يأفل، وهي تحوي الكثير من الغاز والقليل من الغبار.

ويبقى في وسط السديم قلب هذا النجم الذي تُطلق عليه تسمية القزم الأبيض، وهو نجم شديد الحرارة وبالغ الصغر تصعب رؤيته مباشرة ، لكن يمكن تخمين وجوده بفضل الحلقات البرتقالية التي تحيط به، وهي آثار المادة التي لفظها. ويُفترض أن يكون مصير شمسنا مشابهاً في غضون بضعة مليارات من السنين، كما يحصل للغالبية العظمى من النجوم.

لكن خلافاً للشمس التي ستأفل وحيدة، ليس القزم الأبيض الموجود في قلب سديم الحلقة الجنوبي وحيداً. فقد كان معروفاً حتى الآن أن له نجماً "رفيقاً" يسهل رصده أكثر من القزم الأبيض، لأنه لا يزال في مقتبل العمر. وهذا النجم المصاحب هو الذي يبدو الأكثر توهجاً وسط قرص الغبار في الصور التي التقطها التلسكوب جيمس ويب، المتموضع منذ الصيف الماضي على بعد 1.5 مليون كيلومتر من كوكب الأرض.

لكن هذه الثنائية النجمية المألوفة في مجرة درب التبانة لم تكن توفّر مبرراً للبنية "غير النمطية" للسديم، على ما أوضح فيليب أمرام، من مختبر مرسيليا للفيزياء الفلكية، وهو أحد معدّي الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة نيتشر أسترونومي، وتتضمن شرحاً مفصلاً لأحدث ما رصده التلسكوب.

وأضاف الباحث، التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية، أن العلماء يسعون منذ اكتشاف عالم الفلك جون هيرشل سديم الحلقة الجنوبي، عام 1835، إلى معرفة سبب "شكله الغريب غير الكروي".

وتساهم ملاحظات جيمس ويب في توضيح هذا اللغز، إذ إن أدواته التي تتمتع برؤية على مستوى الأشعة دون الحمراء، وهي طول موجي غير مرئي للعين البشرية، وفرت دليلاً على وجود نجمين آخرين على الأقل داخل السديم.

ويقع هذان النجمان المكتشفان وسط السديم الذي يمتد على قطر يعادل 1500 مرة المسافة من الشمس إلى بلوتو. وهما أبعد من القزم الأبيض مما هو النجم المرافق، لكن النجوم الأربعة قريبة عموماً من بعضها البعض بما يكفي لتتفاعل. وبالتالي، يحصل "تبادل للطاقة" بين هذه النجوم، ما يؤثر على بنية السديم ويفسّر مظهره المميز، وفقاً لعالِم الفيزياء الفلكية.

(فرانس برس)

المساهمون