التعرّض إلى التنمّر حافز رئيسي لانتحار المراهقين

23 فبراير 2023
يجب على الوالدين أن يظلوا يقظين لظهور علامات الاكتئاب لدى أبنائهم (Getty)
+ الخط -

ترتبط بعض صور التعرض للتنمر بشكل كبير بالشعور بالحزن أو اليأس ومحاولة الانتحار، وفقاً لدراسة جديدة نشرت يوم 15 فبراير/ شباط الحالي، في مجلة PLOS One.

وجدت الدراسة أن الارتباط يكون أعلى عندما يتعرض المراهقون إلى التنمر على أساس ميولهم أو توجههم الجنسي. يقول الباحثون إن واحداً من كل ثلاثة شبان تقريباً، في الولايات المتحدة الأميركية، قد يكون ضحية للتنمر. ويبدو أن الأسباب التي قد تدفع هذا المراهق إلى الانتحار، مرتبطة بالتعرض للتنمر، لكن التعرض للتنمر أيضاً له مستويات، إذ لا يتعرض جميع المراهقين إلى أشكال التنمر نفسها.

وفقاً للدراسة، فإن التنمر على أساس التوجه الجنسي للشخص أو الهوية الجنسية أو حول التعليقات الجنسية المؤذية يرتبط بدفع المراهقين للشعور بالاكتئاب والاضطراب العقلي الذي قد ينتهي بمحاولة الانتحار. وفي حين أن التنمر حول الجنس والتوجه الجنسي كان لهما أقوى الروابط مع الاضطراب العقلي، فإن التسلط الاجتماعي والإهانة على أساس العرق كان لهما أيضاً ارتباط كبير بمحاولات الانتحار والألم العقلي.

استخدم المؤلفون بيانات من مسح للشباب في أيوا الأميركية يعود إلى عام 2018، وهو استبيان واسع يقدم كل سنتين أو ثلاث سنوات لطلاب المدارس الخاصة والعامة في الصف السادس والثامن والحادي عشر عبر الولاية. قاموا بتحليل 70 ألفاً و451 إجابة جرى التحقق من صحتها للارتباطات بين الصحة العقلية والتنمر. قدرت الأبحاث أن ما يصل إلى 30% من الشباب الأميركي يعانون من التنمر.

وهناك أدلة متزايدة على أن التعرض إلى التنمر يمكن أن يكون له آثار دائمة على رفاهية الطلاب وصحتهم وتكيفهم الاجتماعي. واستنتج الفريق أن الأنماط المختلفة من التنمر لها ارتباطات بحالة الصحة العقلية، وأن الفهم الأفضل لهذه الاختلافات يمكن أن يساعد في تشكيل استراتيجيات التخفيف من التنمر في المدارس.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، جون روفرز -أستاذ العلوم الصحية في جامعة دريك- في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الشاب الذي يتعرض للتنمر يمكن أن يصاب بالقلق والاكتئاب، وكلاهما جزء من معادلة الانتحار. أضاف: "نحن نعلم أيضاً أن 50 في المائة من الطلاب ذوي الميول الجنسية المثلية قد فكروا بجدية في الانتحار، مقابل 14 في المائة من الطلاب المغايرين جنسياً، لذلك فإن هذه الفئة هي من أكثر الفئات الاجتماعية المعرضة للخطر". وأشار روفرز إلى أنه في ما يتعلق بالتنمر حول الدين. يجدر التفكير في أن ضحية هذا السلوك قد يكون لديه دعم أكبر وأسهل للوصول إليه من الشخص الذي يتعرض للتنمر، بسبب الجنس أو التوجه الجنسي. وأوضح قائلاً: "على سبيل المثال، يمكن لأي شاب يتعرض للتنمر، بسبب الدين، أن يلجأ إلى الوالدين أو الأشقاء أو الأسرة أو مجتمعه الديني للحصول على الدعم، في حين أن هذه الموارد نفسها قد تكون مصدراً للنزاع أو الرفض الإضافي لشاب يتعرض للتنمر بسبب الجنس أو الهوية الجنسية". 

ويلفت الباحث المشارك في الدراسة، إلى أن التنمر سلوك متكرر، بمعنى أنه يحدث على الدوام. قد يكون من الأسهل التخلص من تعليق واحد أو نظرة وضيعة واحدة، ولكن عندما يتواصل التعرض لهذا السلوك أو التعليقات والنظرات المهينة تتضح مدى ضخامة التأثير.

وقال: "أدت وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار التنمر عبر الإنترنت إلى تضخيم الموقف - سلوكيات التنمر تتبع المراهقين في كل مكان يذهبون إليه".

وتشدد الدراسة على أهمية الدعم الذي تقدمه الأسرة للأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر، ومن أهم أشكاله توفير مناخ أسري إيجابي، والاستماع إلى الأطفال، وتعليم الأطفال المهارات العاطفية والشخصية، بالإضافة إلى ذلك، من المهم بناء علاقات بين الوالدين وموظفي المدرسة وأولياء أمور الأطفال الآخرين في المدرسة. يجب على الوالدين أيضاً أن يظلوا يقظين لظهور علامات الاكتئاب والاضطراب العقلي لدى أطفالهم، على الرغم من أن اكتشاف هذه الأعراض قد يكون أمراً صعباً في كثير من الأحيان.

المساهمون