التعامل مع هونغ كونغ يثير نزاعاً في "ويكيبيديا"

28 سبتمبر 2021
صدام بين من يرى الحكومة الصينية مصدراً موثوقاً ومن يرفض ذلك (Getty)
+ الخط -

طوال سنوات انتشارها، كانت "ويكيبيديا" موسوعة معلومات حول كل ما يحاول تجنّب المعارك، لكن مع قدوم المديرة الجديدة ماريانا إسكندر، اندلع صراع بين جانب من المحررين. فبمجرد تولي رئيسة تنفيذية جديدة زمام الأمور، اندلع نزاع بين المحررين المتطوعين في النسخة الصينية حول كيفية تصوير الأحداث في هونغ كونغ.

الموسوعة لا تسمح بالتقارير الأصلية، لذا يجب على كل من يريد إضافة محتوى أو تعديله على مقالات "ويكيبيديا" أن يستشهد بالمصادر الموجودة، على سبيل المثال البيانات الحكومية أو التقارير الصحافية. لكن يجب تصنيف هذه المصادر على أنها موثوقة، وهذا ما كان مربط خلاف عنيف بين مجموعة من المحررين المتطوعين الذين اعتبروا الحكومة الصينية مصدراً موثوقاً، مقابل مجموعة أخرى مقرها بشكل أساسي في هونغ كونغ فضّلت الاعتماد على روايات المتظاهرين.

قبل أسبوع، حظرت مؤسسة "ويكيميديا"​ سبعة محررين مرتبطين بمجموعة في الصين، اتهمتهم بمحاولة تعزيز مصالح الدولة الصينية من خلال التسلل إلى الموسوعة. أتت هذه الخطوة في الوقت الذي أعلنت فيه المؤسسة التي تشرف على مشروع الموسوعة غير الربحية، عن تعيين رئيستها التنفيذية الجديدة ماريانا إسكندر، وهي، وفقاً لصفحتها على "ويكيبيديا"، رائدة أعمال ومحامية اجتماعية أميركية مصرية المولد تقود حالياً برنامجاً لتوظيف الشباب في جنوب أفريقيا، وستشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ويكيميديا" في 5 يناير/ كانون الثاني 2022.

لكن عندما سألتها "بي بي سي" كيف يمكنها التعامل مع تحديات مثل تلك الموجودة في الصين، كانت حريصة على التأكيد على أن مجتمع "ويكيبيديا" يتمتع بالإدارة الذاتية إلى حد كبير، وأوضحت أن "أحد الأشياء المبكرة جداً التي تعلمتها في هذه العملية هو بالتأكيد أن مؤسسة "ويكيميديا" لا تلعب دوراً في وضع السياسة التحريرية". وقالت إن المهمة الأولى للمؤسسة كانت حماية سلامة متطوعيها، والمبدأ الرئيسي الآخر هو الشفافية حول كيفية إدارة "ويكيبيديا". وأشارت إلى الطريقة التي تعاملت بها "ويكيبيديا" مع انتخابات 2020 الأميركية كمثال على محتوى "شفاف وقابل للتحقق ودقيق". 

بعد تعرضه لانتقادات بسبب عدم الدقة في سنواته الأولى، بدا أن نظام التصحيح الذاتي في "ويكيبيديا"، حيث يقوم المتطوعون بمراقبة المقالات باستمرار ومناقشة التغييرات وتنفيذها عند وصول معلومات جديدة، يمكن أن يقدم مثالاً لمنصات التواصل الاجتماعي الأقل موثوقية. أدى الاستقطاب الذي ساد النقاش، وتصميم بعض الحكومات على التلاعب بمحتوى الموسوعة حتى يعكس وجهة نظرها، إلى زيادة الضغط على المنصة، خصوصاً مع تزايد حروب التحرير المريرة حول المحتوى المتعلق بكل شيء، بدءاً من تغير المناخ وحتى دونالد ترامب.

المساهمون