التضليل يشوب التغطية الصحافية الرياضية

12 ديسمبر 2022
تلعب وسائل الإعلام الرياضية الرئيسية دوراً مهماً في نشر القصص غير الواقعية (Getty)
+ الخط -

يؤدي تنافس الصحافة الرياضية إلى نشر المعلومات المضللة، من خلال اعتمادها على مصادر عشوائية أكثر من التقارير والمصادر الأصلية والحقيقية.
وترصد ورقة بحثية أعدها أستاذ الصحافة في جامعة سيفيل، خوسيه توريخوس، وزميله ماثوس ميلو، أن وسائل الإعلام الرياضية السائدة تنشر كمية زائدة من معلومات عن كرة القدم تصعّب أحياناً فصل الشائعات عن الأخبار الحقيقية.
وحلّلت ورقة الباحثَين مستوى التضليل في تغطية الانتقالات الشتوية لكرة القدم لعام 2020 في أربع وسائل إعلام رياضية رقمية أوروبية رائدة، وهي صحيفة ماركا الإسبانية، و"آ بولا" البرتغالية، و"لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، و"ذا غارديان سبورت" البريطانية.
ولاحظ الباحثون أن التغريدات التي نشرتها جميع وسائل الإعلام الرياضية المدروسة، باستثناء ماركا، احتوت على شائعات أكثر، وتصل نسبة الشائعات إلى 77.4 في المائة.
وسادت التقارير التخمينية في تغطية الفرق الكبرى في كل دوري، وركزت وسائل الإعلام عليها. ومثلاً، تؤكد النتائج أن المنابر الإعلامية الرياضية تميل إلى نشر عدد أكبر من التغريدات والأخبار حول عمليات انتقال/استعارة لاعبي كرة القدم غير المؤكدة مقارنة بالصفقات المبرمة.

أخطاء بالجملة

لوحظت أنواع مختلفة من الأخطاء في تغطية جميع وسائل الإعلام الرياضية. واستندت غالبية الإشاعات إلى المحتوى المخفي في التقارير، بينما في كثير من الأحيان، كانت هناك كمية أكبر من الأخبار غير الموثوقة والمحتوى المعادة صياغته في سياق خاطئ ومضلل.
ولم تتورع وسائل الإعلام الرياضية عن نشر عدد من المعلومات والتكهنات والبيانات الواردة من مصادر مجهولة، والتي، في سياق الأحداث، قد تكون صحيحة عندما يُعلن عن الصفقات أو التوقيعات أو تأكيدها من قبل المصادر الرسمية (الأندية).
وتباينت دقة وسائل الإعلام الرياضية الأربعة في تغطيتها اعتماداً على الأندية واللاعبين المعنيين. وتشير نتائج البحث إلى أن الشائعات حول الأندية الكبرى أقل صحة بشكل عام من تلك المتعلقة بالفرق الصغيرة.
على سبيل المثال، احتوت تغطية ماركا نافذة الانتقالات الشتوية لكرة القدم 2020 على المزيد من القيل والقال عند الحديث عن ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد. في المقابل، كانت تغطيتها بقية أندية كرة القدم في الدوري الإسباني أكثر واقعية. 
ويوضح هذا البحث مدى انتشار مزيج الحقائق والشائعات في تغطية الانتقالات في كرة القدم، وكيف يضلل ذلك الجماهير.

القواعد الذهبية

هذا يتعارض مع قواعد سرد القصص بالأدلة المستندة إلى الحقائق، والقواعد الذهبية للموضوعية والتحقق التي تطبق دائماً على الصحافة.
وتلعب وسائل الإعلام الرياضية الرئيسية في الواقع دوراً مهماً في نشر القصص غير الواقعية، والتي تتعارض مع المعايير المهنية والقواعد الأخلاقية وأدوات المساءلة الأخرى التي تهدف إلى تغطية الرياضة بشكل مسؤول.
كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من المؤسسات الإخبارية، تنشر وسائل الإعلام الرياضية معلومات مضللة عبر منصاتها، من خلال استخدام عناوين حول الصفقات أو المفاوضات غير المؤكدة في نافذة الانتقالات، بالإضافة إلى القيام بعمل ضعيف في التوضيح وتحديث أو تصحيح الشائعات التي تغطيها. ويصبح الخط الفاصل بين الأخبار الواقعية وغير الواقعية غير واضح في معظم تغطية انتقالات كرة القدم.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

تذكّر الدراسة باللجوء إلى المزيد من المصادر وتقديم أخبار أكثر دقة، بالإضافة إلى الإعلانات الرسمية، واعتماد المزيد من بروتوكولات التحقق من أجل تجنب عدم الدقة. كما تذكّر بتحسين جودة جمع الأخبار وتعزيز مصداقيتها، وتجنب نقل شائعات غير مؤكدة على أنها حقائق محسومة.
وتبذل مؤسسات بعض الجهود لتحسين الممارسات التي قد تساهم في تقليل نسبة المعلومات المضللة في التقارير الرياضية. ومثلاً، ترسم "ذا غارديان" خطاً واضحاً بين القيل والقال وبين الأخبار، ما يسمح للقراء بمعرفة الفرق بين الحقائق والشائعات غير المؤكدة. بالإضافة إلى ذلك، وبدرجة أقل، توضح "ماركا" أحياناً ما إذا كانت الأخبار إشاعة أم لا.

المساهمون