استشهد الصحافي في إذاعة "صوت الأسرى" أحمد شهاب مع عائلته، جراء قصف إسرائيلي وحشي في الزرقاء، في بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، بحسب نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ليرتفع بذلك عدد الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" السبت الماضي إلى 8.
وكشفت النقابة عن نجاة عضو أمانتها العامة وليد عبد الرحمن وعائلته من الموت، بعد تعرّض منزله لقصف مباشر من طائرات الاحتلال.
وبدأت بعض المؤسسات الإعلامية في غزة بالتوقف عن العمل، نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق والقصف العنيف، الذي أدى لنفاد الوقود لتشغيل الكهرباء وانقطاع الإنترنت بشكل شبه كامل عن القطاع.
ومع مخاوف من أن يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى إجبار المؤسسات الإعلامية، بما فيها العربية والدولية، على التوقف عن العمل، وسط تحذيرات من أنّ ذلك يفتح الباب أمام جيش الاحتلال لارتكاب مجازر من دون الكشف عنها.
وفي حديث سابق مع "العربي الجديد"، قال نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، إن الممارسات الإسرائيلية المتواصلة، سواء ضد الصحافيين مباشرة، أو باستهداف شبكة الإنترنت ووسائل الاتصالات، تهدف إلى عزل غزة عن العالم، وتغييب الرواية الفلسطينية، والتي تروي تفاصيل الجرائم البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هناك خطة إسرائيلية متواصلة لارتكاب الجرائم بحق المدنيين، تتزامن مع حاجة ماسة إلى عدم وجود تغطية صحافية، أو حتى ضمن صحافة المواطن، والتغطيات الميدانية من قبل الناشطين، وهذا ما سيُفسر استهداف الطواقم الإعلامية، ومُختلف شبكات التواصل، والإنترنت، والبث الفضائي، والكهرباء، لضمان عدم وصول الصورة، أو تشكيل رأي عام عالمي ضاغط لوقف مجازره المتواصلة.
وبالإضافة إلى الشهيد أحمد شهاب، قتلت قوات الاحتلال منذ بدء عملياتها 7 صحافيين آخرين، هم سعيد الطويل ومحمد صبح وهشام نواجحة، الذين استهدفتهم طائرات الاحتلال أثناء تغطيتهم إخلاء مبان مهددة بالقصف غربي غزة، إضافةً إلى محمد الصالحي ومحمد جرغون وإبراهيم لافي وأسعد شملخ الذين استشهدوا في غارات متفرقة.
وبعد الإعلان عن استشهاد مسؤولة لجنة الصحافيات في التجمع الإعلامي الفلسطيني سلام خليل ميمة مع زوجها وأطفالهما في قصف إسرائيلي استهدف شرق مخيم جباليا، تم انتشالها حيّة بعد 36 ساعة من تحت الأنقاض.
وسبق للجنة حماية الصحافيين من مقرها في نيويورك أن عبّرت، الثلاثاء الماضي، عن "انزعاجها العميق" من "التقارير التي تشير إلى مقتل وإصابة وفقدان صحافيين". كذلك، طالب منسق اللجنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريف منصور "جميع الأطراف أن تتذكر أن الصحافيين هم مدنيون ولا ينبغي استهدافهم".