الأميركيون يعيدون اكتشاف غزة بعيداً عن الرواية الرسمية

20 نوفمبر 2023
تظاهرة تضامنية في نيويورك (Getty)
+ الخط -

لطالما وُصف قطاع غزة بأنه "سجن بسقف مفتوح"، وما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بأنه يمثل "نظام فصل عنصرياً". لكن، في ما يبدو، لم يُدرك مواطنو الولايات المتحدة الأميركية دلالات هذين الوصفين، إلا في الآونة الأخيرة، مع العدوان على قطاع غزة.
ويقول تحليل لموقع موندويس، الذي يتابع أخبار فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة، وينقل الآراء حولها، إن معظم الناس في الولايات المتحدة، لا يستعينون بوسائل الإعلام البديلة لمعرفة الأخبار عن الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين.
وبحسب الموقع، فإن حتى الأكثر تقدمية بينهم، يعتمدون على صحيفة نيويورك تايمز، وغيرها من الصحف الرئيسية وشبكات الكابلات الكبرى.
وقبل عملية طوفان الأقصى، تجاهلت وسائل الإعلام الرئيسية في الغالب الوضع في غزة لسنوات. كانت هناك تقارير تُنشر خلال الانتفاضات الفلسطينية، لكن في معظم الأوقات كان التعتيم هو الاتجاه السائد.
ويضرب الموقع المثل براشيل مادو، الأيقونة التقدمية التي قدّمت برنامج شبكة MSNBC الرئيسي في الساعة التاسعة مساءً، ولاحظ الموقع أنها لم تذكر غزة سوى ست مرات فقط خلال العقد الماضي.
في عام 2014، قال تحليل لذات الموقع، إن راشيل مادو "تتجاهل عملية الجرف الصامد، التي ضربت فيها إسرائيل غزة لمدة سبعة أسابيع، وقتلت أكثر من ألفي شخص".
ويقول الموقع إن الجمهور كان يتابع برنامج مادو بإخلاص ولسنوات، من دون أن يسمع قط أي شخص يصف غزة بأنها "سجن بسقف مفتوح". ويتساءل: "هل يمكننا أن نلومهم بالكامل على تفاجئهم؟" مما يحدث في غزة.
وينقل ذات المصدر عن الطلاب المؤيدين لإسرائيل، وآخرين، إنهم مذهولون ومستاؤون من أولئك الذين يصفون إسرائيل بأنها "نظام فصل عنصري"، قد يفترض الناس أنهم يتظاهرون بالصدمة، لكنهم مصدومون فعلاً.
وفي السنوات الأخيرة، أصدرت منظمات حقوق الإنسان، الواحدة تلو الأخرى، تقارير مفصّلة تقول إن نظام الاحتلال والتمييز الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يرقى إلى مستوى "الفصل العنصري".
وظهر هذا الوصف في تقارير منظمة بتسيلم الإسرائيلية، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية.
لكن موندويس وثّق مراراً وتكراراً كيف أخفت صحيفة نيويورك تايمز الأخبار المتعلقة بنتائج الفصل العنصري هذه بشكل شبه كامل.

ومن المفارقة، أن الصحيفة كانت تستمر في الاستشهاد بـ"هيومن رايتس ووتش" في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر ببلدان أخرى.
ومن هذه الأمثلة، سيلاحظ القارئ أنه، حتى الأميركي الواعي سياسياً، قد يُفاجأ عندما يسمع كلمة "الفصل العنصري" تنطبق على إسرائيل.
ومثال آخر هو شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر"، الذي أثار جدلاً، و"خوفاً" بين الأميركيين.
ويقول الموقع، إنه من شبه المؤكد أن الحقائق على الأرض جعلت حل الدولتين مستحيلاً، ما يعني أن حل الدولة الواحدة، رغم أنه ليس قريباً من الحدوث، هو الحل الوحيد على المدى الطويل، بينما البديل هو نظام فصل عنصري لا نهاية له، حيث يُحرم نصف السكان "بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط" من حقوقهم السياسية، ويظلون مواطنين من الدرجة الثانية إلى الأبد.

المساهمون