الأميركيون يحيون الفاكس: أوقفوا إطلاق النار في غزة

24 نوفمبر 2023
تظاهرة طلابية في نيويورك دعماً للفلسطينيين (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -

يريد ناخبون أميركيون، وتحديداً الشباب منهم، الوصول إلى مسؤوليهم المنتخبين بأي طريقة، للضغط عليهم من أجل وقف إطلاق النار في غزة. وأمام صعوبة الوصول إلى هؤلاء المسؤولين عبر الهواتف، لجأ الناخبون إلى وسيلة يستخدمها معظمهم للمرة الأولى في حياتهم: الفاكس.

وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، ارتفع عدد رسائل الفاكس الموجهة إلى النواب الأميركيين وأعضاء مجلس الشيوخ خلال الأسابيع الماضية، بعد انتشار تدوينات عبر منصات التواصل الاجتماعي تحث على اللجوء إلى وسيلة الاتصال هذه، إضافة إلى المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.

في هذا السياق، وجّه 13 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، دعوه فيها إلى "حماية المدنيين الفلسطينيين" و"العمل على تحقيق السلام في المنطقة". كما طالب السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي بوقف إطلاق النار في غزة.

بعض مكاتب هؤلاء المسؤولين، وأمام حجم المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني، خففت من الرد على المكالمات، كما تخلفت عن إفراغ صناديق البريد الصوتي، مما صعّب ترك رسالة. وكان الفاكس، كما اقترح ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسيلة أخرى للناخبين لكي يُسمعوا أصواتهم.

تتيح أجهزة الفاكس لأي شخص إرسال نسخة من مستند عبر خطوط الهاتف، عن طريق مسح الورق ضوئياً من أحد طرفيه والاتصال بجهاز الفاكس الخاص بالمستلم الذي يقوم بعد ذلك بطباعة نسخة مكررة. عادةً ما تكون رسائل الفاكس باللونين الأبيض والأسود، وتتضمن صفحة غلاف تحتوي على اسمي المرسل والمستلم وموضوع الرسالة ونص قصير. استبدلت هذه التكنولوجيا بالبريد الإلكتروني، لكنها لا تزال مستخدمة في بعض قطاعات الرعاية الصحية والعقارات.

في حديث لـ"واشنطن بوست"، قالت كيندرا آبي (37 عاماً)، وهي معالجة من سياتل تطالب بوقف إطلاق النار: "ما استرعى اهتمامي بشأن استخدام الفاكس هو فكرة وجود ورقة لا يمكنهم تجاهلها. تعجبني فكرة اختراق مساحاتهم أكثر. لا يمكنهم تجاهلي". آبي تشارك في الاحتجاجات الداعية إلى وقف النار التي تنظم في الولايات المتحدة، وتحرص على الاتصال يومياً بالنائب الذي منحته صوتها، وتستخدم موقعاً مجانياً اسمه "فاكس زيرو" (FaxZero) لتوجيه رسائلها.

وقال مالك "فاكس زيرو"، كاي سافيتز، لـ"واشنطن بوست"، إن الموقع يعالج عادة نحو 4 آلاف رسالة فاكس، لكن هذا العدد تضاعف ثلاث مرات تقريباً في الأسبوع الماضي، إذ وجهت 11 ألف رسالة فاكس معظمها إلى المشرعين. وأضاف سافيتز الذي تضم شركته ثلاثة موظفين: "إنها مدرسة قديمة، ولكنها تبدو أكثر واقعية من إرسال بريد إلكتروني. هل هناك فرق فعلاً؟ لا أعرف، ولكن أعتقد أنه من المهم في ديمقراطيتنا أن يتواصل الأشخاص مع ممثليهم وأن يتم الاستماع إليهم".

الموقع الذي دشن قبل 17 عاماً يسمح لأي شخص بإرسال رسالة فاكس عبر الإنترنت من دون امتلاك جهاز. يمكن للأفراد إرسال ما يصل إلى خمس رسائل فاكس مجانية يومياً. ومنذ عام 2012، أدرج الموقع أرقام الفاكس الخاصة بأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين.

من غير المرجح أن تكون رسائل الفاكس لا تزال تطبع في الكونغرس. الكثير من المكاتب، إن لم يكن معظمها، تملك أنظمة تحول رسائل الفاكس إلى رسائل إلكترونية، وفقاً لما شرحه مدير الحوكمة في مؤسسة بوبفوكس (Popvox) غير الربحية، دانييل شومان. هذا لا يعني أن رسائل الفاكس لا أهمية لها، وفقاً لشومان الذي أشار إلى أن موظفي المكاتب لا يزالون يسجلون يدوياً معظم التعليقات التي تصلهم، ثم يحولونها إلى تقارير للمسؤولين.

عدد الاتصالات الهاتفية الواردة إلى السياسيين سجلت ارتفاعاً أيضاً، وفقاً لـ"5 كولز" (5Calls)، وهو موقع ليبرالي غير ربحي تأسس عام 2016 لمساعدة الأشخاص في الحصول على نصوص وأرقام لإجراء المكالمات.

وقال المشارك في تأسيس هذا الموقع، نيك أونيل، إنه خلال الشهر الماضي، وثق الموقع 321 ألف مكالمة، تطالب في المقام الأول بوقف إطلاق النار في غزة. وأشار إلى أن هذا أكبر ارتفاع في الاهتمام شهده الموقع منذ سنوات. وأفاد أونيل بأن نحو 50 في المائة من المكالمات تذهب إلى البريد الصوتي، و25 في المائة يرد عليها مباشرة، و25 في المائة لا يتاح لها خيارا الرد مباشرة أو ترك رسالة صوتية.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، شهدت كل الولايات الأميركية تقريباً وقفات احتجاجية وتظاهرات ومسيرات مؤيدة للفلسطينيين. ووفقاً لصحيفة لوس أنجليس تايمز، فإن عدد الفعاليات المؤيدة للفلسطينيين أكثر بنحو 3 أضعاف من تلك المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حرب إبادة في غزة بدعم أميركي غير محدود. تتركز معظم التظاهرات في كاليفورنيا ونيويورك ومينيابوليس وشيكاغو. كما تبرز واشنطن حيث شارك 160 ألف شخص في مسيرة في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.

المساهمون