أدّت المحاولات واسعة النطاق لقمع وجهات النظر المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، بعد "طوفان الأقصى"، إلى إلغاء المؤتمرات الكبرى، ومطالبات بفصل العمّال الذين يعبّرون عن دعمهم للفلسطينيين، وحملات تخويف ضد الأصوات العربية الأميركية المنتقدة للسياسات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أُجبرت مجموعة يهودية أميركية بارزة على إلغاء المؤتمر الوطني لمنظمة فلسطينية كبرى بزعم أنها واجهة لحماس. ويقول الناشطون الأميركيون الفلسطينيون إن شبكات التلفزيون فرضت رقابة على المقابلات أو ألغتها.
وسحبت إذاعة "إن بي آر" و"بي بي سي" الإعلان عن كتاب جديد نال استحساناً واسع النطاق حول الاحتلال بعد حملة من "شكاوى المستمعين".
وأعلنت غرفة التجارة اليهودية الأرثوذكسية "انتصارها"، بعد الضغط على فنادق هيلتون لإلغاء حدث الحملة الأميركية من أجل الحقوق الفلسطينية في هيوستن في وقت لاحق من هذا الشهر، والذي كان من المقرر أن تكون عضو الكونغرس رشيدة طليب المتحدثة الرئيسية فيه.
وقال مدير الحملة أحمد أبو زنيد: "قالوا إنهم تلقوا الكثير من المكالمات للإلغاء، وأن الناس يضغطون عليهم، لكن الفندق لا يتخذ أي موقف سياسي ويريد فقط وضع خطة أمنية".
وبينما وصف أبو زنيد هذه الخطوة بأنها ظالمة وتمييزية، أبدى حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت دعمه للإلغاء قائلاً: "لا يوجد مكان في تكساس للكراهية ومعاداة السامية مثل تلك التي تدعمها حماس".
وتقود غرفة التجارة اليهودية الأرثوذكسية أيضاً حملة من أجل إغلاق "ستاربكس" لمتاجرها وطرد آلاف العمّال الذين يدعمون القضية الفلسطينية بعدما نشرت نقابتهم بياناً على "إكس" يعلن التضامن مع فلسطين.
وأطلقت الغرفة مقاطعة لسلسلة المقاهي تحت شعار: "شرب كوب من ستاربكس هو شرب كوب من الدم اليهودي".
وقالت "ستاربكس" إنه سيكون من غير القانوني إغلاق المتاجر رداً على المنشور، لكنها وافقت على رفع دعوى قضائية ضد النقابة لمنعها من استخدام اسم "عمّال ستاربكس المتحدون" وشعار الشركة.
وقال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية إنه ألغى مأدبته السنوية في أرلينغتون بولاية فرجينيا، بعد تلقيه تهديدات بوجود قنبلة. وقال المجلس، وهو أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في البلاد، إنه ألغى الفعالية بعد محادثات مع فندق ماريوت الذي استضاف حفل العشاء لأكثر من عقد من الزمن.
وتابع المجلس: "في الأيام الأخيرة، وفقاً لما ذكره فندق ماريوت، هدّد متصلون مجهولون بزرع قنابل في مرأب السيارات في الفندق، وقتل موظفين محددين بالفندق في منازلهم، واقتحام الفندق في تكرار لهجوم 6 يناير/ كانون الثاني على مبنى الكابيتول الأميركي إذا مضت الأحداث قُدُماً".
وقال: "لن نسمح لتهديدات العنصريين المناهضين للفلسطينيين والمتعصبين المناهضين للمسلمين الذين يسعون إلى تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته وإسكات المسلمين الأميركيين، أن تمنعنا من السعي لتحقيق العدالة للجميع".
وظهرت محامية حقوق الإنسان الفلسطينية الأميركية نورا عريقات على الهواء مباشرة على شبكتي CBS وABC، لكن سُحبت مقاطعها من الإنترنت، وقالت إنها دحضت الروايات المؤيدة لإسرائيل، وسَعَت إلى تفسير طوفان الأقصى في السياق الأوسع للاحتلال والقمع.
وأوضحت لـ"ذا غارديان": "لقد قيل لي إنه بعد الحلقة عاد المدير التنفيذي إلى الشركة المنتجة وإن قائمة الخبراء الذين كنت ضمنهم سيتم الآن فحصها بسبب الخطأ الذي ألحقني بها".
ووصف محللون أميركيون فلسطينيون آخرون معاملة مماثلة من قبل شبكات التلفزيون، بما في ذلك شبكة سي أن أن. يقول البعض إن الحلقات المجدولة ألغيت بعدما اتصل المنتجون قبل البرنامج ليسألوا عما سيقوله الضيف ولم يعجبهم ما سمعوه.
كما استهدفت المنظمات المؤيدة لإسرائيل الصحافيين الأميركيين الفلسطينيين.