الأزهر يدين تشويه المفاهيم الدينية في الدراما: هل يقصد مسلسل "فاتن أمل حربي"؟

16 ابريل 2022
نيللي كريم ومحمد الشرنوبي في "فاتن أمل حربي" (فيسبوك)
+ الخط -

أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى بياناً إعلامياً، اليوم، حذر فيه من "تشويه المفاهيم الدينية والقيم الأخلاقية بهدف إثارة الجدل وزيادة الشهرة والمشاهدات" والانتقاص من علماء الدين في "بعض الأعمال الفنية"، وتطرق أيضاً إلى قضية الزواج وحضانة الأطفال بعد انفصال الوالدين، ما اعتبره متابعون تلميحاً إلى مسلسل "فاتن أمل حربي" الذي يعرض حالياً ويلقى رواجاً واسعاً.

وجاء في البيان أن "تشويه المفاهيم الدينية، والقيم الأخلاقية؛ بهدف إثارة الجدل، وزيادة الشهرة والمشاهدات؛ أنانية ونفعية بغيضة، تعود آثارها السلبية على استقامة المجتمع، وانضباطه، وسلامه، ولا عِلم فيها ولا فنّ".

وأضاف أن "تعمُد تقديم عالِم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النَّفس، عَيِيّ اللسان -في بعض الأعمال الفنيّة-؛ تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدِّين ورجاله".

وأكد البيان أن "لا كهنوتية في الإسلام"، ووصف الاستهزاء بآيات القرآن وتحريف معانيها بـ"الجريمة الكبرى"، وشدد على أن "شريعة الإسلام شريعة مُتكاملة معصومة تُصلِح كلَّ زمان ومكان، واجتهادات الفقهاء على مَرّ العصور رسَّخت منهجًا للفهم والتطبيق يستفاد منه في استخراج آراء جديدة تُناسب تطوّر الواقع ومُستجداته، وتراعي مصالح النّاس. وتجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الرَّاسخون في المحاضن العلمية المُتخصّصة، قبل نشره على الشاشات أو بين غير المُتخصّصين، والفكر المُتطرف في أقصى جهتيه جامد يرفض التجديد بالكلية في جِهة، أو يُحوِّله إلى تبديد للشَّرع وأحكامه في الجِهة الأخرى".

تطرق البيان في شق كبير منه أيضاً إلى مسألة الزواج والنزاع بين الزوجين وحضانة الأطفال بعد الانفصال. وحذر، في السياق، من أن "طرح القضايا الدينية والمُجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا، واستخدام المنهج الانتقائي الموجه في عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، ولا يُساهم في حلها، بل يُفاقمها، ويزيد الاستقطاب حولها، ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع".

كما نبّه مما وصفه بـ"الشحن السَّلبي المُمنهج في بعض الأعمال الفنيّة تجاه الدّين؛ بنسبة كل المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ تحيزٌ واضح ضدّه، واتهام له بضيق الأفق والقُصور، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض فيه أو ضدّه، ويهدّد الأمن الفكري والسِّلم المجتمعي".

واعتبر أن "التَّستُّر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وبثّ الشِّقاق بين الرجال وزوجاتهم بدلًا من محاولة زرع الودّ والمحبة وعرض النماذج المُثلى للأسرة الصَّالحة والمجتمع المصري، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامي كعدوٍّ للمرأة، واستخدام الإعلام والدراما لتشويه هذا التراث؛ فكرٌ خبيث مغرض يستبيح الانحرافات الأخلاقية ويحاول تطبيعها، كما يستهدف تنحية الدين جانبًا عن حياة الإنسان وتقزيم دوره، ويدعو إلى استيراد أفكار غربية دخيلة على المُجتمعات العربية والإسلامية، بهدف ذوبان هُويَّتِها وطمس معالمها".

هذه النقاط المحددة التي تطرق إليها بيان مركز الأزهر العالمي للفتوى، وحديثه عن القضايا الدينية في الدراما والإعلام، وتحديداً انفصال الزوجين وحضانة الأولاد، ربطها المتابعون بمسلسل "فاتن أمل حربي" الذي يعرض حالياً وتلعب دور البطولة فيه الممثلة نيللي كريم. المسلسل من تأليف إبراهيم عيسى، ويتناول قصة الموظفة في الشهر العقاري فاتن أمل حربي (نيللي كريم) التي تقرر الانفصال عن زوجها سيف الدندراوي (شريف سلامة) بالطلاق، فتجد نفسها في مواجهة الصعاب، وتتحمل مسؤولية تربية ابنتيها بمفردها، وتكتشف أن القانون في صف زوجها في حال زواجها مرة أخرى. ويؤدي محمد الشرنوبي في المسلسل دور الشيخ يحيى الذي يتولى قضية فاتن أمل حربي.

وأثار المسلسل نقاشات عدة منذ بدء عرضه في شهر رمضان الحالي، وتوقع بعضهم أن يغير من بعض القوانين في مصر، على غرار ما حدث في فيلم "أريد حلاً" الذي قدمته الممثلة فاتن حمامة (1931 ــ 2015) عام 1975؛ إذ غيّر الرئيس الراحل أنور السادات وزوجته جيهان، بعد عرضه، قانون الأحوال الشخصية.

المساهمون