اغتيال شيرين أبو عاقلة في الصحافة الغربيّة: تستّر على هوية المجرم

11 مايو 2022
قتلت أبو عاقلة برصاص قوّات الاحتلال في جنين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

حضر خبر اغتيال شيرين أبو عاقلة صباح اليوم الأربعاء في أهم مواقع الصحف الأميركية والبريطانية والفرنسيّة، غير أنّ معظم هذه الصحف عنونت الخبر بأسلوبٍ يطمس حقيقة الجريمة التي ارتكبتها قوّات الاحتلال الإسرائيلي.

أدّى ذلك، إلى جانب التركيز على الحرب الأوكرانية التي تطغى على غيرها من الأحداث، إلى مرور الخبر من دون ترك أثرٍ واضحٍ على الرأي العام.

بدايةً مع الولايات المتّحدة، حيث عنونت وكالة أسوشييتد برس اثنين من تقاريرها حول الاغتيال على النحو التالي: "مراسلة الجزيرة تقتل بإطلاق نار في الضفّة الغربيّة" و"صحافيّة الجزيرة تقتل خلال مداهمة إسرائيلية في الضفّة الغربية".

تغييب مرتكب الجريمة من العنوان، انسحب بشكلٍ أو بآخر على متن التقرير، حيث تم الاكتفاء بالإشارة إلى تحميل وزارة الصحّة الفلسطينيّة مسؤوليّة الجريمة للجيش الإسرائيلي، من دون تبنّي ذلك.

الأمر نفسه انسحب على "ذا نيويورك تايمز"، والتي جهّلت قاتل أبو عاقلة، فعنونت أحد تقاريرها: "مراسلة الجزيرة تُقتل في الضفّة الغربيّة"، فيما جاء عنوان الخبر التالي: "شيرين أبو عاقلة، صحافيّة فلسطينيّة رائدة، تموت عن 51 عاماً"، في صياغة توحي بأنّ المراسلة توفّيت بشكلٍ طبيعي، لا نتيجة رصاص قوّات الاحتلال.  

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أمّا صحيفة واشنطن بوست، فكتبت: "صحافية أميركيّة تقتل على يد الجيش الإسرائيلي، بحسب شبكة (الجزيرة)، وإسرائيل تدعو إلى التحقيق". محاولة إضفاء طابعٍ حياديٍ على العنوان، انعكست في نصّ التقرير، حيث قدّم المعدّون رواية كلّ من الجانبين الرسميّين الفلسطيني والإسرائيلي، كما ضمّنت شهادات لصحافيين فلسطينيين شهدوا على الجريمة.

من جهتها، لم يختلف تعامل الصحف البريطانية مع اغتيال مراسلة الجزيرة بشكلٍ كبير. فاكتفت "فايننشال تايمز" بنشر خبرٍ مقتضبٍ مع عنوانٍ يخفي بدوره مسؤولية قوّات الاحتلال: "صحافيّة الجزيرة المخضرمة تموت بإطلاق نار في الضفّة الغربية".

أما "ذا غارديان"، فقد نشرت تقريرين حول الجريمة تجنّبت فيهما تبنّي رواية قناة الجزيرة أو الجانب الفلسطيني لكيفية موت أبو عاقلة. فجاء التقرير الأوّل بعنوان: "الجزيرة تتّهم القوّات الإسرائيلية بقتل صحافية في الضفّة الغربيّة".

بينما كان التقرير الثاني ذا طابعٍ تأبيني للمراسلة وجاء في عنوانه: "مقتل شيرين أبو عاقلة: كانت صوت الأحداث في فلسطين"، حيث أضاء على أهم المحطات في مسيرتها المهنيّة، وتضمّن شهادتين من زميلين عملا معها.

بدورها، لم تختلف تغطيّة الصحف الفرنسية كثيراً عن نظيرتيها الأميركية والبريطانية، فاعتمدت صحيفة لوموند العنوان التالي: "الجيش الإسرائيلي متّهم بقتل صحافيّة الجزيرة". وركّز مراسل الصحيفة في القدس المحتلّة لوي إمبير في تقريره على الحديث عن مكانة أبو عاقلة في المشهد الإعلاميّ العربي، بما يفسّر حجم التأثّر في المنطقة العربيّة تجاه خبر اغتيالها.

ورغم أنّ المراسل أشار بوضوح إلى أن شيرين أبو عاقلة "قُتلت في جنين برصاص إسرائيلي، حسب شهود عيان، وحسب تأكيدات وزارة الصحة الفلسطينية، والقناة التي تعمل فيها"، فإن هذه المعلومات أًسقطت من العنوان.

أما صحيفة لو فيغارو، فقد اعتمدت في تقريرها حول اغتيال أبو عاقلة على تقرير وكالة فرانس برس، وأشارت إلى أنّ أحد مصوّري الوكالة أكّد على أنّ الصحافيّة الفلسطينيّة قضت برصاص عناصر الجيش الإسرائيليّ، كما نفى وجود مسلحين فلسطينيّين في مكان الجريمة، وعلى الرغم من ذلك اعتمدت الصحيفة عنوان: "مقتل صحافية الجزيرة خلال مواجهات في الضفة الغربية".

بينما كان عنوان صحيفة ليبراسيون "الأكثر جرأة" بين عناوين الصحف الفرنسية الكبرى لناحية الإشارة إلى المسؤوليّة المباشرة لدولة الاحتلال، إذ عنونت تقريرها كالتالي: "كانوا يرتدون سترات الصحافييّن: صحافيّة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قُتلت أثناء عملية إسرائيلية".

أمّا بقيّة المواقع الإخباريّة، فقدّمت مقالاتٍ مصغّرةً لا تقدّم عناوينها إشارات واضحة حول علاقة الجانب الإسرائيلي باغتيال شيرين أبو عاقلة، فعنون موقع لوبس: "مقتل صحافيّة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية: أصابع الاتهام موجّهة إلى إسرائيل"، فيما كتب موقع مجلة لوبوان: "الضفة الغربيّة: مقتل الصحافيّة شيرين أبو عاقلة خلال مواجهات".

المساهمون