استياء من قرار "ميتا" إلغاء "كراود تانغل" في سنة الانتخابات

01 ابريل 2024
تستعد "ميتا" لاستبدال البرنامج بمكتبة ذات محتوى جديد (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قررت شركة ميتا إلغاء برنامج كراود تانغل، الذي كان يساعد في رصد المعلومات المضللة على فيسبوك وإنستغرام، مما أثار قلق الباحثين والصحافيين خاصة قبل الانتخابات الأميركية.
- البرنامج الجديد الذي سيحل محل كراود تانغل لن يتمتع بنفس الميزات، مما يثير مخاوف بشأن تأثير ذلك على الشفافية ونزاهة العملية الديمقراطية، على الرغم من وعود ميتا بتوفير بيانات أكثر شمولاً.
- النقاد يرون أن إلغاء كراود تانغل يعكس تفضيل ميتا للترفيه على الأخبار والسياسة، مما يقلل من المساءلة والرقابة المستقلة على المعلومات المضللة التي قد تؤثر على الديمقراطية.

أدى قرار شركة ميتا بإلغاء برنامج كراود تانغل (CrowdTangle)، المتخصص في رصد المعلومات المضللة وتحليلها عبر "فيسبوك" و"إنستغرام"، إلى استياء عدد كبير من الباحثين والصحافيين مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في العالم.

وأعلنت "ميتا" أنّ "كراود تانغل" لن يكون متاحاً بعد 14 أغسطس/ آب المقبل، أي قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الأميركية.

وكشفت الشركة عن استبدال البرنامج بأداة جديدة يقول الباحثون إنها لا تتمتع بالميزات نفسها.

وأتاح "كراود تانغل" لسنوات، وخصوصاً خلال الدورات الانتخابية السابقة، لمستخدميه متابعة انتشار نظريات المؤامرة أو التحريض على العنف أو حملات التلاعب التي تتم من الخارج.

وأشار الخبراء إلى أنّ إلغاء هذه الأداة يندرج في إطار الاتجاه الحالي للمنصات الرقمية الكبيرة للحدّ من الشفافية، وهو اتجاه يثير القلق من أن تشكل الانتخابات أرضية مناسبة لنشر معلومات مضللة تضرّ بالعملية الديمقراطية.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، قالت مديرة الأبحاث في معهد إنستيتيوت فور ستراتيدجيك ديالوغ ميلاني سميث: "في هذا العام الذي سيُدعَى خلاله نحو نصف سكان العالم للتصويت، من شأن وقف إتاحة كراود تانغل أن يحدّ بشكل كبير من المراقبة المستقلة للأضرار" التي ستسببها المعلومات المضللة.

وأضافت: "إنّ هذا القرار يشكّل تراجعاً في ما يخص الشفافية عبر مواقع التواصل".

"المبدأ الأساسي للشفافية"

تستعد "ميتا" لاستبدال "كراود تانغل" بمكتبة ذات محتوى جديد. ويشير الرئيس التنفيذي السابق لـ"كراود تانغل" براندون سيلفرمان إلى أن البرنامج الجديد لا يزال قيد الابتكار، مضيفاً: "إنها تقنية جديدة تماما لا يزال يتعيّن على ميتا بناءها لحماية نزاهة العمليات الانتخابية".

واشترت "ميتا" عام 2016 "كراود تانغل". وتقرّ المجموعة بأنّ الأداة ساعدت المسؤولين خلال انتخابات 2019 في لويزيانا، على رصد المعلومات المضللة كجداول المواعيد غير الدقيقة لمراكز الاقتراع.

وخلال الانتخابات الرئاسية عام 2020، أتاح "فيسبوك" الأداة لمسؤولي الانتخابات الأميركية في كل ولاية لمساعدتهم على "أن يرصدوا سريعاً المعلومات المضللة وأي تدخل في العملية الانتخابية أو قمع الناخبين".

ويتيح "كراود تانغل" للعامّة لوحات تحكّم لتتبع ما ينشره المرشحون الرئيسيون عبر صفحاتهم الرسمية والانتخابية.

وطلبت منظمة موزيلا غير الربحية، في رسالة مفتوحة إلى "ميتا"، استمرار الخدمة حتى يناير/ كانون الثاني 2025 على الأقل.

وأشارت الرسالة الموقعة من عشرات المراقبين والباحثين إلى أنّ "التخلّي عن كراود تانغل في حين أنّ مكتبة المحتوى تفتقر إلى ميزات أساسية لكراود تانغل يقوّض المبدأ الأساسي للشفافية ويشكّل تهديداً مباشراً لنزاهة الانتخابات".

معلومات غير سارة

رأى الناطق باسم "ميتا" آندي ستون أنّ ما تشير إليه الرسالة "خاطئ ببساطة"، وأكد أن مكتبة المحتوى ستضم "بيانات أكثر شمولاً من كراود تانغل" وستكون متاحة للأكاديميين والمنظمات الانتخابية غير الربحية.

ومن المسائل الأخرى المثيرة للقلق هو أنّ "ميتا" التي تفضل الترفيه أكثر من الأخبار والسياسة عبر منصاتها، لن تتيح الأداة الجديدة لوسائل الإعلام الربحية.

واستخدم صحافيون في السابق "كراود تانغل" للتحقيق في أزمات متعلّقة بالصحة العامة ومسائل انتهاكات حقوق الإنسان والكوارث الطبيعية.

وجاء قرار الشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام" بعدما استخدم عدد كبير من الصحافيين "كراود تانغل" للإبلاغ عن معلومات غير سارة للشركة، كالصعوبات في الإشراف على المحتوى عبر منصاتها ووفرة الألعاب المقرصنة الموجودة عبر تطبيق ألعاب الفيديو الخاص بها.

وقال المحلل السياسي في منظمة سنتر فور ديموكراسي أند تكنولوجي غير الربحية تيم هاربر إن "كراود تانغل" ساعد في "جعل ميتا تبقى مسؤولة عن تطبيق قواعدها الخاصة".

ستكون مكتبة المحتوى متاحة لجهات من الطرف الثالث تشارك في برنامج تقصي الحقائق الخاص بـ"ميتا"، من بينها وكالة فرانس برس.

لكن سيتعين على الباحثين والمنظمات غير الربحية الأخرى التقدم بطلب للحصول على هذه المعلومات أو البحث عن بدائل مكلفة.

(فرانس برس)

المساهمون