استثمار سعودي في الدراما السورية

26 اغسطس 2022
المخرج الراحل بسام الملا في كواليس "باب الحارة" (فيسبوك)
+ الخط -

يشكل غياب المنتج والمخرج السوري بسام الملا (1956 - 2022) فراغاً كبيراً حين يتعلّق الأمر بصناعة وإنتاج المسلسلات المعروفة بدراما البيئة الشامية. وقد حمل العقد الأخير تعاوناً واضحاً بين المخرجين أو المنتجين السوريين والإعلام الخليجي لجهة استيراد معظم الأعمال السورية، وعرضها (بشكل حصري في بعض الأحيان) على محطات تحمل الهوية السعودية والإماراتية.

هكذا، اكتسبت الدراما السورية مزيداً من النجاح لجهة التسويق والعرض، فيما تبنت بعض المحطات الخليجية إنتاج مجموعة لا بأس بها من الأعمال السورية ذات الطابع التاريخي، وقّع معظمها المخرج الراحل حاتم علي.

قبل عقد، حقق مسلسل "باب الحارة" لبسام الملا نجاحاً كبيراً، وحصدت محطة MBC السعودية حصّة من هذا النجاح، تمثلت في العرض الحصري للعمل فضائياً. لاحقاً، كرّت سبحة تمويل هذا العمل من خلال أجزاء، سينطلق تصوير آخرها (الثاني عشر) قريباً، كي يُعرض في موسم دراما 2023.

تحاول مجموعة الإعلام السعودية السيطرة على سوق الإنتاجات العربية. ولا يمكن اختزال الرؤية السعودية بالإنتاجات الغنائية التي تتولاها شركة روتانا، كواجهة أمامية لقرارات سعودية "رسمية"، بضرورة السيطرة على السوق، بل حاول رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، قبل ثلاث سنوات، الدخول إلى سوق الإنتاج الدرامي من خلال الاتفاقيات مع كبرى شركات الإنتاج المصرية والعربية (المشتركة)، للسيطرة الكاملة على هذه الصناعة. لكن اتجاه آل الشيخ لم يسعفه طبقاً لضروريات تتحكم بسوق الإنتاج العربي الذي يفضل أحياناً الانفتاح أمام "الحصرية" التي تفرضها مؤسسات تابعة للمملكة العربية السعودية، ومنها مجموعة MBC.

هكذا، يعمل "الجهاز" التابع لمجموعة MBC، مجدداً، على التركيز على السوق السوري للدراما، ومنها تحديداً الدراما الخاصة بـ"البيئة الشامية"، التي كان بطلها في العقد الأخير المخرج الراحل بسام الملا. وبحسب المعلومات، فإن المجموعة السعودية ارتأت التعاون هذه المرة مع المخرجة رشا شربتجي، خصوصاً بعد نجاحها في مسلسل "كسر عضم"، من كتابة معين صالح. لكن التعاون بين الطرفين سيكون هذه المرة بقصة لمعين صالح نفسه، تحمل اسم "مربى العز"، من نوع البيئة الشامية. وفي حال بدأ التنفيذ، سيتزامن عرضه في رمضان 2023 مع مسلسل آخر لشربتجي يحمل الهوية نفسها، بعنوان "حارة القبة" في جزئه الثالث.

سينما ودراما
التحديثات الحية

بعد الاتجاه السعودي إلى تركيا، واستنساخ أبرز المسلسلات التركية إلى العربية، يعود المنتج السعودي للاستثمار في صناعة الدراما السورية من خلال قنوات جديدة، تعزز شراء وعرض الإنتاجات السورية بشكل حصري، وتحاول كسب السوق بتنوع واضح لأبرز الإنتاجات التي تحمل جنسيات مختلفة، منها الخليجي، والعربي المشترك، والسوري الخالص هذه المرة.

تحاول الدراما السورية التغلب على واقعها في فترة ما بعد الأزمة، لكن لا يمكن اعتبار ذلك إنجازاً، طالما أن التجارب السابقة كانت مُخيبة، وتدخل في الإطار التجاري، بعيداً عن الحرفية ودقة المحتوى والتنفيذ.

المساهمون