اختتمت الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية، مساء أمس الأربعاء في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة وسط العاصمة التونسية، بعدما انطلقت يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
حفل الاختتام تأخر حوالي ساعة عن الموعد المحدد له لأسباب تنظيمية، واقتصر بعد انطلاقته على كلمات تقييمية للدورة الاستثنائية من قبل مدير عام الدورة المخرج رضا الباهي الذي اعتبر أن تنظيم هذه الدورة في هذه الظروف الاستثنائية يعتبر معجزة، كان الهدف منها ضخ الأوكسجين من جديد في الحياة الثقافية التونسية التي عرفت حالة من الركود غير مسبوقة بسبب تفشي كوفيد-19.
وأعلن أنّ الدورة 32 للمهرجان ستعقد في الفترة المتراوحة بين 30 تشرين الأول/أكتوبر و6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، لتتوالى كلمات التقييم لهذه الدورة من قبل المخرج إبراهيم اللطيف المدير الفني للمهرجان، وسليم الدرقاشي المدير العام للمركز التونسي للسينما والصورة اللذين عبّرا عن سعادتهما بنجاح الدورة فنياً، والنجاح صحياً الذي تمثل في عدم إصابة أي من المشاركين بكوفيد-19 بعد أن تمّ تطبيق البرتوكول الصحي للدورة بكل صرامة.
وفي غياب الإعلان عن المتوجين بجوائز بسبب إلغاء المسابقات الرسمية للمهرجان، كان حفل الاختتام باهتاً ولم يشهد حماس العادة وتشويق انتظار إعلان الفائزين، رغم أن الحفل تخللته وصلات موسيقية بعنوان "ماكينة الضوء" قام بإخراجها الممثل التونسي الشاذلي العرفاوي.
وأكد العرفاوي لـ"العربي الجديد" أنّ عرض "ماكينة الضوء" الذي قدمه في حفل الاختتام صحبة عازف الكمنجة زياد زواري وليليا بن رمضان ونسرين بن عربية ونسرين المهبولي "هو توليفة فنية جمعت بين عديد الفنون المتداخلة مع السينما مثل الموسيقى والغناء والرقص تعبيراً عن أن السينما فن جامع، وأن الفنون تتداخل من أجل إيصال رسالتها الفنية للجمهور وشد انتباهه والارتقاء بالذائقة الفنية".
وخلال الحفل، تم تقديم أغنية خاصة بالمهرجان بعنوان "أنت الحلم" للفنانة التونسية روضة عبد الله، وعرض فيلم روائي قصير للمخرجة التونسية خديجة المكشر بعنوان "بلبل".
إدارة المهرجان استغلت حفل اختتام الدورة 31 للمهرجان لتكريم صناع سينما تونسيين فارقوا الحياة سنة 2020، وهم مدير الإنتاج حسن الصوفي والناقد السينمائي مصطفى نقبو ومدير الإضاءة لطفي سيالة ومدير الإنتاج محمد علي الشريف ومهندس الصوت فوزي ثابت ومهندس تحميض الأفلام الشريف بوسنينة.
وكانت القضية الفلسطينية، كعادتها، حاضرة في أيام قرطاج السينمائية من خلال حضور المخرج الفلسطيني الشاب أمين نايفة الذي ارتدى الكوفية الفلسطينية، وكذلك ارتداء أحد المشاركين التونسيين تيشيرت كتب عليه "لا للتطبيع"، وهو الموضوع الأبرز في تونس اليوم بعد حديث عن إمكانية تطبيع العلاقات التونسية الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يلقى رفضاً عاماً في الشارع التونسي وصلت أصداؤه إلى حفل اختتام الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية.
يُذكر أن الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية كانت دورة استثنائية خصصت لإحياء ذاكرة المهرجان وقراءة نقدية لمساره بعد أكثر من 60 سنة من انطلاقته. وقد تمّ فيه عرض أكثر من 120 فيلماً في 16 قاعة سينما بالعاصمة التونسية، وكذلك تنظيم عروض وورشات فنية في 5 وحدات سجنية في 5 محافظات تونسية.