أكد الموسيقار الهندي إيه آر رحمان A.R. Rahman أنّ أعماله الموسيقية تنبع من تأثره بـالموسيقى الصوفية المنتشرة في راجستان والهند وباكستان. وقال في حديث لـ "العربي الجديد" إنّ الصوفية تعطي جميع الناس من مختلف الديانات بركة روحية، مضيفاً: "في الهند وحدت الصوفية المجتمع هناك، على اختلاف بيئاتهم ودياناتهم، إذ يدرك الجميع أنها موسيقى روحانية، وأنا أستشعر السكينة والهدوء في هذا النوع من الموسيقى وأجده محفزاً لمخيلتي".
وإيه آر رحمان موسيقي هندي من مواليد 1967، وهو كاتب أغانٍ ومنتج موسيقي عالمي ومغنٍّ، ويعد من أشهر الموسيقيين الذين حققوا نجاحات عالمية. نال جائزة "أوسكار" عامي 2009 و2011، كما كان ضمن قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2009 التي وضعتها مجلة "تايم"، ونال جائزتي "بافتا" و"غرامي" عن موسيقى فيلم "المليونير المتشرد" Slumdog Millionaire.
ويعتز رحمان بتكريمه أخيراً على هامش فعاليات الدورة الثالثة والأربعين من "مهرجان القاهرة السينمائي"، معرباً عن سروره لوصول موسيقاه إلى العالم العربي. ويضيف: "لم أتفاجأ من كوني معروفاً في العالم العربي. المفاجأة كانت قبل عدة سنوات عندما زرت قطر والإمارات لإحياء حفلات موسيقية ووجدت أنّ موسيقاي تُسمع هناك، تكريمي في مصر هو اعتراف جديد بالتطور الموسيقي الهندي وتأثيره العالمي، وأعتقد أنّ وصول السينما الهندية إلى العرب هو ما سهّل المهمة أمامي".
وحول متابعته للموسيقى العربية، يقول رحمان: "لست مطّلعاً بشكل كبير عليها، لكني أستمع لـأم كلثوم ولموسيقى الأفلام العربية القديمة وبعض الأعمال الغنية بالمقامات الموسيقية، وبحكم احتكاكي بمجموعة من الأصدقاء العرب استمعت لأعمال عمر خيرت وأجده مذهلاً في ما يقدمه".
وفي الوقت الذي يبدي فيه رحمان فخره بالحصول على جائزة "أوسكار" مرتين، إلا أنه يرفض حصر موسيقاه بهذه الجائزة فقط، موضحاً: "لا شك أنّ جائزة بقيمة الأوسكار مهمة جداً وفخر لمن يفوز بها، إلا أنني أيضاً فائز بأكثر من 15 جائزة عالمية قد لا يهتم بها الجمهور بسبب مكانة الأوسكار عالمياً، وشخصياً عندما أعمل على مقطوعاتي الموسيقية لا أفكر أي جائزة سأنالها، فكل ما يهمني هو قدرتي على تقديم منجز موسيقي مدهش يصل إلى الجمهور بطريقة سلسة".
وحول وصول السينما الهندية للعالم العربي، يشير رحمان إلى أنّ الفن الهندي غني ومتنوع ولا يقف عند شكل معين، مبيناً: "في الهند طوائف دينية متعددة وثقافات مختلفة ومتنوعة، لذا من السهل أن يجد الجمهور في مختلف أنحاء العالم تعدداً ثقافياً وفكرياً، وهذا ما يميّز بوليوود في جميع أنحاء العالم، فالمجتمع الهندي وصل بكافة تفاصيله إلى العالم عبر السينما".