شدد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، أمس الأربعاء، على ضرورة إيجاد "حكم" في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشكل، بحسب قوله، أحد "أكبر التهديدات" التي تواجه البشرية.
وقال ماسك، في تصريح للصحافيين، خلال القمة العالمية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، في بليتشلي بارك شمال لندن: "ما نهدف إليه إنشاء إطار لفهم أفضل، بحيث يكون هناك على الأقل حَكَم مستقل يمكنه مراقبة ما تفعله شركات الذكاء الاصطناعي ودق ناقوس الخطر إذا ما كانت لديه مخاوف". وأضاف: "آمل في هذه القمة أن يكون هناك (...) إجماع دولي على الفهم الأولي للذكاء الاصطناعي المتقدم".
ووقّعت كل من الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع عشرين بلداً آخر، الأربعاء، أول إعلان عالمي مشترك من أجل تطوير "آمن" للذكاء الاصطناعي، خلال أول أيام هذه القمة التي تستغرق يومين.
وأشار مالك الشبكة الاجتماعية إكس (تويتر سابقاً) إلى أنّ من غير اللازم وضع قواعد من شأنها "تكبيل الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي".
ودعا إلى "الشروع في مراقبة (لهذا القطاع) تتكفل بها جهة محايدة"، ويجري اقتراح القواعد اللازم العمل بها على أساس "أخذ وجهات نظر مختلف الفاعلين في قطاع الذكاء الاصطناعي"، لنحدد بعدها "القواعد التي يتفق الجميع على أنها منصفة، تماماً كما يحصل في الرياضة".
واعتبر من جانب آخر أنّ الذكاء الاصطناعي يشكّل واحداً من "أهم المخاطر التي تواجهها البشرية. فلأول مرة نحن بإزاء شيء يمكنه أن يكون أذكى من أكثر الناس ذكاء". وتابع: "التحكم في أمر كهذا ليس بديهياً (...) وأعتقد أنّه من المخاطر الوجودية التي نواجهها (...) وربما الأكثر إلحاحاً"، معتبراً أنّ قمة بيتشلي تأتي في الوقت المناسب.
ومن المقرر أن تستضيف فرنسا الدورة المقبلة من القمة الدولية للذكاء الاصطناعي في باريس، على ما أعلنت وزارة الاقتصاد الفرنسية الأربعاء.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، في بيان، إن "فرنسا تتشرف بحمل الشعلة البريطانية بتنظيم الدورة المقبلة من القمة".
وأكد وزير الشؤون الرقمية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن "فرنسا رائدة أوروبياً في ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي"، مضيفاً أن "الحكومة تقف بجانب الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والعام لتشجيع الابتكار وتنظيم القطاع، استناداً إلى الأخطار التي تحملها هذه النماذج".
وأشار بارو إلى أن فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة من هذه القمة الدولية بنسخة حضورية في غضون عام. وكانت كوريا الجنوبية قد اقترحت عقد قمة افتراضية خلال الأشهر الستة المقبلة.
وكان قادة سياسيون ومسؤولون في شركات التكنولوجيا العملاقة وخبراء في الذكاء الاصطناعي اجتمعوا، يومي الأربعاء والخميس، في بليتشلي بارك مانور، وهو مركز ذو رمزية كبيرة كان يُستخدم في فك شيفرات الحرب العالمية الثانية في وسط إنكلترا.
وفي غياب سياسات مشتركة، تريد المملكة المتحدة أن تكون قوة دافعة للتعاون الدولي حول هذا الموضوع الذي يهزّ العالم بأسره.
(فرانس برس)