"إن إس أو" الإسرائيلية تسعى للوصول إلى بيانات "سيتيزن لاب"

08 مايو 2024
تواجه شركة التجسس الإسرائيلية دعاوى من جهات مختلفة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "إن إس أو" تكافح قانونيًا للدفاع عن برمجية بيغاسوس بعد فشلها في الحصول على وثائق من "سيتيزن لاب" ورفض القاضية لطلباتها، مما يعقد موقفها في الدعوى المرفوعة من "واتساب".
- الشركة تواجه دعاوى قضائية متعددة بناءً على أبحاث "سيتيزن لاب"، بما في ذلك من شركة آبل وصحافيين، وتحاول الحصول على حصانة كوكيل حكومي أجنبي لكن دون جدوى.
- تسعى "إن إس أو" لتحسين صورتها عبر حملات علاقات عامة وتبرير استخدام بيغاسوس في مكافحة الإرهاب، رغم الانتقادات الشديدة لتأثيرها السلبي على حقوق الإنسان.

تستمر مجموعة إن إس أو الإسرائيلية في محاولتها الحصول على معلومات حول كيفية نجاح باحثي "سيتيزن لاب" في الكشف عن استخدامها برمجية بيغاسوس لاختراق هواتف ناشطين وصحافيين حول العالم، بحسب ما أفاد به موقع ذا إنترسبت، الاثنين الماضي.

وكان باحثو "سيتيزن لاب" قد وثّقوا في العام 2019 عشرات الحالات التي استخدمت فيها برمجية بيغاسوس، المملوك لـ"إن إس أو" في التجسس على هواتف صحافيين وناشطين عبر استغلال ثغرة أمنية في تطبيق واتساب، المملوك لشركة ميتا التي رفعت دعوى قضائية ضد المجموعة الإسرائيلية في العام نفسه.

وعلى الرغم من محاولات متكررة من "إن إس أو"، التي أدرجتها الحكومة الأميركية في القائمة السوداء بسبب بيعها برامج تجسس للدول لمراقبة مواطنيها، طوال السنوات الماضية لإنهاء القضية، إلّا أنّها فشلت في ذلك، ممّا دفعها إلى محاولة استغلالها لمصلحتها، عبر السعي إلى معرفة الكيفية التي أجرى بها "سيتيزن لاب" تحليله للاختراق.

مساعٍ لتحويل وجهة المحاكمة

وطالبت "إن إس أو" مرتين بأن تقوم "سيتيزن لاب"، الموجودة في جامعة تورونتو الكندية، بتسليم كل الوثائق المتعلقة بتحقيقها حول "بيغاسوس"، وباءت أحدث هذه المحاولات بالفشل خلال الأسبوع الماضي.

ففي مارس/ آذار الماضي، رفضت هاميلتون الطلب الأول للشركة الإسرائيلية. لاحقاً في إبريل/ نيسان الماضي، أجرت الشركة محاولة جديدة، وقال محاموها إن "الأدلة التي قدمها المدعون أنفسهم بشأن تحقيق سيتيزن لاب غير كاملة وغير كافية"، لأنها لم تظهر "كيف أجرى سيتيزن لاب تحليله أو توصل إلى استنتاجاته" حول استخدام "بيغاسوس" لاستهداف أفراد في المجتمع المدني.

من جهتهم، اعترض محامو "سيتيزن لاب" على طلبات "إن إس أو"، معتبرين أنّ الكشف عن بياناتهم قد يؤدي إلى "تعريض أفراد وقعوا ضحايا لأنشطة المجموعة الإسرائيلية للمزيد من المضايقات"، بحسب "ذا إنترسبت". في النهاية، رفضت القاضية فيليس هاميلتون منح "إن إس أو" إمكانية الوصول إلى بيانات المختبر المتخصص في الكشف عن التهديدات الرقمية ضد المجتمع المدني.

ولا تسير الدعوى القضائية التي رفعتها "واتساب" ضد "إن إس أو" بشكل مريح لمجموعة التجسس الإسرائيلية، إذ حاولت في العام 2021، ولاحقاً في العام 2023، الحصول على اعتراف بها وكيلاً حكومياً أجنبياً، ممّا يمنحها حقّ التمتع بالحصانة بموجب القوانين الأميركية التي تحدّ من إمكانية مقاضاة دولٍ أجنبية، لكنّ هذه الحجج رفضت من قبل المحكمة.

دعاوى متعددة تلاحق "إن إس أو"

وتواجه الشركة الإسرائيلية عدّة دعاوى إضافية، تعتمد بدرجات متفاوتة على أبحاث "سيتيزن لاب"، أهمها من شركة آبل، التي تهدف إلى منع "إن إس أو" من الوصول إلى منتجاتها. كما رفع صحافيون في موقع استقصائي في السلفادور دعوى ضدّ الشركة بعد تعرّضهم للتجسّس من قبلها، إضافة إلى حنان العتر أرملة الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وكان المتحدث باسم "واتساب" كارل ووغ قد قال في وقت سابق إنّ "إن إس أو مكّنت من القيام بهجمات إلكترونية تستهدف ناشطي حقوق الإنسان والصحافيين والمسؤولين الحكوميين"، وأضاف: "نعتقد اعتقاداً راسخاً أنّ عملياتهم تنتهك القانون الأميركي وتجب محاسبتهم عليها".

وبحسب "ذا إنترسبت"، تدير "إن إس أو" حملة تهدف لإعادة تأهيل صورتها التي تدهورت في السنوات الأخيرة، كان آخرها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين طلبت المجموعة الإسرائيلية عقد اجتماع مع وزارة الخارجية الأميركية لمناقشة برمجية بيغاسوس باعتباره "أداة مهمة للغاية"، تساعد "في القتال المستمر ضد الإرهابيين".

المساهمون