في الذكرى العاشرة لانطلاق إنستغرام، تبدو قصة هذا التطبيق مذهلة. طبعاً لم يتوقع مؤسسوه كل هذا النجاح قبل عشر سنوات، لكن شركة فيسبوك التي اشترته عام 2012 مقابل مليار دولار، عرفت جيداً كيف تجعل منه واحداً من أكثر التطبيقات استخداماً وتاثيراً حول العالم.
البداية... الموبايل أولاً
في البداية، لم يكن إنستغرام مسابقة جمال. كانت جاذبية المنصة في تطورها بصرياً، وفلاترها المميزة. في اليوم الأول، قام 25 ألف شخص بخلق حسابات لهم، وبعد ستة أسابيع فقط ارتفع عدد المستخدمين إلى مليون.
تقول صحيفة "ذا غارديان" البريطانية: "وقعنا في حب التطبيق ليس لأننا نحب النظر إلى أنفسنا، لكن لأننا نحب النظر إلى هواتفنا". صُمِّم إنستغرام من أجل الموبايل منذ البداية. كانت أول منصة أدركت أنه في القرن الحادي والعشرين، تبقى أهم علاقاتنا هي مع هواتفنا، على عكس موقعي تويتر وفيسبوك اللذين انطلقا أساساً على الحواسيب.
يتعلق هذا جزئياً بمسألة التوقيت، فعام 2012 كان مستخدمو إنستغرام الأساسيين هم الجيل الذي يعتبر الاتصال بالإنترنت وربط تفاصيل حياته بالشبكة خياراً أساسياً، وليس ترفيهاً.
تقول الصحيفة: "حوّل إنستغرام هواتفنا إلى لهايات للكبار. في البداية، كان عبارة عن مكان هادئ مع صور جميلة تُنشَر في دفق مستمر مع كل تمريرة بالإبهام".
تتابع: "في وقت لاحق، وبشكل أكثر دهاءً، سبّب الدوبامين إدمان زيارة شريط التايملاين لمعرفة عدد الإعجابات التي حصلت عليها صورك...".
أبواب الشهرة
عندما انضم جاستن بيبر إلى إنستغرام في عام 2011، تعطلت الخوادم مراراً وتكراراً تحت وطأة اشتراكات معجبيه وتعليقاتهم. كان وصول أحد أكبر نجوم البوب في العالم علامة بارزة في تحول إنستغرام من نزوة إلى عملاق للثقافة الشعبية. في غضون ثمانية أشهر، كان بيبر أول المشاهير الذين وصلوا إلى مليون متابع، وبدأ السباق في التطبيق.
عام 2012 تغير كل شيء. حدث أمران أساسيان: شراء "إنستغرام" من شركة "فيسبوك، وإطلاق كيم كارداشيان حسابها الخاص على التطبيق. بدأ المشاهير الذين تكدست حساباتهم على التطبيق بعد كارداشيان في قبول الأموال من العلامات التجارية للترويج للمنتجات، وقد أثبت هذا فعاليته الهائلة في الوصول إلى المستهلكين الذين كانت الأشكال التقليدية للتسويق تكافح للوصول إليهم. وهكذا وُلدت صناعة جديدة: "المؤثرون".
عام 2013، اكتمل محور التجارة على إنستغرام عندما بدأت المنصة في تشغيل الإعلانات.
إنستغرام... أزمات نفسية
خلال السنوات الأولى من انتشار التطبيق، كان هناك شعور بالمساواة مع المشاهير، لكن جوانب سلبية عدة ظهرت. فمعايير الجمال باتت عالية، وهو ما يجعل الضغط النفسي كبيراً على المستخدمين. وما زاد الطين بلة، كان تفعيل الفلاتر والتطبيقات التي تستخدم لتبييض الأسنان، وشحذ خطوط الفك، ومحو الشوائب، وغيرها.
وكان تقرير صادر عام 2017 عن الجمعية الملكية للصحة العامة قد استطلع آراء 1500 شاب في المملكة المتحدة يطلب منهم الحديث عن كيفية تأثير منصات وسائل التواصل الاجتماعي بصحتهم النفسية، وتبيّن أن إنستغرام هو صاحب التأثير الأكثر سلبية.
مع تقدم التطبيق في العمر، أصبح مستخدموه أصغر سناً. لمواكبة ذلك، تحولت الحالة المزاجية الهادئة التي رافقت انطلاق إنتسغرام، إلى وتيرة أكثر جنوناً. عام 2016، ظهرت خاصية "ستوريز" بصورة أفضل من تلك التي يعتمدها "سناب شات". في العام نفسه، ظهر "ريلز" في محاولة تحييد تهديد "تيك توك".
منذ البداية، انخرط المتابعون الأصغر سناً في إنستغرام بطريقتهم الخاصة، فأصبح النشر جزءاً لا يتجزأ من البنية الاجتماعية الخاصة بهم.
كورونا... لم يغيّر الكثير
ثم جاء عام 2020، عام ظهور فيروس كورونا. مع غياب الحفلات أو العطلات على الشاطئ أو حفلات زفاف، ساد الهدوءُ التطبيقَ خلال فصل الربيع.
ثم في 2 يونيو/ حزيران، بعد أسبوع من مقتل جورج فلويد، جاء #BlackoutTuesday، عندما نشر 28 مليون شخص مربعات سوداء على حساباتهم على إنستغرام، للإشارة إلى دعم حملة "حياة السود مهمة".
سريعاً بعد بضعة أشهر، عاد التطبيق إلى طبيعته المتوهجة. في شهر أغسطس/ آب كشفت كريسي تيغن عن حملها عبر مقطع فيديو قصير تحتضن فيه طفلها.
وكان كل التفاعل في أوائل سبتمبر/ أيلول يدور حول تصريح كيم كارداشيان عن إنهاء البرنامج التلفزيوني الطويل الذي واكب عائلة كارداشيان.
وحققت صورة كريستيانو رونالدو وزوجته، جورجينا رودريغيز، 13 مليون إعجاب، وصدرت لفترة وجيزة في أفضل 20 منشوراً محبوباً، ثم استُبعدت بعد أسبوعين إثر الشعبية التي حققتها صورة سيلفي من كايلي جينر.