استمع إلى الملخص
- تبرز إنتل بتوفير أنظمة "غاودي" للذكاء الاصطناعي بكلفة أقل، مع توقعات بأن تشكل أجهزة الذكاء الاصطناعي 80% من سوق الكمبيوتر الشخصي بحلول 2028.
- تايوان تسعى لتصبح "جزيرة ذكية للذكاء الاصطناعي"، مع تحديات سياسية وعسكرية من الصين، مما يؤثر على مكانتها في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات.
كشفت شركة إنتل Intel، عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، عن تقنيات قالت إنها ستقود ثورة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تحمل لهجة تحدٍّ في ظل المنافسة القوية من شركات "نفيديا" Nvidia و"إيه إم دي" AMD و"كوالكوم" Qualcomm.
منافسو إنتل يحققون تقدماً
وسيطرت "إنتل" لعقود على سوق الرقائق التي تُستخدم في مختلف المنتجات، بدءاً من أجهزة الكمبيوتر المحمولة وصولاً إلى مراكز البيانات. لكن في السنوات الأخيرة حقق منافسوها، وخصوصاً شركة نفيديا، تقدّماً في معالجات الذكاء الاصطناعي المتخصصة.
وخلال كلمة في معرض "كومبيوتكس" COMPUTEX المُقام في تايوان، قدّم الرئيس التنفيذي بات غيلسنغر أحدث معالجات "زيون 6" Xeon 6 للخوادم من "إنتل"، وتطرّق إلى تفاصيل إضافية عن شرائح "لونر ليك" Lunar Lake من الجيل التالي لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وقال غيلسنغر: "إن الذكاء الاصطناعي يقود أحد أكثر عصور الابتكار أهميةً التي شهدها القطاع على الإطلاق". وتابع: "إنّ سحر سيليكون يعمل مرة جديدة على تمكين التطورات الهائلة في مجال الحوسبة، التي ستدفع حدود الإمكانات البشرية وتزوّد الاقتصاد العالمي بالطاقة للسنوات المقبلة"، وأشار إلى أنّ "أحدث منتجات إنتل توفر أفضل مزيج متاح من الأداء وفعالية الطاقة والتكاليف المقبولة".
وأكّد أن أنظمة "غاودي" من "إنتل"، المستخدمة في الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل نماذج التدريب، هي بثلث كلفة ما تقدّمه الشركات المنافسة.
وجاء عرض غيلسنغر بعد خطابات ألقاها كل من رئيس "نفيديا" جنسن هوانغ، والمديرة العامة لـ"إيه إم دي" ليزا سو، وكريستيانو أمون من "كوالكوم"، التي امتلأت بالمزاعم والمزاعم المضادة بشأن أفضل منتجات الذكاء الاصطناعي. وقدمّ سو وأمون عروضاً تفصيلية عن رقائق شركتيهما لأجهزة الكمبيوتر المعززة بالذكاء الاصطناعي.
وكشفت شركة مايكروسوفت النقاب هذا الشهر عن أجهزة الكمبيوتر الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي "كوبايلوت بلاس" Copilot Plus، والتي تحتوي على ميزات ذكاء اصطناعي مُدمجة مباشرة في "ويندوز"، نظام التشغيل الرائد عالمياً للشركة.
وبالإضافة إلى "مايكروسوفت"، سيقدّم عدد من أكبر الشركات المصنّعة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة في العالم، بينها "ديل" Dell و"إتش بي" hp و"سامسونغ" Samsung و"لينوفو" Lenovo، خدمة مماثلة مع إدماج ميزات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة نفسها وليس فقط عبر الإنترنت.
ومن بين ما رفضه غيلسنغر، تأكيد "كوالكوم" أن رقائق أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها أفضل من رقائق "إنتل"، مؤكدا أن "هذا ليس صحيحاً!".
وأشارت "إنتل" نقلاً عن "بوسطن كونسالتينغ غروب" إلى توقعات بأن تشكل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي 80% من سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بحلول عام 2028.
"جزيرة ذكية للذكاء الاصطناعي"
ومع مراهنة شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم على الذكاء الاصطناعي، برز المصنعون التايوانيون كلاعبين رئيسيين في هذا المجال.
وتنتج الجزيرة الكمية الأكبر من أشباه الموصلات الأكثر تقدّماً في العالم، بما فيها تلك المستخدمة في أقوى تطبيقات وأبحاث الذكاء الاصطناعي. وتبدي حكومة تايوان رغبةً في استخدام هذه القدرات لتسريع الاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي.
وخلال زيارة إلى معرض "كومبيوتكس"، الثلاثاء، صرح الرئيس لاي تشينغ تي، الذي تم تنصيبه في الشهر الفائت: "لدينا الكثير لننجزه بهدف تحويل تايوان إلى جزيرة ذكية للذكاء الاصطناعي". إلا أنّ الموقع المركزي لتايوان في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات يشكل مصدر قلق في العواصم ومجالس إدارات الشركات في مختلف أنحاء العالم.
وتطالب الصين بالسيادة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعتبرها إحدى مقاطعاتها، من دون أن تستبعد استخدام القوة لوضعها تحت سيطرتها. وفي السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه وزادت الصين مناوراتها وتحذيراتها العسكرية.
(فرانس برس)