إليسا في "حبك متل بيروت"... صفّ حكي

12 ديسمبر 2024
إليسا في فيديو كليب "حبك متل بيروت" (روتانا)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت إليسا أغنيتها الجديدة "حبّك متل بيروت" بالتزامن مع وقف إطلاق النار في لبنان، من كلمات جان نخول وألحان مشتركة مع محمد بشار، وتوزيع روتانا، لتكون جزءاً من سلسلة أغاني صدرت خلال الحرب.

- الأغنية تقارن بين حب الشريك وحب الوطن، لكنها تعاني من كلمات متكلفة ولحن هادئ غير مؤثر، مما جعلها تبدو مشتتة وغير متجانسة، رغم تصدرها مواقع التواصل الاجتماعي.

- الفيديو المصور يعرض كليشيهات عن التعايش في لبنان، مع مشاهد من بيروت، لكنه لم يحقق النجاح المتوقع، مما يبرز الحاجة لأغنية تحمل مواصفات نجاح كاملة بعيداً عن الطائفية.

من كلمات وألحان جان نخول (شارك في التلحين محمد بشار)، أصدرت المغنية اللبنانية إليسا جديدها "حبّك متل بيروت"، تزامناً مع قرار وقف إطلاق النار في لبنان. الأغنية من إنتاج "E ريكوردز" وتوزيع شركة روتانا.
66 يوماً قضاها اللبنانيون (وإليسا)، تحت وطأة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد ما يزيد على أربعة آلاف مواطن.
إليسا كما دائماً كانت حاضرة لتدلي بآرائها على مواقع التواصل الاجتماعي، وآثرت في الأسبوعين الأولين من بداية الحرب التوقف عن إحياء الحفلات أو إصدار أي جديد غنائي، لتعاود في عز الحرب نشاطها، على اعتبار أن ذلك هو ايضاً مقاومة برأيها. لكن المفاجأة كانت إصدارها أغنية جديدة بعنوان "حبّك متل بيروت"، من كلمات مستشار إليسا (السابق) جان نخول، الذي تولى لفترة إنتاج ألبوماتها الغنائية، لكنه تحول اليوم إلى كاتب وملحن، مقدّماً أغنية هادئة، تقارن بين حب الشريك وحب الوطن.
بيروت هي موضوع لكلمات وأغنية بدت متكلفة، ولم ينقذها اللحن الهادئ والتوزيع الموسيقي الذي يدور في فلك أغاني إليسا العاطفية، ومنه يتجه ليحاكي العاصمة اللبنانية بكلمات غير مؤثرة، لا تدخل القلب من الاستماع الأول، بل تبدو مشتتة، ومركبة على تفاصيل موسيقية كانت ستبدو أفضل لو صيغت بدقة وتجانس، بدلاً من استغلال كليشيهات مضى عليها الزمن،  كلمات ومشاهد، خرجت من قاموس اللغة أو الكلام الشعري إلى فضاءات تصل إلى التقنيات ومحاكاة جيل آخر، لعله جيل الذكاء الاصطناعي. الصورة المتكلفة ليست في جملة "حبك متل بيروت متل هالأرض القوية، حبك مدينة حلوة بعينييّ"، بل في الأبيات المُركبة بما يبعد عن السلاسة التي تخرج بها أغاني إليسا عادة إلى الناس.


في الكليب المصور من إخراج إيلي فهد، نرى الكليشيهات نفسها: التعايش بين المسلمين والمسيحيين في لبنان، ومشاهد أخرى من محيط بيروت البحري إلى الجميزة والأشرفية والوسط التجاري للعاصمة، ثم تفصيل مباغت لعجوز تلتقي إليسا صدفة وهي تُبخّر صورة القديس مار شربل على روزنامة في المطبخ، وتدعو إليسا لتناول القهوة عندها، في إشارة إلى الطيبة وحسن الاستقبال. لاحقاً نرى عاشقة "مُحجبة" وحبيبها على دراجة نارية في أحياء بيروت.
ضعف واضح في الأغنية رغم تصدرّها مواقع التواصل الاجتماعي، وتحقيقها نسبة متابعة عالية، وضخ حملات للترويج لها عبر المنصات ومواقع التواصل، لكنها تبقى جزءاً من سلسلة أغاني صدرت منذ بداية الحرب على لبنان، ولم تحقق المبتغى.

كان من الافضل صدور أغنية جديدة لإليسا تحمل مواصفات النجاح كاملاً، بعيداً عن المخزون الهشّ الذي لا يصلح دائماً لامتحان في الوطنية، أو أي قصد آخر، خصوصاً أن إليسا تحاول الخروج والاستقلال في موقفها السياسي، وتبنيها لقضايا الوطن لكنها تقطع دائما في مطب أو منطق الطائفية وتعود إلى انتمائها أولاً وأخيراً، تماماً كما هو التيه في الأغنية الأخيرة. ربما لكان أفضل لو أعادت مزج مفرداتها مع لحن يستحق أن يقترن باسم بيروت التي غناها كثيرون.

المساهمون