ألقى مجهولان على متن دراجة نارية مساء الأحد قنبلة باتجاه مبنى "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال" (LBCI) في منطقة أدما (شمال بيروت)، واقتصرت الأضرار على الماديات.
ووقعت الحادثة في تمام الساعة التاسعة والعشر دقائق من مساء الأحد، بتوقيت بيروت، حين انفجرت القنبلة بين استديوهي LBCI في أحد مواقف السيارات، وفق ما أعلنته القناة اللبنانية.
وسُمِع صوت دوي انفجار خلال بث مباشر للقناة التلفزيونية، حيث كان يطلّ الإعلامي بسام أبو زيد الذي توجه فوراً إلى الخارج، وقام بتغطية ما حصل وإظهار الشظايا الناجمة عن انفجار القنبلة.
ولفتت قناة LBCI إلى أنه وفق التحقيقات الأولية، تم الاشتباه بشخصين كانا على متن دراجة نارية، بحسب ما أظهرته كاميرات المراقبة، كما تم العثور على الحلقة التي تكون في القنبلة قبل نزعها.
اليكم ما اظهرته التحقيقات الاولية في حادثة القاء قنبلة باتجاه الـ LBCI.... (فيديو) #lbcinews https://t.co/AMFCSk95Cf
— LBCI Lebanon News (@LBCI_NEWS) January 22, 2023
وأشارت إلى أن التحقيقات مستمرة، كما المسح الشامل في محيط المبنى للعثور على أي دليل يمكن أن يقود الأجهزة إلى منفذي العملية.
وأكدت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" تمسكها بكشف حقيقة ما حدث، وثقتها بكل الأجهزة الأمنية التي باشرت تحقيقاتها فوراً، مشددة على أنها "ستكون كما كانت دوماً منبراً للحرية والدفاع عن لبنان".
وتوالت الاستنكارات والإدانات لما تعرضت له القناة اللبنانية؛ إذ أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي خلال اتصال أجراه مع رئيس مجلس إدارة القناة بيار الضاهر أن "التحقيقات الأمنية ستتكثف لجلاء ملابسات الحادث، وأن حرية الإعلام المسؤول ستبقى مصونة ولن يرهبها اعتداء".
كما استنكر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري الاعتداء الذي تعرّضت له المؤسسة مساء الأحد، مشيراً إلى أن "ما جرى هو عمل مشبوه ومرفوض ومدان ومستنكر، وحرية الإعلام ستبقى مصونة". وأشار وزير الإعلام إلى أنه سيتابع مع الأجهزة الأمنية التي باشرت التحقيقات اللازمة، كي يصار إلى محاكمة الفاعل في أقصى سرعة ممكنة.
من جهته، دان نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي ما حصل، داعياً السلطات الأمنية والقضائية إلى التحرك الفوري لإلقاء القبض على الجناة وسوقهم إلى المحاكمة، وكشف ملابسات هذا الحادث الخطير الذي يتهدد حرية الإعلام في لبنان باستهداف واحدة من أبرز مؤسساته.
وقال إن العنف ضد الصحافيين والإعلاميين والمؤسسات التي يعملون فيها مرفوض، ولا يمكن القبول به تحت أي مسوغ أو سبب.
ويأتي هذا الاعتداء في وقتٍ تتعرّض LBCI منذ أيام لهجوم واسع بسبب "اسكتش" ساخر للممثلَيْن حسين قاووق ومحمد الدايخ، ضمن برنامج جديد يعرض على القناة باسم "تعا قلو بيزعل". وحمل المقطع الساخر عنوان "تعلم اللغة الشيعية"، ما اعتبره ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مساساً بالطائفة الشيعية وبالإمام الحسين بن علي، وقد ترجم بهاشتاغ "إلا الإمام الحسين"، الأمر الذي دفع الممثل قاووق والكاتب والمخرج الدايخ إلى توضيح أساس المحتوى في مقطع فيديو مصوَّر.
أصبح بإمكانكم تعلّم "اللّغة الشيعية" الآن مع #تعا_قلو_بيزعل... ما هي الكلمات الّتي وردت خلال الحصة؟
— LBCI TV (@LBCILebanon) January 19, 2023
الحلقة الكاملة : https://t.co/bkhJlZjehp #LBCILebanon @ferashatoum pic.twitter.com/FEO7l4b31j
وأشار مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" إلى أن قناة "إل بي سي آي" والممثلين الكوميديين محمد الدايخ وحسين قاووق يتعرضون منذ يوم الجمعة الماضي لحملة تحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تهديدات وصلت إلى هواتف قاووق والدايخ على خلفية فيديو ساخر تحت عنوان "تعلم اللغة الشيعية" ضمن برنامج "تعا قول بيزعل".
وقال قاووق عبر حسابه على "فيسبوك"، إنه "تم تعميم أرقامنا بعد حملة الشتم التي تعرّضنا لها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض الفيديو الساخر، وتلقينا اتصالات ورسائل تتضمن تهديداً وشتماً، علماً أن البعض على مواقع التواصل لم يحضر الحلقة إلا أنه كان ضمن الحملة الممنهجة ضدّنا".
قناة أل بي سي آي وممثّلان كوميديان يتعرّضون لحملة تحريض وتهديد بسبب فيديو ساخرhttps://t.co/o1trS4sryj@LBCILebanon @LBCI_NEWS pic.twitter.com/yFdtjeK048
— Samir Kassir Eyes (@SK_Eyes) January 22, 2023
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها قاووق للتهديد ولحملات التحريض الإلكتروني، أبرزها كان في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك على خلفية مقطع فيديو عرض ضمن برنامج "شو الوضع" الساخر الذي كان يبث على قناة "الجديد"، وهو من كتابة محمد الدايخ أيضاً، وحمل انتقاداً للأحزاب السياسية التقليدية في لبنان ومن ضمنها "حزب الله" الذي شنّ مناصروه هجمة واسعة ضد قاووق، سرعان ما تطوّرت إلى حملة كراهية وتهديد وترهيب، علماً أن القناة عادت وأوقفت البرنامج في وقتٍ لاحق.