إقلاع "ستارلاينر" في أول رحلة مأهولة إلى الفضاء

06 يونيو 2024
رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، 5 يونيو2024 (ميغيل جيه. رودريغيز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مركبة "ستارلاينر" التابعة لبوينغ تنطلق من فلوريدا إلى محطة الفضاء الدولية مع رائدي فضاء من ناسا، ممثلة خطوة تاريخية في توسيع آفاق السفر البشري للفضاء وتعزيز المنافسة مع "سبايس إكس".
- الرحلة تهدف لاختبار قدرات "ستارلاينر" في تنفيذ رحلات منتظمة وآمنة إلى الفضاء، مع رائدي فضاء يقضيان أكثر من أسبوع في محطة الفضاء الدولية، مؤكدة على جاهزية المركبة للعمليات المستقبلية.
- ناسا تسعى لتنويع خيارات نقل الرواد إلى الفضاء، مع تركيز على الأمان والمرونة. "ستارلاينر" تحمل شحنة تتضمن مضخة لإعادة تدوير بول الرواد إلى ماء، مسلطة الضوء على الابتكار والاستدامة في مهام الفضاء.

أقلعت مركبة "ستارلاينر" الفضائية التابعة لشركة بوينغ، الأربعاء، من فلوريدا باتجاه محطة الفضاء الدولية وعلى متنها رائدا فضاء للمرة الأولى، في مهمة من شأنها أن توسّع الخيارات المتاحة على صعيد المركبات القادرة على نقل البشر إلى الفضاء. وبعد سنوات من التأجيلات المتتالية وإلغاء محاولتي إقلاع في اللحظات الأخيرة خلال شهر واحد، يجب على "بوينغ" أن تثبت خلال هذه الرحلة التجريبية أن "ستارلاينر" آمنة لاستخدامها في عمليات منتظمة، رغم تأخرها أربع سنوات عن "سبايس إكس" التي توفر مركباتها خدمات نقل لرواد وكالة ناسا الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية منذ عام 2020.

وانطلق الصاروخ "أطلس 5" المصنوع من قبل مجموعة "يونايتد لانش ألاينس" (ULA)، وعلى قمته كبسولة "ستارلاينر"، في الساعة 10:52 صباحاً (14:52 بتوقيت غرينيتش)، من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا. ويضم طاقم المهمة رائدي الفضاء في "ناسا" بوتش ويلمور وسوني وليامز، وهما من المخضرمين في مجال الرحلات الفضائية. وقال قائد المهمة بوتش ويلمور، قبل دقائق من الإقلاع: "يشرفني أنا وسوني أن نتشارك حلم رحلة الفضاء مع كل واحد منكم". ويُتوقع أن يمضي رائدا الفضاء ما يزيد قليلاً عن أسبوع في محطة الفضاء الدولية، على أن يعودا أيضاً عبر مركبة ستارلاينر.

وتسعى وكالة الفضاء الأميركية إلى أن تكون لديها مركبة ثانية بالإضافة إلى تلك المصنوعة من شركة سبايس إكس، حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المشكلات المحتملة في أي من الكبسولات أو مع حالات الطوارئ. وتكللت محاولة الإقلاع الثالثة بالنجاح، بعد محاولتين فاشلتين، أولاهما في بداية مايو/ أيار، والثانية الأسبوع الماضي، ألغي خلالهما الإقلاع في اللحظات الأخيرة، رغم أن رائدي الفضاء كانا قد تموضعا في مكانهما داخل الصاروخ الذي كان ممتلئاً بالوقود. ويعود الإلغاء الأول إلى مشكلة في صمام الصاروخ، ثم حصلت مشكلة في إمداد الكهرباء لأحد أجهزة الكمبيوتر الموجودة على الأرض. كما استدعى تسرب صغير للهيليوم على أحد محركات مركبة بوينغ الفضائية وقت تحليل إضافياً، لكن في النهاية تقرر عدم إصلاحه قبل الرحلة، لأنه لا يمثل خطرا وفقا لوكالة ناسا.

رائدا "ستارلاينر"

ذهب كل من بوتش ويلمور (61 عاماً) وسوني وليامز (58 عاماً) إلى محطة الفضاء الدولية مرتين، وهما يتدربان منذ سنوات على هذه المهمة. وبعد الإقلاع، يتعين عليهما الانتقال مؤقتاً إلى القيادة اليدوية لاختبار حسن سير العمل في المركبة. وعمل رائدا الفضاء في السابق طيارين تجريبيين في البحرية الأميركية، وشاركا بنشاط في تطوير "ستارلاينر" التي سُمّي طرازها الحالي "كاليبسو" تيمناً بسفينة الضابط البحري الفرنسي الشهير جاك إيف كوستو.

ومن المفترض أن تلتحم المركبة الفضائية بمحطة الفضاء الدولية بعد حوالى 24 ساعة من الإطلاق، أي قرابة الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش من اليوم الخميس. وتحمل المركبة شحنة غير متوقعة، أضيفت في اللحظات الأخيرة، وهي مضخة جديدة تتيح إعادة تدوير بول رواد الفضاء وتحويله إلى ماء في محطة الفضاء الدولية. وتوقفت المضخة الموجودة على متن المركبة عن العمل أخيراً، ويتعين تخزين البول في خزانات حالياً، لكن هذه القدرات محدودة.

"ستارلاينر"... خيبات متلاحقة

بعدما اهتزت سمعة "بوينغ" بسبب مشكلات مرتبطة بسلامة طائراتها، تراهن الشركة الأميركية على هذه المهمة لتحسين صورتها. وقد شاب تطوير "ستارلاينر" خيبات أمل متلاحقة. ففي العام 2019، وخلال أول اختبار غير مأهول، لم تتخذ الكبسولة مسارها الصحيح، وعادت إلى الأرض من دون بلوغ محطة الفضاء الدولية. وعام 2021، عندما كان الصاروخ موجودا على منصة الإطلاق، طرأت أعطال أعاقت عمل صمامات الكبسولة، ما تسبب في تأجيل آخر للمهمة.

ونجحت المركبة أخيراً في الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في مايو 2022. ورُصدت مشكلات أخرى لاحقا، خصوصاً في المظلات التي كانت تبطئ الكبسولة خلال عودتها إلى الغلاف الجوي، ما تسبب مرة جديدة في إرجاء الرحلة المأهولة الأولى.

ولم يحمل سوى عدد قليل من المركبات الأميركية رواد فضاء في الماضي. وبعد وقف العمل ببرنامج المكوك الفضائي الأميركي عام 2011، اعتمد رواد "ناسا" على مركبات سويوز الروسية. ولوضع حد لهذا الاعتماد، وقّعت "ناسا" عام 2014 عقوداً بمبالغ ثابتة مع "سبايس إكس" (2.6 مليار دولار) و"بوينغ" (4.2 مليارات دولار)، لتطوير المركبتين الفضائيتين. وبمجرد تشغيل "ستارلاينر"، ترغب وكالة ناسا في استخدام مركبتي سبايس إكس وبوينغ بالتناوب لنقل الرواد إلى المحطة. وتمنى رئيس شركة سبايس إكس، إيلون ماسك، صباح الأربعاء، عبر منصة إكس، "حظاً سعيداً" لمهمة "بوينغ".

(فرانس برس)

المساهمون