أعلنت مجلة إي لايف (eLife) العلمية عن فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع "ذي أونيون" (The Onion)، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) انتقد الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان "انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس".
وكتب آيزن، الاثنين، عبر منصة إكس: "أبلغت بأنه سيتم استبدالي كرئيس تحرير في إي لايف بسبب إعادة نشري مقالاً من ذي أونيون تستنكر اللامبالاة تجاه حياة المدنيين الفلسطينيين".
I have been informed that I am being replaced as the Editor in Chief of @eLife for retweeting a @TheOnion piece that calls out indifference to the lives of Palestinian civilians.
— Michael Eisen (@mbeisen) October 23, 2023
بدأ الجدل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، عندما أثنى آيزن، وهو عالم وراثة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، على إحدى قصص الأخبار الساخرة لموقع "ذي أونيون" على "إكس"، حيث كتب: "تتحدث ذي أونيون بشجاعة وبصراحة وبوضوح أخلاقي أكثر من قادة كل المؤسسات الأكاديمية مجتمعين. كنت أتمنى أن تكون هناك جامعة تابعة لذي أونيون".
The Onion speaks with more courage, insight and moral clarity than the leaders of every academic institution put together. I wish there were a @TheOnion university. https://t.co/R8gufC9opJ
— Michael Eisen (@mbeisen) October 13, 2023
وسريعاً بدأت ردود الفعل الغاضبة من قبل علماء إسرائيليين، وعلى رأسهم العالم الإسرائيلي الأميركي البارز، الرئيس التنفيذي لشركة Eleven Therapeutics يانيف إرليك الذي ردّ على آيزن كاتباً: "كلمات فارغة. لم تغرد خلال 7 أيام بكلمة دعم للباحثين الإسرائيليين الذين فقدوا أطفالهم وأصدقاءهم. والآن تتجرأ على إعطائنا نصائح عسكرية من موقعك المحمي. ما هذا الإفلاس الأخلاقي؟!". وكرّت السبحة ليطالب بعض الباحثين الإسرائيليين بإقالة آيزن، كما حثوا زملاءهم على تقديم أوراقهم البحثية لـ"إي لايف" طالما بقي في منصبه.
في المقابل، انطلقت نقاشات حادّة على مواقع التواصل بين الباحثين الأكاديميين حول هامش حرية التعبير في هذه الأوساط العلمية، وأطلق باحثون عريضة تطالب معهد هوارد هيوز للأبحاث الطبية (HHMI)، الناشر لـ"إي لايف"، بعدم إقالة آيزن أو معاقبته بسبب تغريداته. وكتب الموقعون على العريضة: "رأينا لا يعتمد على تقييم آراء آيزن (إيجاباً أو سلباً). بل نعتقد أن معاقبته ستخلق تأثيراً ساماً على حرية التعبير في الأوساط الأكاديمية".
ويرى جوش دبنو، عالم الأعصاب في جامعة ستوني بروك، وهو أحد العلماء الذي صاغوا العريضة، أنّ "المشروع الأكاديمي الكامل الذي نشترك فيه يعتمد على القدرة على القيام بتبادل فكري مفتوح حول أي موضوع والتعبير عن آرائنا بصدق. لم يكن ما قاله مقززاً أو كريهاً. لا ينبغي أن تكون هناك عواقب لآراء الأقلية في الأوساط الأكاديمية، وفور حصول ذلك، سينهار عالمنا بأسره". وتساءل دبنو عما إذا كانت ستحدد إي لايف المواقف المقبولة بشأن قضايا مثل الإجهاض أو الحرب في أوكرانيا.
يقول دبنو، وهو يهودي، إنّ الرسالة حصلت حتى الآن على حوالي 420 توقيعاً، بما في ذلك من علماء مخضرمين ومبتدئين، مشيراً إلى أنّ العديد من العلماء المبتدئين اتصلوا به ليشكروه على الكلمة التي قالها، ولكنهم يخشون من أن تتأثر مساراتهم المهنية إذا قالوا أي شيء علنياً عن الصراع في غزة، وفق ما نقل موقع مجلة سَينس العلمية.
بعد إعلان آيزن، كتبت لارا أوربان، إحدى محررات المجلة، على "إكس"، أنها تستقيل من وظيفتها.
It is with great sadness that I have to resign as @eLife editor and early-career advisor after @mbeisen was fired as editor-in-chief for making use of his freedom of speech to stand up – once again – for the people who were silenced. A brief statement here: https://t.co/VN1H5wJZO1 pic.twitter.com/BV17wLId2f
— Lara Urban (@LaraUrban42) October 23, 2023
وقالت أوربان، الباحثة في علم الجينوم في جامعة هلمهولتس ميونخ: "إن طرد مايكل بسبب التعبير عن آرائه الشخصية يعتبر سابقة خطيرة على حرية التعبير في مجتمعنا الأكاديمي".