رغم تصدر "#اذكروا_مجازر_موتاكم" قائمة الأكثر تداولاً لموقع تويتر في مصر لانتقاد المجازر التي حدثت بعد ثورة يناير، أثناء تولي المجلس العسكري الحكم، إلا أن الأذرع الإعلامية للنظام المصري تنافست فيما بينها في نعي ورثاء المشير محمد حسين طنطاوي الذي كان يتولى زمام الأمور وقتها، فمن الخط الأسود على شاشات الفضائيات، والفواصل التي تتحدث عن تاريخه وإنجازاته، والأب الروحي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وصلت إلى دخول مذيعين وضيوف حتى البرامج الرياضية في منافسة لذكر محاسن الرجل.
لكن الأذرع تخبطت حول موقف طنطاوي من ثورة يناير التي أيّدها المجلس العسكري وقتها، وأدى التحية العسكرية لشهدائها اللواء محسن الفنجري ممثلاً عنه. فالمذيع المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى على فضائية "صدى البلد" في برنامجه "على مسؤوليتي" اعتبر طنطاوي هو من تصدى لمؤامرة إسقاط الجيش والدولة في 2011، وبث موسى فيديو لطنطاوي عن شهادته حول أحداث يناير، يبرئ فيها الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك من ضحايا الثورة، إذ قال فيها: "ماحدش أعطى أي أوامر لي أو لحد من الجيش بفتح النار على المتظاهرين، ودي شهادة أمام الله بكده".
أتبعه موسى بمقطع فيديو آخر لطنطاوي قبل ثورة يناير، قال فيه: "هم عاوزين يسقطوا الجيش لأن الجيش لو سقط هيكون سقوط مصر وده بعدهم، لا أنا ولا أنتم هنسمح بكدة"، في تلميح من موسى للثورة وعلّق: "المؤامرة قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها واشترك معاهم الاشتراكيون الثوريون و6 أبريل وكل الخونة والعملاء".
أما شريف عامر في برنامجه "يحدث في مصر" على قناة "إم بي سي مصر"، فاستضاف السياسي مصطفى الفقي، الذي قال عكس ذلك: "طنطاوي قالي في أحد احتفاليات تخرج الكليات العسكرية قبل ثورة يناير، إن الجيش لن يسمح أن يحكم مصر اثنان جمال مبارك وأحمد عز، والجيش لن يسمح بالتوريث علشان مصر أكبر من ذلك".
وأشار الفقي إلى أنه اتصل بمنير فخري عبد النور، أحد السياسيين المعارضين وقتها وقال له: "مافيش توريث الظباط لن يسمحوا بذلك أما الذقون "الإخوان المسلمين" فالجيش مصحصح لهم وعارف كل حاجة".
وقال الفقي إن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة وقتها قال عكس ذلك: "ممكن نسمح بالتوريث لو فيه مصلحة الاستقرار"، وأكد الفقي: "الجيش هو اللي أيد ثورة يناير ولو وقف ضدها ماكنش حصل اللي حصل"، في تلميح لتنحي مبارك.