عُلّقت خطط البدء بتصوير النسخة العربية من مسلسل "حب للإيجار" في مدينة إسطنبول التركية فجأة، بعدما كان مقرراً إطلاقها نهاية العام الحالي، بمشاركة مجموعة من الممثلين العرب، على رأسهم السوري مكسيم خليل والسورية شكران مرتجى، واللبناني طلال الجردي.
وأفادت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، بأن شركة الإنتاج تراجعت عن المشروع بعد تخوّفها من عدم إقبال المشاهدين عليه لكثرة ما استُهلك، إذ شاهده الجمهور العربي على مدار 80 حلقة بنسخته التركية، ومدبلجاً على الشاشات العربية على مدار 122 حلقة، كما استنسخت قصته شركة إنتاج لبنانية في مسلسل طويل عنوانه "50 ألف" (تأليف آية طيبة، وإخراج دافيد أوريان وغزوان قهوجي).
من هنا، ارتأت محطة إم بي سي (MBC) والشركة المنتجة، تأجيل المشروع، أو الاستعانة برواية أو مسلسل آخرين، وأمهلت الممثلين وفريق العمل حتى اتخاذ القرار النهائي. تحاول "إم بي سي" من خلال هذه الإنتاجات تحقيق موطئ قدم لها في الفضاء البديل، وجذب المشاهدات إلى منصّات البث التدفقي التي تنفرد بالعرض الحصري بداية، قبل انتقاله إلى القنوات التلفزيونية التابعة لها. وعلى الرغم من تفاوت نسب المشاهدة أو الإجماع على نجاح مثل هذه الأعمال، فإن وتيرة إنتاجها لم تتراجع، بل تحولت مدينة إسطنبول إلى مركز رئيسي لإنتاج الدراما التركية المُعربة.
يُعدّ "عروس إسطنبول" المسلسل التركي الأول الذي نقل إلى العربية تحت عنوان "عروس بيروت". وقد صدر الموسم الأول منه عام 2019، وتبعه الموسمان الثاني والثالث. وعلى الرغم من فشل القصة واستنزاف الأحداث في الموسم الثاني، فإن العمل استقطب عدداً مرتفعاً من المشاهدين، وحقق للممثلين فيه حضوراً عربياً لافتاً، وبينهم نور علي وجو طراد ومرام علي وفارس ياغي ورانية سلوان. المذكورون كانوا وجوهاً جديدة عند بدء عرض العمل، لكنهم تحولوا بعدها إلى نجوم، وأصبحوا مطلوبين للمشاركة في مثل هذه الإنتاجات، حتى أن بعضهم اشتروا شققاً في تركيا، للإقامة هناك بشكل شبه دائم، من أجل التمثيل في الأعمال من هذا النوع.
وفي هذا الإطار، عرضت منصة شاهد وقناة إم بي سي 4، العام الماضي، مسلسل "ع الحلوة والمرة" من إخراج فكرت قاضي وبطولة دانا مارديني ونيقولا معوض وكارمن لبُس وأحمد الأحمد. اتفق معظم المشاهدين على سذاجة القصة والسيناريو وعدم منطقية الأحداث في "ع الحلوة والمرة"، علماً أن المسلسل التركي الأصلي الذي أخذ منه عُرض منه تسع حلقات فقط. وهكذا، اعتمد الإنتاج على النسخ واللصق في كثير من المشاهد عن مسلسلات تركية عُرضت من قبل.
وعلى الرغم من عودة الدراما التركية إلى بعض الشاشات العربية قبل عامين، بعد المقاطعة، لم تعد المسلسلات التركية تبهر المشاهد العربي كما كانت سابقاً، لكثرة ما استهلكت على الشاشات العربية خلال السنوات الماضية، ولتشابه أحداثها التي تدور في معظمها في إطار من الحب والغرام والانتقام.
ويبدو أن خطة جديدة ستوضع للحد من هذا الاستهلاك، عن طريق إعادة برمجة استنساخ الروايات المصورة الجديدة، لكن ذلك لا ينفي بروز هذه الصناعة ونجاحها واتخاذ إسطنبول مركزاً رئيسياً له