استمع إلى الملخص
- اختيرت الأسماء بعد هبوط مركبة برسيفيرانس على المريخ في 2021، حيث قُسمت المنطقة إلى أرباع لتسمية كل منها، وتم اختيار الأسماء من قبل فريق متخصص.
- لاقى الإعلان ترحيبًا واسعًا في الجزائر، حيث يعزز التراث الطبيعي والثقافي الجزائري عالميًا، وتأمل الجزائر في تعزيز السياحة خاصة في منطقة الصحراء الكبرى.
أصبحت خريطة المريخ تحمل أسماء متنزهات طبيعية في الجزائر، بدفع من العضو في فريق مهمة المريخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الفيزيائي الجزائري نور الدين مليكشي الذي أوضح أنه يسعى بذلك للإضاءة على هشاشة الأرض. وباتت ثلاثة مواقع في المريخ تحمل أسماء المتنزهات الوطنية الجزائرية، طاسيلي ناجر وغوفي وجرجرة، على ما أوضح ملكيشي الذي يفخر بتكريم موطنه الأصلي من خلال هذه الخطوة. ودعا إلى الحفاظ على "كوكبنا الهش" من خلال "الاعتناء بالمحميات الطبيعية سواء في الجزائر أو أي مكان آخر".
وبالنسبة لأستاذ الفيزياء وعميد كلية كينيدي للعلوم في جامعة ماساتشوستس في لويل، فإن سطح حظيرة طاسيلي ناجر في الصحراء الجزائرية يشبه كثيراً سطح الكوكب الأحمر، وهو مصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة يونسكو. ويعود الموقع الجزائري إلى 12 ألف عام على الأقل، ويضم أكثر من 15 ألف نقش يدل على حياة البشر في هذا الموقع الصحراوي منذ عام 6000 قبل الميلاد وحتى القرون الأولى من العصر الحالي. وأوضح مليكشي الذي ترك الجزائر سنة 1990 إلى الولايات المتحدة: "إذا نظرت إلى صور طاسيلي ناجر، سترى أنه على الأقل من الناحية البصرية، يبدو مثل كوكب المريخ، لأن فيه الكثير من الرمال الحمراء".
ووقع خيار مليكشي الثاني على شرفات غوفي الواقعة في منطقة الأوراس جنوب شرق الجزائر بين جبال باتنة وواحات بسكرة. وقال في وصفها: "إذا نظرت إلى صور غوفي، ستجد أنها تبدو أيضاً مثل بعض مناطق المريخ وتبرز مرونة الكواكب أمام ما حدث لها على مر الزمن". أما الموقع الثالث، وهو حظيرة جرجرة الوطنية الواقعة على بعد 140 كيلومتراً من العاصمة الجزائرية بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، والمعروفة بقمم جبالها الثلجية التي يفوق علو أهمها 2300 متر، فهي "ترقص مع الطبيعة" كما وصفها مليكشي، ما يجعلها "جميلة جداً طوال السنة".
وأوضح مليكشي أن اختيار أسماء المواقع الجزائرية على خريطة المريخ حصل باقتراح منه، لافتاً إلى أن المسار انطلق بعد هبوط مركبة برسيفيرانس عام 2021 في جزء غير مستكشف من المريخ. وجرى تقسيم المنطقة إلى "أرباع" لإطلاق أسماء عليها قبل دراستها. وقال: "اقترحتُ أنا هذه الأسماء واقترح آخرون أسماء أخرى لمتنزهات وطنية مختلفة حول العالم"، قبل درس المقترحات من فريق متخصص واختيار الأسماء النهائية.
وأثار إعلان مليكشي بداية الشهر الحالي خبر إطلاق أسماء مواقع جزائرية على خريطة المريخ فرحة لدى الجزائريين تجلّت خصوصاً برسائل الإشادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات الإيجابية من وسائل الإعلام والسلطات.
وعبّر وزير الثقافة والفنون زهير بللو عن سعادته "بهذا التميز الاستثنائي"، مؤكداً أن هذا "التكريم تاريخي وعالمي، ويبرز القيم الثمينة للتراث الطبيعي والثقافي الجزائري، والذي أصبح الآن مسجلاً ما وراء الحدود الأرضية". وتبذل الحكومة الجزائرية منذ سنوات جهوداً لتشجيع السياحة، خصوصاً في منطقة الصحراء الكبرى، من خلال إصدار تأشيرات دخول لبعض الجنسيات عند الوصول.
وزار نحو 2.5 مليون سائح الجزائر العام الماضي، وهو رقم قياسي خلال العشرين سنة الأخيرة. ويأمل مليكشي أن تجتذب هذه التسميات الجديدة أعداداً إضافية من الزوار إلى الجزائر، قائلاً إن هذه الأماكن "كنز ورثناه كبشر وعلينا أن نتأكد من الحفاظ عليه" و"نقله إلى الجيل المقبل بأمان".
(فرانس برس)