قررت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة مباشرة للمخابرات المصرية، اليوم السبت، إطاحة رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية المملوكة لها، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشيوخ محمود مسلم، وتعيينه في منصب شرفي رئيساً لمجلس إدارة الصحيفة، وتعيين رئيس تحريرها التنفيذي أحمد الخطيب رئيساً للتحرير.
قرار الشركة جاء بعد أيام من أزمة تعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي للشتم والسب من مجموعة كبيرة من المواطنين، في أحد الفيديوهات التي بُثت عبر صفحة الصحيفة على موقع فيسبوك، في أثناء أخذ تعليقات على القرار الأخير لزيادة أسعار البنزين والسولار.
منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة مثل "الوطن" ليس له أي صلاحيات في الوقت الراهن، لأنها باتت مملوكة بالكامل لجهاز المخابرات العامة، كغيرها من الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية التي تسيطر عليها الأخيرة، ويتحكم ضباطها في قراراتها الإدارية والتحريرية.
ومسلم عضو في مجلس الشيوخ بالتعيين، ويشغل رئاسة قناة دي إم سي المملوكة لنفس الشركة التي تمتلك كذلك صحف رئيسية مثل اليوم السابع والدستور والأسبوع ومبتدأ وأموال الغد ودوت مصر وصوت الأمة، وقنوات دي إم سي والحياة وسي بي سي وإكسترا نيوز والمحور والناس وأون وتايم سبورتس والنادي الأهلي ونادي الزمالك.
وكانت الشركة قد أصدرت تعليمات بوقف فيديوهات البث المباشر للمواقع الإخبارية التابعة لها، نتيجة حالة الغضب التي انتابت مؤسسة الرئاسة بعد انتشار فيديو الإساءة للسيسي، والذي سرعان ما حذفته صحيفة الوطن من صفحتها، بعد موجة واسعة من التفاعل في التعليقات والردود التي طاولت رئيس البلاد بشكل "مسيء للغاية"، على خلفية شعور المواطنين بالغضب إزاء قرار زيادة أسعار الوقود، وما صاحبه من ارتفاع في وسائل النقل العامة والخاصة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الشركة وجهت توبيخاً للمسؤولين في صحيفة الوطن، لا سيما لرئيسة التحرير التنفيذية الصحافية شيماء البرديني، بوصفها المسؤولة عن قسم البث المباشر، مشددةً على ضرورة وقف الفيديوهات المباشرة (لايف) على المواقع والصحف المصرية كافة "حتى إشعار آخر".
وتورطت صفحة صحيفة الوطن في نشر مجموعة من فيديوهات البث المباشر المثيرة للجدل خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها فيديو لشخص يقطع البطيخ بطريقة تقليدية، وآخر لمواطنة تحضر الأكل وهي تجلس فوق الثلاجة، وثالث عن فتاة تقطع الخبز باسم "أجمد ساندويتش في الكرة الأرضية"، وهو ما أثار حالة من الانتقاد الواسع لهذا النوع من الصحافة الذي بات منتشراً على نطاق واسع في المواقع المصرية.