استمع إلى الملخص
- حذر القاضي السابق هانان ميلسر من أن هذه الخطط تهدد الديمقراطية، بينما أصر وزير الاتصالات شلومو قرعي على الخصخصة، مما أثار انتقادات واسعة.
- تزايدت الدعوات الدولية لاستبعاد إسرائيل من "يوروفيجن" بسبب العدوان على غزة، مع احتجاجات واسعة وتوقيع آلاف الفنانين على عرائض ضد المشاركة الإسرائيلية.
وجدت هيئة البث العامة الإسرائيلية نفسها في مرمى مشروع قانون تقوده حكومة بنيامين نتنياهو، قد يؤدي ليس فقط إلى حرمانها من التمويل، ولكن أيضاً إلى طرد دولة الاحتلال من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن". طرد كان مطلب جماهير ومشاركين عدة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أرسل اتحاد البث الأوروبي، منظم مسابقة "يوروفيجن"، رسالة إلى المشرعين الإسرائيليين، الأربعاء الماضي، يعرب فيها عن "قلقه العميق" بشأن خطط الحكومة التي يقودها نتنياهو لخصخصة هيئة البث العام الإسرائيلية، المعروفة باسم "كان". وجاء في الرسالة الموجهة إلى لجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست أن "مثل هذه الخطوة لن تعرض المشهد الإعلامي الإسرائيلي للخطر فحسب، بل قد يكون لها أيضاً عواقب وخيمة على الأسس الديمقراطية للبلاد وسمعتها الدولية". وحذّر الاتحاد من أن "إغلاق هيئة البث العام الإسرائيلية، أو السيطرة عليها أو تقليص ميزانيتها، من شأنه أن يشير إلى انحراف عن المعايير التي تلتزم بها الدول الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ويخاطر بتآكل ليس فقط الثقة المحلية، ولكن أيضاً المصداقية الدولية". كما حذّرت الرسالة من أن إسرائيل قد تفقد الوصول إلى "يوروفيجن"، وجاء في الرسالة أن عضوية "كان" في اتحاد الإذاعات الأوروبية "توفر للإسرائيليين فوائد كبيرة، بما في ذلك دور في الأحداث الدولية الرئيسية، مثل مسابقة يوروفيجن، أفضل برنامج تلفزيوني أداءً في إسرائيل العام الماضي، والوصول إلى حقوق رياضية رئيسية، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2026، ما يضمن تغطية مجانية لجميع الإسرائيليين".
كذلك، حذر القاضي السابق في المحكمة العليا، هانان ميلسر، الذي يشغل الآن منصب رئيس مجلس الصحافة الإسرائيلي، المشرّعين خلال جلسة للجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست، من خطط حكومة نتنياهو تجاه الإعلام العام قائلاً: "إذا نظرنا إلى الصورة ككل، فهي تنفي الطبيعة الديمقراطية للدولة، لأن طبيعتها الديمقراطية تعتمد على وسائل الإعلام الحرة، وهذا هو الحال في جميع البلدان الديمقراطية".
أما وزير الاتصالات، شلومو قرعي، فقد أصرّ على نيته خصخصة أو إغلاق "كان". ونقل عنه موقع تايمز أوف إسرائيل قوله إن "البث العام كان مطلوباً في القرن الماضي، اليوم لا يوجد مبرر لتمويل مثل هذا المنتج على نفقة عامة"، مضيفاً: "أعتزم خصخصة أو إغلاق هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، فهي ليست عديمة القيمة فحسب، بل إنها تضرّ بالسوق وتديم الظلم"، وانتقد ما وصفها بـ"الدعاية" و"البث المتحيز والمسيء".
ومن داخل حكومة نتنياهو، قاد قرعي سلسلة من التحركات التشريعية التي يقول المنتقدون إنها تؤدي إلى تآكل الصحافة الحرة، بما في ذلك الجهود المبذولة لمنح الحكومة الإشراف على بيانات تصنيفات التلفزيون، وخصخصة إذاعة الجيش، ومقاطعة صحيفة هآرتس.
يبدو أن قرار نتنياهو ضد البث العام الإسرائيلي سوف يحقق رغبة الملايين بخروج دولة الاحتلال من مسابقة "يوروفيجن" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023). خلال نسخة عام 2024 في مالمو، قوبل عرض المتسابقة الإسرائيلية إيدن غولان بصرخات استهجان أطلقها الجمهور، ووقّع أكثر من ألف مغنٍّ من الدولة المضيفة السويد رسالة مفتوحة تطالب باستبعاد ممثّلي دولة الاحتلال الإسرائيلي من المسابقة، ووقع نحو 1400 فنان من فنلندا وأيسلندا عريضة تدعو إلى استبعاد إسرائيل. كذلك، ذكرت تقارير أن استبعاد ممثل هولندا جاء بعد احتجاجه على وضعه إلى جانب المرشحة الإسرائيلية خلال مؤتمر صحافي، عبر تغطيته وجهه بعلم بلده. وفي الساحات، شهدت مالمو تظاهرة شارك فيها نحو 12 ألف شخص، احتجاجاً على المشاركة الإسرائيلية في "يوروفيجن"، بينهم الناشطة المناخية غريتا تونبرغ.