إزالة بسطات الكتب في دمشق: محو ذاكرة ثقافية متأصلة

30 أكتوبر 2024
مارة يعبرون فوق جسر الرئيس في دمشق، 14 إبريل 2018 (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار إزالة بسطات الكتب المستعملة تحت جسر الرئيس بدمشق استنكار السوريين، معتبرين ذلك محاولة لطمس الذاكرة الثقافية، مشابهة لجرائم إبادة الآثار وسرقة المتاحف.

- بررت محافظة دمشق الخطوة بإزالة الإشغالات غير النظامية لتخفيف الازدحام وتحسين المنظر العام، مع وعد بتوفير أماكن مناسبة للبسطات تحت إشرافها.

- رغم وعود سابقة بإبقاء البسطات ضمن مشروع إعادة تأهيل الجسر، تم تجريفها بالكامل، مع تقديم وعود شفهية بتأمين أماكن عرض بديلة.

استنكر سوريون، بمن فيهم مقربون من النظام الحاكم، إزالة جرافات محافظة دمشق، بسطات بيع الكتب المستعملة من تحت جسر الرئيس في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، على اعتبار أن ذلك بمثابة جريمة منظمة تهدف إلى محو ذاكرة السوريين، ولا تختلف عن جرائم إبادة الآثار وسرقة المتاحف وطمس المعالم التاريخية.

برّرت المحافظة هذه الخطوة بالقول إنّها أزالت جميع الإشغالات غير النظامية في محيط جامعة دمشق وتحت جسر الرئيس، من بينها بسطات الكتب الموجودة في المكان نظراً إلى ما تسببه هذه الإشغالات والبسطات من ازدحام ومضايقات لحركة المواطنين، إضافةً إلى تشويه المنظر العام، لافتةً إلى تلقيها شكاوى قدّمها مواطنون وأعضاء مجلس المحافظة ولجان الأحياء تطالب بإزالة هذه الإشغالات المخالفة من الأرصفة والطرقات العامة.

أكدت المحافظة أنها ستجهّز أماكن مناسبة للبسطات تليق بالكتب وتكون تحت إشرافها، من أجل الحفاظ عليها وتنظيم عملها واستمراريتها. وبعدما نقلت آليات المحافظة الكتب والبسطات إلى أماكن احتجاز، وعد محافظ دمشق، محمد كريشاتي، بتسليمها أصولاً لأصحابها، وتأمين أماكن خاصة ببيع الكتب المستعملة.

تكتسب هذه البسطات مكانة خاصة في ذاكرة السوريين، إذ شكلت لسنوات مقصداً ومعلماً ثقافياً يرتاده طالبو الثقافة والكتب والمجلات النادرة والقديمة، في زمن تراجع فيه دور الكتاب، وأغلقت فيه أهم المكتبات التاريخية، مثل مكتبة النوري. كما أن للبسطات أهمية لدى طلاب الجامعات، إذ تقع في مكان يشكل حلقة وصل بين معظم جامعات دمشق.

 

وكان الحديث عن إعادة تأهيل جسر الرئيس في دمشق، قد بدأ جدياً نهاية العام الماضي، حين قال مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق معمر الدكاك، في حديث لإذاعة "شام أف أم" إن عام 2024 سيشهد إعادة تأهيل الجسر، على اعتباره "نقطة حيوية في المدينة، إلى جانب حاجته إلى إعادة التأهيل والصيانة، خاصة المرافق العامة ودورات المياه".

ووقتها أكّد الدكاك أنّ بسطات الكتب ستبقى موجودة، وستُخصّص المحافظة مساحة في إحدى الزوايا تحت الجسر للبسطات على شكل طابقين أرضي وأول، مقابل استثمار مادي من أصحابها وبأسعار رمزية، كما ستستثمر الحديقة المقابلة للجسر بوضع شاشات لخدمة الطلاب، وتقديم خدمات ذكية". وهو ما تبيّن أنه غير صحيح، مع تجريف كل البسطات، وتقديم وعود شفهية بتأمين أماكن عرض أخرى.

 

المساهمون